شهد مسجد قباء أول مسجد أسس في الإسلام فجر يوم الأحد كثافة عددية وتوافد كبير من المصلين مع بدء عودة الصلاة تنفيذًا للأمر السامي الكريم وسط اكتمال التجهيزات التي قدمتها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد وتحقيق بروتوكولات الإجراءات الاحترازية لحماية المصلين من فيروس كورونا. وكلفت وزارة الشؤون الإسلامية عبر فرعها بالمدينة المنورة أكثر من ١٣٠ عامل صيانة ونظافة يعملون على مدار الـ ٢٤ ساعة لتنظيف وصيانة وتعقيم المسجد الذي يعد مقصدًا لزوار ورواد مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى جانب عددٍ من الحراسات الأمنية ومراقبي الصيانة والمشرفين الذي يعملون على مدار الساعة للتأكد من تطبيق كل الإجراءات الاحترازية التي أقرتها وزارة الشؤون الإسلامية وفق التعميمين اللذين أصدرهما الوزير الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزير آل الشيخ أخيرًا. وقام مدير عام فرع الشؤون الإسلامية بالمدينة المنورة المكلف الشيخ وجب بن علي العتيبي، بجولة تفقدية قبل افتتاح المسجد للوقوف على حجم الاستعدادات واكتمالها وتنفيذ خطة تشغيلية وعمل ممثلي الصيانة والمشرفين وتركيب اللوحات الإرشادية والشاشات الإلكترونية التي تقدم النصائح والإرشادات بلغات عالمية. ويعد مسجد قباء أول مسجد أسسه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وخطه بيده عندما وصل إلى المدينة المنورة مهاجرًا من مكة المكرمة، كما شارك -عليه الصلاة والسلام- في وضع أحجاره ولبناته الأولى، ثم أكمله الصحابة -رضوان الله عليهم-. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقصده بين الحين والآخر؛ ليصلي فيه، ويختار أيام السبت غالبًا، ويحض على زيارته؛ كونه أول مسجد أُسس على التقوى؛ قال تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ، فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}. ويحظى مسجد قباء بالعناية والاهتمام من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لكونه من أكبر مساجد المدينة المنورة بعد المسجد النبوي، وتُقام فيه الصلوات العادية وصلاة الجمعة وصلاة العيدين، ويعد مقصدًا لزوار وسكان مدينة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.
مشاركة :