أكدت خبيرة التسويق “رفا البدراني” إن تحول المملكة إلى الترفيه الافتراضي ووجود التقنيات سيساهم بشكلٍ أو بآخر في تسويق الوجهات السياحية وجذب السائح للزيارة. فالترفيه الافتراضي موجود، والعديد من المتاحف العالمية تستخدمه؛ حيث تجاوز عدد المتاحف المقدمة لهذه الخدمة 2500، وتتوجه العديد من الهيئات السياحية لتقديم خدمة مشابهة في الموقع الإلكتروني الرسمي لهم. ويتم استخدام أساليب الواقع الافتراضي في العديد من الوجهات السياحية؛ عن طريق عرض المواقع السياحية والأثرية بأبعاد ومقاييس متنوعة. وأضافت: إن استخدام التقنيات الافتراضية يساهم في أن يضع العميل المستهدف تصورًا عن المواقع السياحية، وهي تسمح بزيارة ومعايشة كنوز المملكة من قِبل نطاق واسع من الجمهور بحيث تتيح للعميل فهم واتخاذ قرار الزيارة، كما أنها تساعد المملكة في توصيل ما لديها من كنوز بصورة أفضل واستخدام طرق أكثر غنىً وعمقًا، ومن هنا أشجع جميع الوجهات التي تمتلك إرثًا تاريخيًا وتعمل على حماية واكتشاف آثارها على استخدام هذه الأساليب التسويقية المتماشية مع ظروف علماء الآثار. وعن كيف يمكن للتسويق أن يسهم في نجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة، قالت “البدراني”: إن التسويق هو الأداة الأهم للتعريف بالمنتج، فقد يكون سببًا رئيسيًا لفشل المشروع أو نجاحه، قد ترى مشروعين متشابهين في المنتجات يتفوق الآخر عن الأول بحملاته التسويقية، ما جعل المستهلك يبني صورة ذهنية بأنه في حال بحثه عن منتج معين فإنه سيتوجه للشركة الأفضل في الوصول إليه وتثبيت صورة قوية عنها. وعن تجربتها في تسويق الوجهات السياحية في المملكة أشارت إلى أن التجربة جميلة كجمال العلا، غنية بالتجارب والمعلومات والتحديات لا نهاية لها في الإنجازات، فالعمل على بناء هوية العلا وإظهارها للعالم من أهم المشاريع التي أفخر بها خلال عملي في الهيئة الملكية لمحافظة العلا؛ إذ استخدمنا أساليب تسويقية عديدة؛ منها: موسم شتاء طنطورة الذي يخدم أهداف ثابتة وواضحة، أيضًا إطلاق ثلاثة كتب من أكبر دور نشر بالعالم؛ فهذا فخر لي عندما نظهر السحر الحقيقي للعلا للعالم الذي يتمثل بحضاراتها العريقة وآثارها الطبيعية الخلابة وثقافة العلا وحفاوة أهلها وغيرها من الوسائل التسويقية الفعالة. وعن كيف يمكن أن يسهم الوعي المالي في خدمة ودعم رواد الأعمال الناشئين أكدت “رفا” أن الوعي المالي يعتبر من مهارات الحياة الأساسية، وعاملًا مهمًا للنمو والاستقرار المالي وبالتالي سيساهم بشكلٍ كبير في خدمة ودعم رواد الأعمال الناشئين، ببساطة عندما يملك الإنسان المعرفة والمهارات الضرورية والثقة التي تمكنه من اتخاذ القرارات المالية المسؤولة وفهم الفرد لإدارة أمواله الشخصية ووعيه بمختلف الخيارات الاستثمارية؛ بالإضافة إلى قدرته على تقييم المخاطر وإدراك الفرص لتحسين وضعه المالي، سيكون ذلك سببًا في تطوير نهضة حالته المادية والمجتمع وبالتالي انتعاش اقتصاد البلد. وعن