دبي(وام) أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن مسؤولية الإعلام تجاه المجتمع العربي لا تلبث أن تزداد يوماً تلو الآخر مع تصاعد وتيرة التحديات التي تواجهها المنطقة وتعاظم تداعياتها بما تتطلبه تلك المسؤولية من التزام كامل بقواعد النزاهة والأمانة والحياد التي تشكل الأسس الرئيسة لبناء مصداقية الأجهزة الإعلامية لدى جمهور المتلقين، ليكون بذلك الإعلام موفياً لرسالته ومؤدياً لها على الوجه الأكمل في خدمة الناس وتعزيز فرصهم في مستقبل أفضل حافل بالفرص والازدهار والتطور. وطالب سموه المجتمع الإعلامي بشتى قنواته ومساراته بتوخي أعلى درجات الدقة والموضوعية والحيادية في نقل الأخبار والمعلومات كونها الوسيلة الأولى التي يكون الناس من خلالها قناعاتهم وأفكارهم لاسيما حول مجريات الأوضاع في المنطقة، مشيراً سموه إلى خطورة هذه المسؤولية وما تستدعيه من تحري الدقة الكاملة في التحقق من مصادر الأخبار والمعلومات وعدم التسرع في تداولها بهدف نيل قصب السبق على حساب المهنية. وقال سموه: «نريد الإعلام دائماً معولًا للبناء ونبراساً يهدي الناس إلى الخير والنماء ونرجو أن يكون دائماً عوناً لهم للوصول لمستقبل أفضل لهم ولأبنائهم والأجيال القادمة». ونبه سموه إلى المسؤولية الكبيرة التي يحملها الإعلام كذلك في اتجاه حث المجتمع على الإبداع والابتكار في شتى مناحي الحياة وتشجيع أفراده على اتباع أساليب متطورة في التفكير والانفتاح على العالم والتبصر في المتغيرات المحيطة وصولًا إلى استحداث أفكار جديدة ومبدعة تدفع عجلة التطور الإيجابي والتنمية ضمن كافة المسارات وذلك لكون الإبداع بات يمثل ركيزة بالغة الأهمية لتقدم الشعوب، مؤكداً سموه حرص الدولة على توفير البيئة الداعمة للمبدعين وسعيها الدؤوب لتحفيزهم في شتى المجالات انطلاقاً من قناعة كاملة بأن النجاح والتميز يكونان دائماً من نصيب الإنسان المبدع القادر على تقديم الجديد والمبتكر. ونوه صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بالمسؤولية التثقيفية للإعلام في شتى المجالات حيث لا يقتصر دوره على الشق الإخباري بما للإعلام من قدرة على الانتشار والوصول إلى مناطق بعيدة قد لا تتوافر فيها مصادر أخرى للتحصيل المعرفي والثقافي. وقال سموه: «على الرغم من أن الكتاب هو النبع الأول للثقافة في العالم إلا أن التطور التكنولوجي السريع في المجال الإعلامي وما أفرزه من تطبيقات وتقنيات ساهمت في توسيع دائرة الحصول على المعلومات والمعارف يوجب على الإعلام أن يتنبه لتلك الجزئية ويعمل على الاستفادة منها ليس فقط بهدف تحقيق السبق في أكثر الأحيان ولكن أيضاً لتوسيع دائرة المعرفة بين الناس بتقديم محتوى نافع ومفيد يساهم في رفع مستوى وعي المجتمع بمخاطبة شتى فئاته ومكوناته بعلوم ومعارف متنوعة في شتى المجالات الحياتية بما يعين على بناء الإنسان وإمداده بمزيد معرفي يعينه على تكوين أفكار وقناعات واضحة وغير مغلوطة حول حقيقة الأشياء». وعن العنصر البشري، لفت سموه إلى أهمية إعداد الكوادر الإعلامية القادرة على التعاطي مع هذه المسؤولية بكفاءة واقتدار وتمكن من خلال إعداد البرامج العلمية الملائمة التي تسهم في تخريج أجيال جديدة من الإعلاميين القادرين على توظيف معطيات العصر بصورة تخدم الرسالة الإعلامية ومخاطبة الناس بخطاب مستنير يؤصل فيهم القيم الأصيلة التي توارثها العرب عن أجدادهم، وترسخ في المجتمع قيم الولاء للوطن، والانتماء إلى ترابه وتشيع في الناس روح التسامح والتلاحم والوئام، لإرساء مجتمعات سوية متصالحة مع ذاتها، واعية بمجريات التطور العالمي، وقادرة على اللحاق بركابه بل وإحراز موقع متقدم فيه. وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن تقديره للدور الكبير الذي يقوم به إعلامنا الوطني في مواكبة مسيرة التنمية الطموحة في دولتنا، وما يقدمه من دعم لكل ما يجري على أرضها الطيبة من جهود حثيثة، ومخلصة، تهدف في المقام الأول إلى إسعاد شعب الإمارات وكل من يعيش على أرضها أو يقصدها ضيفاً مكرماً لما لهذا الدور من أثر في التعريف بهذه الجهود وإرشاد المجتمع إلى سبل الاستفادة منها، وهو الهدف الأسمى الذي تسعى دولة الإمارات إلى تحقيقه بتوفير أرقى أشكال العناية والخدمة للناس ضمن جميع القطاعات وبما يضمن لهم استقرارهم الاجتماعي وراحتهم وسعادتهم. ... المزيد
مشاركة :