بعد حوالي 108 أيام من ظهور أولى حالات كورونا في مصر، اقتربت الإصابات من حوالي 25 ألف حالة والوفاة من ألف حالة، وأصبح خطر التفشي داهما بشكل كبير جدا بعد أن تعدت الإصابات اليومية حاجز الألف خلال الأيام الأربعة الماضية ، كان لابد أن يكون هناك تعاون من جميع الجهات.-من خلال متابعتي اليومية لهذا الوباء الخطير ،وخصوصا في القرى والأرياف ،والتي لم يستطع أهلها تنفيذ التباعد الاجتماعي بشكل صحيح ،نظرا لعدة عوامل منها عادات وتقاليد وموروثات الترابط التي يصعب تغييرها أو التغلب عليها في شهور قليلة ،حتى أن السلام والقبلات لا تزال فعالة بشكل كبير في كل القرى والنجوع المصرية ،بالإضافة إلى غياب الوعي عن خطورة الوباء ،والتواكل الشديد الذي يتصف به أهلنا في الأرياف .-لذلك سوف أتحدث عن تجربة العزل في الأرياف ،ومدي فعاليتها من خلال مشاهدات مباشرة ومتابعة على أرض الواقع ،فعندما يصاب أحد أفراد الأسرة في الأرياف يتم عزله بطريقة كارثيه ومضحكة للغاية ،وهذا ما حدث أمامي ، يجلس المعزول في غرفة بمفردة ويدخل ويخرج عليه أهل المنزل دون أي إجراء احترازي ، وقد يذهب إليه الزوار لعيادته والتحدث معه وكأنه مصاب بمرض غير معد وكل ما يتغير في الأمر انه يجلس في غرفة بمفرده ولا تنقطع عنه الزيارات من أهله وعائلته ،والمبرر عند الاعتراض على الطريقة كلمة واحده يقولها الجميع (ياعم خليها على الله العمر واحد والرب واحد واللي مكتوب له حاجة هيشوفها ).-هذا واقع في اغلب المناطق الريفية ولن نستطيع تغيير هذا الواقع بكل منابر التوعية في العالم ،لذلك أقدم للمسئولين في الدولة اقتراحا للحد من الانتشار الكارثي للوباء في القرى والنجوع المصرية ،وسأكون أول من يساهم ويشارك فيه ،والذي أجمله في عدد من النقاط المختصرة على أن أقدم المقترح كاملا في حال التفاعل معه من الدولة وهو كالتالي :1-يتم تخصيص مدرسة تقع خارج التجمع السكني لكل 5 قرى أو مجلس قروي هذه المدرسة تتوافر فيها اشتراطات أن تكون خارج القرية وان يكون بها شمس وهواء ومناخ غير ملوث وفناء فسيح لترييض المعزول وهذا متوفر في الأرياف بشكل كبير ومناسب .2-يتم تجهيز المدرسة للعزل المبدئي من رجال الأعمال والقادرين من أهالي القرى (جهود ذاتيه ) من وسائل إعاشة وأسرّة وخلافه. 3-تقوم وزارة الصحة بتخصيص عدد 2 أطباء لكل مكان عزل وثلاثة من هيئات التمريض ومع بعض العمال من بعض المصالح الحكومية التي تعمل بشكل جزائي ويحصل العامل على دورة توعية مكثفة بالتعامل مع مصابي كورونا وتفادي الإصابة ويكون له مكافأة شهرية بالإضافة إلى راتبه الأصلي .4- يعين أفراد أمن لمنع الزيارات ، وأيضا يعين إداري يقوم بتسجيل الحالات لكل مريض وتاريخه المرضي وحالته وقت الدخول والأمراض المزمنة التي يعاني منها حتى يستطيع الطبيب وضع البروتوكول العلاجي لكل حالة.5- الحالات الحرجة والتي لا تستجيب للعلاج تقوم إدارة العزل بكتابة تقرير وتحويلها إلى المستشفيات ذات الإمكانيات العليا التي تستطيع التعامل مع الحالة على وضعها .الأمر يا سادة جد خطير ويحتاج إلى تفاعل وتكاتف مجتمعي حتي ننقذ أحباءنا وأهلنا من هذا الخطر ، ففي المحن تسجل المواقف وفي الشدائد يعرف الرجال ، وأنا على يقين من أن الدولة المصرية والمسئولين سيأخذون ما طرحت على محمل الجد ،فنحن في أزمة لم يسجل التاريخ مثلها ، ووباء لا يعرف الرحمة،وعلينا أن نواجهه بقوة ونتحلى بالصبر في هذا الظرف غير المسبوق .وختاما أدعو الله عز وجل أن ينعم علينا بالصحة وأن يجنبنا وأهلنا وأحباءنا وكل سكان كوكب الأرض من المحبين للحياة والسلام خطر وشر الوباء والبلاء وسيئ الأسقام إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وهو نعم المولي ونعم النصير ..حفظ الله مصر وأهلها.
مشاركة :