مقالة خاصة: التسوق الإلكتروني يزدهر بمصر في ظل مرض "كوفيد-19"

  • 6/2/2020
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

ربة منزل مصرية من العاصمة القاهرة، على منصات التسوق الالكترونية لشراء ما تحتاجه بداية من البقالة وحتى الأجهزة الكهربائية، وذلك لتجنب الاختلاط بالأسواق في ظل تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19). وقامت رندا إبراهيم، وهي أم لخمسة أطفال، بالبحث على الإنترنت وسألت الجيران والأصدقاء حتى تجد منصات للتسوق عبر الإنترنت حيث يمكنها شراء المواد الغذائية وغيرها من العناصر الضرورية، وسط إغلاق جزئي فرض في مصر منذ منتصف شهر مارس الماضي للحد من انتشار مرض (كوفيد- 19). وقالت السيدة رندا إبراهيم البالغة من العمر 45 عاما، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "لم أتوقع أن لدينا العديد من منصات التسوق عبر الإنترنت في مصر، وسوف استمر في استخدام التسوق عبر الإنترنت حتى بعد انتهاء المرض لأنها توفر الوقت والجهد". السيدة رندا إبراهيم واحدة من مصريين كثر أصبحوا زوارا دائمين لمواقع التسوق عبر الإنترنت من خلال هواتفهم الذكية أو أجهزة الكمبيوتر خلال أزمة مرض فيروس كورونا الجديد التي ضربت مصر والعالم بأسره. وأعلنت مصر عن أول إصابة مؤكدة بمرض فيروس كورونا الجديد في 14 فبراير الماضي وأول حالة وفاة بسبب المرض في 8 مارس الماضي، وكلاهما من الأجانب. وحتى مساء أمس الأحد، وصل إجمالي حالات الإصابة بالفيروس في مصر إلى 24 ألفا و985 اصابة، و959 حالة وفاة، فيما بلغت حصيلة المتعافين 6 آلاف و37 حالة، من أصل 6 آلاف و 810 حالات تحولت نتائجها معمليا من إيجابية إلى سلبية. وقامت مصر بتنفيذ حظر تجوال جزئي ليلا لأكثر من شهرين حتى الآن، مع الإغلاق الإجباري للمراكز التجارية والمحلات خلال ساعات حظر التجوال. كل ذلك أدى إلى ازدهار مواقع التسوق عبر الإنترنت التي جذبت زوارا من في أنحاء البلاد. وبحسب جوميا، وهي واحدة من أشهر منصات التسوق عبر الإنترنت في مصر، والتي تقول إنها أكبر متجر للتسوق عبر الإنترنت، فإن مبيعاتها زادت بنسبة 50 بالمائة خلال أزمة مرض فيروس كورونا الجديد. وقال الرئيس التنفيذي لجوميا في مصر هشام صفوت، إن جوميا قامت باستعدادات كثيرة، من حيث التكنولوجيا وسبل الأمان والحماية، حتى تكون قادرة على استيعاب الضغط المكثف على الموقع في هذه الفترة، وأيضا لتشجيع العملاء على استخدام المدفوعات الإلكترونية. وأضاف صفوت لوكالة أنباء ((شينخوا))، "قمنا من جانبنا بتوفير منصتنا لخدمات المدفوعات الإلكترونية JumiaPay لشحن رصيد التليفون المحمول ودفع فواتير الكهرباء والغاز والمياه والانترنت والتليفون الأرضي وكل الخدمات المختلفة عن طريق الدفع الالكتروني من خلال كروت الائتمان وكروت الخصم. وتابع قائلا "توجد خصومات خاصة وإقبال كبير على المدفوعات الإلكترونية التي تتم عبر JumiaPay لترويج المعاملات غير النقدية وذلك لدعم جهود الحكومة المصرية في ملف الشمول المالي وكذلك تقليل مخاطر نقل العدوى عن طريق لمس النقود. من ناحية أخري، قال صفوت إن جوميا تستخدم في مخازنها، أعلي مستويات الإجراءات الوقائية التي تنصح بها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية حتى تستطيع توصيل المنتجات لجميع العملاء في جميع المحافظات بشكل اّمن. وتوقع أن يستمر العملاء في استخدام التسوق الالكتروني حتى بعد انقضاء أزمة مرض فيروس كورونا الجديد، باعتباره نمط جديد من أنماط الاستهلاك والتسوق. ولا يقتصر التسوق عبر الإنترنت في مصر حاليا على مواقع الويب الموجودة حاليا، فقد بدأ العديد من المتاجر والمحلات التجارية، بما في ذلك المخابز الصغيرة ومحلات البقالة ومحلات الجزارة ومحلات الخضروات والفواكه وغيرها، في إنشاء صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي للبيع عبر الإنترنت. وتقول أريج أحمد، وهي ربة منزل تبلغ من العمر 34 عاما، "إنه لأمر مدهش حقا بالنسبة إلينا كعملاء، إنهم يقومون بتوصيل الطلبات مجانا إذا كان العميل في نفس الحي، ويقدمون خصومات كبيرة للمتسوقين عبر الإنترنت". وقالت أريج أحمد، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "الشيء الجيد فعلا هو أن موظفي التوصيل يهتمون بإجراءات السلامة، حيث يرتدون أقنعة للوجه وقفازات، ويتجنبون التحدث كثيرا أو الاقتراب من العملاء". ويأمل الخبراء الاقتصاديون في مصر أن ينمو الاستثمار في مجال التسوق عبر الإنترنت بشكل أكبر ليسهم بشكل كبير في تنشيط الاقتصاد، كما هو الحال في الاقتصادات الكبيرة مثل الصين والولايات المتحدة. ويرى الخبير الاقتصادي أبو بكر الديب، أن "التسوق عبر الإنترنت ساعد بشكل ملحوظ العديد من الشركات والمتاجر والمصانع التي عانت بشدة من حظر التجوال المفروض والقيود المفروضة للحد من انتشار المرض". وأعرب الديب لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن اعتقاده بأن "ثقافة التسوق عبر الإنترنت في مصر ستستمر حتى بعد انتهاء أزمة مرض (كوفيد-19)"، مؤكدا أن هذا المجال سيشهد تنمية واستثمارات غير مسبوقة في السنوات القليلة المقبلة".

مشاركة :