تعهد الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة الوليد للإنسانية، بأن يهب كامل ثروته البالغة 120 مليار ريال (32 مليار دولار)، للأعمال الخيرية خلال السنوات المقبلة. وفي رده على سؤال لـ "الاقتصادية" خلال مؤتمر صحافي في الرياض، حول توزيع هذه التبرعات عالميا ونصيب السعودية منها، قال "الأقربون أولى بالمعروف..." التبرعات ستتركز بشكل رئيس في السعودية من ثم العالم العربي والإسلامي والعالم أجمع". وأوضح، أن العمل الخيري لا دين أو عرق أو جنس له، لذا لم يقم بالتبرع بكامل الأموال داخل السعودية، مبيناً أنه لم يوقف كل أمواله للأعمال الخيرية، لكنه تعهد فقط بذلك، وأن يتبرع بهذا المبلغ خلال السنوات المقبلة، لكن أمواله ما زالت تحت سيطرته. وأكد أن هذا التبرع لن يؤثر في سهم شركته المملكة القابضة المدرجة في سوق الأسهم التي يملك 95 في المائة من أسهمها، كاشفا أنه لن يبيع سهما واحدا من أسهمها في الشركة، مستشهدا على ذلك بعدم بيعه أي سهم خلال توقيع صفقة مع الصندوق السيادي الفرنسي، فيما باع مساهمون آخرون. وأضاف، أن هذا المبلغ يمثل ثروته الكاملة، وأنه سيمنحه للمؤسسات الخيرية، بما في ذلك تلك التي تدعم الصحة والقضاء على الأمراض وأعمال الإغاثة من الكوارث وحقوق المرأة، لافتاً إلى أنه سيعلن أخبارا تهم مصلحة المواطن السعودي خلال يومين أو ثلاثة، فيما سيتم نشرها عبر بيانات صحافية ومن خلال تغريدات في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر". فيما أوضح أن الهدف من الهبة، دعم المجتمع، والقضاء على الفقر وتمكين المرأة والشباب، علاوة على مد يد العون عند حدوث الكوارث الطبيعية وبناء جسور بين الثقافات، مشيراً إلى أن هذه الهبة ستفعل على مراحل وحسب خطة مدروسة للأعوام القادمة وإستراتيجية يشرف عليها مجلس نظراء لضمان استمرارية تفعيل توزيع الأموال بعد وفاته وضمان إيصالها لمشاريع ومبادرات تهدف لخدمة الإنسانية. وبين أنه على مدى 35 عاماً وفي أكثر من 92 دولة حول العالم، قدم 3.5 مليار دولار لدعم الإنسانية، لافتاً إلى أنه كانت وما زالت مؤسسة الوليد للإنسانية، واحدة من أهم المؤسسات الإنسانية الرائدة في العالم التي عملت على دعم الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم. وأضاف: "عملت مؤسسة الوليد للإنسانية على تنمية المجتمعات في نواحٍ عدة منها الداخلي كمشروع الإسكان التنموي الذي يوفر وحدات سكنية للمستحقين من مواطنين ومواطنات سعوديين، ومشروع إنارة القرى والهجر في السعودية". وتابع، "أما على المستوى العالمي فقد عملت المؤسسة مع شركائها العالميين لتعزيز الرعاية الصحية ومكافحة الأوبئة بالعمل مع مؤسسة بيل آند ميالندا جيتس". وبهذه المناسبة، علّق بيل جيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا جيتس، قائلا: "التزام الأمير الوليد السخي إنما يؤكد بشكل واضح استمرارية العمل الخيري والإنساني الهائل الذي قامت به مؤسسته الإنسانية، وأن هذه الهبة تبعث روح الأمل والتفاؤل لكل من يعمل بالمجال الإنساني حول العالم". وأضاف، أن مؤسسة الوليد للإنسانية مدت يد العون عن طريق شركائها (الهلال الأحمر، الأمم المتحدة، اليونيسيف وغيرها) في دول كثيرة عانت من الزلازل والفيضانات منها إندونيسيا، مصر، جدة، النيبال وتركيا. كما دعمت المؤسسة مشاريع عدة لتمكين المرأة، مثل جبل الفيروز لتمكين المرأة الأفغانية على الصعيد الحرفي، إضافة إلى بناء الجسور بين الحضارات وتقريب وجهات النظر بين الأديان والثقافات، مشيراً إلى أن بصمات المؤسسة واضحة في المراكز الستة القائمة في أبرز الجامعات العالمية (جورج تاون، هارفرد، أدنبره، كيمبردج والجامعة الأمريكية ببيروت والقاهرة ومتحف اللوفر بباريس).
مشاركة :