صنعاء – غلبت الحسابات السياسية الضيّقة على موقف جماعة الحوثي المسيطرة بقوّة السلاح على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء أخرى من البلاد، من الجهد السعودي لجمع تمويلات لليمن تعتبر شديدة الحيوية لسكّانه في ظل الأزمة الإنسانية الطاحنة التي زادتها خطورة جائحة كورونا المهدّدة للبلد المفتقر لأدنى وسائل مواجهتها. وأعلنت الجماعة الموالية لإيران، رفضها استضافة السعودية، الثلاثاء القادم، مؤتمر المانحين لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن. وقال الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام في تصريح نقلته قناة المسيرة التابعة للجماعة “اللجوء إلى تنظيم السعودية مؤتمرا للمانحين في ظل استمرار العدوان والحصار هروب من أصل المشكلة”. واعتبرت مصادر سياسية أنّ هذا الموقف جاء بدفع من عامليْن أحدهما مادّي حيث لا يرغب الحوثيون في أن تمرّ المساعدات الدولية لليمن عبر القناة السعودية ما يحرمهم من حرية التصرّف فيها وتجييرها لخدمة مصالحهم وأهدافهم بما في ذلك تمويل مجهودهم الحربي، والثاني سياسي يتمثّل في منع الترويج لصورة إيجابية للمملكة لدى المجتمع الدولي كطرف أساسي في عملية تحسين الوضع الإنساني لليمنيين. ولا يبدو الحوثيون في موقفهم هذا كثيري الاهتمام بدرء كارثة حقيقية تداهم اليمنيين وتتوالى التحذيرات الدولية من خطورتها. وكانت 17 وكالة ومنظمة دولية قد حذّرت الخميس الماضي من خطر موت كثير من اليمنيين في ظل تزايد المخاوف من إمكانية تعليق 30 من أصل 41 برنامجا للأمم المتحدة في البلاد خلال الأسابيع القليلة المقبلة جراء نقص التمويل. وتعقد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا آمالها على مؤتمر المانحين، الذي تزمع الأمم المتحدة عقده الأسبوع القادم في الرياض بالشراكة مع السعودية من أجل حشد الدعم لسد الاحتياجات الإنسانية العاجلة لليمن. لكن جهات يمنية أخرى تحذّر بدورها من سوء التصرّف في تلك التمويلات بالاستناد إلى تجارب سابقة ثبت خلالها فساد الحكومة الشرعية وسوء تصرّفها. وعلى صعيد ميداني، اختار الحوثيون لحظة اقتراب موعد عقد المؤتمر للتصعيد عسكريا ضدّ السعودية بهدف استفزازها وجرّها إلى الردّ. وقال العقيد الركن تركي المالكي المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، الإثنين، إنّ قوات التحالف تمكنت من اعتراض وإسقاط طائرتين مسيّرتين أطلقتهما ميليشيا الحوثي باتجاه مدينة خميس مشيط جنوبي المملكة. وأكّد المالكي في بيان استمرار الميليشيا في انتهاك القانون الدولي الإنساني بإطلاق الطائرات بدون طيار واستهدافها المتعمّد للمدنيين والتجمعات السكانية.
مشاركة :