واشنطن – الوكالات: اندلعت في وقت متأخر من يوم الأحد حرائق قرب البيت الأبيض واندلعت عمليات كر وفر بين المتظاهرين والشرطة، فيما فرض حظر تجول في مدن أمريكية كبرى لوقف أعمال الشغب والاحتجاجات على عنف الشرطة على خلفية وفاة جورج فلويد أثناء توقيفه. ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حكام الولايات إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة حيال المحتجين.وذكرت تقارير لوسائل الإعلام ان ترامب انتقد رد حكام الولايات على الاحتجاجات في البلاد خلال اتصال أمس، وقال للحكام انه يجب عليهم اتخاذ موقف أكثر صرامة وان ردهم الحالي يجعلهم يبدون ضعفاء.وقالت محطة «سي.بي.اس» التلفزيونية نقلا عن تسجيل صوتي حصلت عليه للمكالمة «عليكم السيطرة إذا لم تسيطروا على الوضع فإنكم تهدرون الوقت. سيسحقونكم وستظهرون كمجموعة من الحمقى».وكان ترامب قد وصف المتظاهرين بأنهم «بلطجية». وقال على تويتر يوم الأحد «تعاملوا بصرامة يا رؤساء البلديات وحكام الولايات الديمقراطيين. هؤلاء الأشخاص فوضويون. استدعوا الحرس الوطني الآن».ولليلة السادسة على التوالي حصلت مواجهات بين متظاهرين ورجال الشرطة إلى جانب أعمال نهب. وفي واشنطن العاصمة أضرم محتجون النار قرب البيت الأبيض. وامتزج الدخان بسحب من الغاز المسيل للدموع فيما سعت الشرطة لإخلاء المنطقة من الحشود التي أخذت تردد هتاف «جورج فلويد». وكان حظر للتجوّل قد فرض الأحد في واشنطن، بعد خروج تظاهرات جديدة قرب البيت الأبيض، بحسب ما أعلن رئيس بلديّة العاصمة موريل باوزر. كما تم نشر الحرس الوطني في المدينة لدعم الشرطة. وتجمع مئات الأشخاص مساء الأحد أمام البيت الأبيض الذي وُضع تحت حراسة مشدّدة.وأفاد صحفيّ في وكالة فرانس برس بأنّ بعض المتظاهرين ألقوا زجاجات ماء باتّجاه الشرطة. ودعا قادة محليون المواطنين إلى التعبير بشكل بناء عن غضبهم إزاء وفاة المواطن الأسود فلويد في مينيابوليس، فيما فرض حظر تجول ليلي في عدة مدن بينها واشنطن ولوس انجليس وهيوستن. وأثارت وفاة جورج فلويد في ولاية مينيسوتا في 25 مايو احتجاجات عنيفة أجبرت قوّات الحرس الوطني على تسيير دوريّات في مدن أمريكيّة عدّة الأحد. واقتحمت شاحنة صهريج جسرا على ما يبدو الأحد في وسط مينيابوليس في مينيسوتا وحاولت مسرعة شق طريقها بين آلاف المتظاهرين، ما استدعى تدخلا لعدد كبير من عناصر الشرطة. وقالت الشرطة المحلية في بيان إنّه لم تُسجَّل على الأرجح إصابات في صفوف المتظاهرين، واصفة ما حصل بأنه واقعة «مزعجة جدا». وتم توقيف السائق ونقل إلى المستشفى بعدما سحبه المتظاهرون من الشاحنة لكن حياته ليست في خطر بحسب الشرطة، من غير أن ترد تقارير حول إصابات في الوقت الحاضر. وأعلنت شرطة مينيابوليس في وقت لاحق العثور على عبوات حارقة في مدينتي مينيابوليس وسانت بول، حيث تجمع الآلاف قبل الانطلاق في تظاهرة على طريق سريع. وفي لويسفيل بولاية كنتاكي، نقلت قناة دبليو.إل.كي.واي التلفزيونية التابعة لشبكة سي.بي.إس عن قائد الشرطة المحلية قوله إن عناصر أجهزة الأمن أطلقوا النار وقتلوا رجلا في ساعة مبكرة أمس خلال تفريق حشد، من دون أن يتضح بعد ما إذا كانت المجموعة تشارك في احتجاجات. وزار المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن الأحد موقعًا في ولاية ديلاوير يحتج فيه مناهضون للعنصرية، فقال إن الولايات المتحدة «تتألم». وكتب بايدن في تويتر «نحن أمة تتألم الآن، ولكن يجب ألا نسمح لهذا الألم بتدميرنا». ودارت مواجهات في أكثر من عشرين مدينة بينها لوس أنجليس وشيكاغو وأتلانتا، ما دفع السلطات في هذه المدن إلى فرض حظر تجول ليليا، في حين استدعت ولايات عدة قوات الحرس الوطني للمساعدة في السيطرة على الاضطرابات الأهلية التي لم تشهد الولايات المتحدة مثيلا لها منذ سنوات عدة. ومن سياتل إلى نيويورك تظاهر عشرات الآلاف للمطالبة بتوجيه تهمة القتل العمد وتوقيف آخرين في قضية فلويد، الذي قضى اختناقا بعدما ثبّته الشرطي الأبيض ديريك شوفين أرضا ضاغطا بركبته على عنقه. في لوس أنجليس استخدم عناصر الأمن الرصاص المطاطي والهراوات لتفريق متظاهرين أحرقوا سيارة تابعة للشرطة. وفي مدن عدة بينها نيويورك وشيكاغو وقعت مواجهات بين المحتجين والشرطة التي استخدمت رذاذ الفلفل ردا على رشقها بمقذوفات، في حين تم تكسير الواجهات الزجاجية لمحال عدة في فيلادلفيا. وأعلن البنتاجون أنه تمت تعبئة حوالي خمسة آلاف عنصر من الحرس الوطني في 15 ولاية وكذلك في العاصمة واشنطن مع تجهيز ألفين آخرين احتياطيا.
مشاركة :