أبرز الفرص والتحديات التي تواجه العلامات التجارية في المملكة قالت: من أبرز التحديات لكل علامة تجارية هي تفرد روح علامتك التجارية وتكوين صورة ذهنية واضحة لك لدي المستهلك، أيضًا يوجد تحدٍ آخر هو أن تفي العلامات التجارية بالوعد المقدم من خلال خدماتها حيث إنه ركن أساسي لكسب ثقة المستهلك في سوق نشط مليء بالمنتجات المميزة والمشابهة التي تلزم اتباع إجراءات احترازية للوصول إلى الهدف المحدد. وتابعت: ومما يبدو لي من أهم التحديات التي تواجه العلامات التجارية بالمملكة والتي أود لفت الانتباه لها هي تحديد هوية العلامة التجارية، وتندرج تحتها العديد من التحديات؛ منها أن بعض الرواد لا يحدد الصفة أو الخدمة المميزة لمشروعهم وبالتالي سيكون منتج جديد لا يملك هوية مميزة تفرده عن بقية المشاريع الموجودة. واستطردت: من التحديات الأخرى هي الصورة الذهنية الموجودة لدى البعض أن العلامة التجارية هي عبارة عن الشعار، وهذا بالتأكيد ليس أساس العلامة التجارية، الشعار جزء بسيط من بناء الهوية، والذي هو استراتيجية وخطة طويلة الأجل لبناء علامة تجارية ناجحة تُحقق أهدافًا محددةً. وقالت: من التحديات الأخرى صعوبة بناء الهوية، خاصة عندما يكون المنتج غنيًا بالمميزات التي تستوجب ذكاء لتحديده وإظهاره الأهم بطريقة تجذب؛ ابتداءً بالرسائل الصحيحة ونبرة الصوت المناسبة للشريحة المستهدفة واستخدام الأدوات التسويقية بذكاء، والاهتمام بتجربة العميل كتحدٍ وفرصة بنفس الوقت للتميز عن بقية المشاريع الحالية والمستقبلية. وأوضحت أن مكافأة العميل على ولائه جزء مهم في بناء استراتيجية أي علامة تجارية، خاصةً إذا كنت ترغب في دعم نظام المبيعات ووجود منافسين في نفس مجال مشروعك تعملون جميعًا لجذب نفس العملاء، ما أعتبره تحديًا مستمرًا لبناء قيمة أعلى لعلامتك التجارية بشكلٍ عام ولتحسين استراتيجيتك المستخدمة بشكلٍ خاص. وأضافت: إن أيادينا مشروعي الصغير الناشئ يتميز بهويته كمنتج، أنا كرفا أحب الفن والسفر والأزياء، وبالتالي وددت أن يتفرد منتجي بكونه “أزياء مستوحاة من فن وثقافة مناطق المملكة تستخدم خلال السفر”. وعن اهتمامها الخاص بربط الأزياء بالثقافة ذكرت أن الأزياء جزء رئيسي من هوية الدول، فنحن نميز الشعوب والدول بناءً على طريقة أزيائهم وألوانهم المستخدمة، إبراز هويتنا الثقافية من خلال تاريخ الأزياء في المملكة هو أحد عوامل الاحتفاء وتسويق مملكتنا للعالم، ودورنا كسفراء لمملكتنا ومسؤوليتنا الاجتماعية لبلدنا باستدامة مستقبل الأزياء لثقافتنا، والاحتفاظ بها للأجيال القادمة، الأزياء الثقافية تنهض باقتصاد المملكة بالأعمال الابداعية والمبتكرة وعالية التأثير التي تُعد رسالة تظهر جمال ثقافتنا وصنع تغيير اجتماعي وفكري عن المملكة حول العالم. اقرأ أيضًا: «العلا».. عروس الجبال وبلد الحضارات 4 أماكن سياحية في المملكة شاهدة على التاريخ «إعمار المساجد التاريخية».. شغف وإيمان بالتراث الوطني
مشاركة :