قالت الأميرة الكمبودية نورودوم أرونراسمي في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن الصين بذلت قصارى جهدها لمنع واحتواء انتشار مرض كوفيد-19. وذكرت أرونراسمي، وهي عضوة في المجلس الأعلى للملك الكمبودي نورودوم سيهاموني، أن جهود الصين لمكافحة الفيروس جديرة بالثناء، وأن الصين استجابت لتفشي المرض في الوقت المناسب عبر اتخاذ إجراءات فعالة. وأفادت أن "الاستخدام الأمثل للموارد لتحقيق النتيجة المثلى خلال مثل هذا الوضع العاجل كان أفضل خيار اتخذته السلطة الصينية". وأشارت الأميرة، التي زارت بكين مؤخرا، إلى أن ما أثار إعجابها على وجه الخصوص هو أن الشعب الصيني صامد للغاية بعد الخسائر الفادحة الناجمة عن الوباء. وقالت أرونراسمي "أنا معجبة أيضا بجهوده للدعم والتعاون بشكل فردي وجماعي مع نصيحة السلطات"، موضحة "لولا هذا الانضباط والوعي الفردي من الشعب، فإن الصين لم تكن لتشهد مثل هذا النجاح الملحوظ خلال هذه الفترة العصيبة في الصين كلها". ولدى مشاركتها وجهة نظرها بشأن الاقتصاد الصيني ودوره في المساعدة على إعادة بناء الاقتصادات في البلدان الأخرى في فترة ما بعد كوفيد-19، لفتت الأميرة إلى أن الصين ستظل مكانا مهما للبلدان للتعامل معها، بسبب بنيتها التحتية وحجم السوق لديها. وقالت "إنني متفائلة بقدرة الصين الضخمة على الصمود"، مبينة أن "خطة مبادرة الحزام والطريق قد تستأنف بالتدريج وتظل تلقى قبولا حسنا في الدول الشريكة لها". -- مكافحة كوفيد-19 المشتركة تضيف زخما جديدا للعلاقات الكمبودية-الصينية وذكرت أرونراسمي أنه منذ تفشي كوفيد-19، تدعم كمبوديا والصين بعضهما البعض وتتعاونان بشكل وثيق في المعركة ضد العدو غير المرئي، وقد رفعت هذه المساعدة المتبادلة العلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة. وأفادت الأميرة أن "أواصر الصداقة بين بلدينا توطدت أكثر بعد أن تقاسمنا الظروف والتجارب الصعبة معا لفترة طويلة". وأضافت أن البلدين مثلا مقولة "صديق في ضائقة هو صديق بالفعل" في جميع الظروف الحاسمة، لا سيما في الوقت الذي يعصف فيه هذا الوباء بالعالم. وفي معرض حديثها عن التعاون بين البلدين في فترة ما بعد كوفيد-19، شددت الأميرة على أن كمبوديا والصين شريكان فعالان، وأن البلدين بحاجة إلى مواصلة تعزيز وتقوية التعاون القائم في كافة المجالات. ولفتت إلى أن كمبوديا تقدر بشدة مبادرة الحزام والطريق لأنها مصدر جديد للنمو الاقتصادي عبر تطوير البنية الأساسية والتصنيع وتوسيع التجارة والاستثمار والنمو السياحي. وقالت "أنا شخصيا أعتقد أنه في الجانب الاقتصادي، فإن مبادرة الحزام والطريق تعكس جانبا مهما من جوانب الصداقة والشراكة بين البلدين"، مشيرة إلى أنها "تحدد سياسة الشراكة الإستراتيجية طويلة المدى التي ترغب الصين وكمبوديا في رسمها". -- العالم بحاجة للوحدة والتضامن في أعقاب الوباء العالمي وأكدت أرونراسمي أنه من المحزن أن نرى تصاعد في المشاعر المناهضة للعولمة والأحادية في أعقاب أزمة الصحة العالمية التي تسبب بها كوفيد-19. وقالت "إننا نعيش في عالم معولم يوفر السلام والرخاء"، مضيفة أنه "من المحزن أن نرى الشعبوية والقومية والتطرف أخذ في التصاعد وأن نرى العولمة والمشاركة الدولية يتم رفضها على نطاق واسع". وبينت الأميرة أن الأحادية تعني الانسحاب من القانون الدولي والتعاون والثقة وحفظ السلام والبناء، مضيفة أنها ستزيد من انعدام الثقة والتوترات القائمة بين الدول. وأشارت إلى أن الإنسانية تحتاج إلى عالم تحل فيه سيادة القانون محل حكم الغاب، حتى يتمكن الأقوياء والضعفاء من التعاون بشكل فعال مع الاحترام المتبادل. وأضافت الأميرة أن كمبوديا تعمل دائما يدا بيد مع الصين لتعزيز التعددية.
مشاركة :