الغابات المطيرة مهددة بالتحول لسهول قاحلة

  • 6/2/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دمّرت الحرائق العام الماضي مساحات شاسعة من الغابات المطيرة البكر في 3 قارات تعادل مساحة سويسرا تقريباً، أو أحرقت عمداً لإفساح المجال أمام تربية الماشية وإنتاج محاصيل لأهداف تجارية.وأوضحت «جلوبال فوريست ووتش» في تقريرها السنوي استناداً إلى بيانات الأقمار الاصطناعية، إن البرازيل عانت أكثر من ثلث الخسائر، بينما جاءت جمهورية الكونغو الديموقراطية وإندونيسيا في المركزين الثاني والثالث.وأدت الحرائق في عام 2019 إلى تدمير 38 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل مساحة ملعب كرة قدم من الأشجار القديمة كل 6 ثوان، ما جعلها ثالث أكثر الأعوام التي تشهد تدميراً للغابات البكر منذ أن بدأ العلماء في تتبع تراجعها قبل عقدين.وقالت المشرفة على هذا البحث ميكايلا فايسه مديرة المشاريع في «جلوبال فوريست ووتش» في معهد «وورلد ريسورسز إنستيتيوت»:«نحن قلقون لأن معدل الخسارة كان مرتفعاً جداً رغم كل الجهود التي تبذلها البلدان والشركات للحد من إزالة الغابات». أغنى حياة برية كانت المساحة الإجمالية للغابات المدارية التي أتت عليها النيران والجرافات في أنحاء العالم العام الماضي أعلى بثلاث مرات، لكن الغابات المطيرة البكر، كما كانت معروفة، مهمة كثيراً. فهي تتميز بامتلاكها أغنى حياة برية على الأرض من حيث التنوع كما تحتفظ بخزانات من الكربون في كتلها الخشبية. وعند اشتعال النيران، يتحرر ذلك الكربون إلى الغلاف الجوي ويتسبب بالاحترار المناخي.وقالت فايسه: «سنحتاج إلى عقود أو حتى قرون لتعود هذه الغابات إلى ما كانت عليه» مع الافتراض أن الأراضي لا تتعرض لتعديات.يزيد وباء «كوفيد-19»الأمور سوءاً، ليس فقط في البرازيل المتضررة بشكل كبير جراء الفيروس، بل أيضاً في أي مكان يستنفد الإمكانات المحدودة أصلاً للدول التي تضم غابات مدارية.وأشارت فايسه إلى أن «التقارير عن الارتفاع في نسبة قطع الأشجار غير القانوني والتعدين والصيد غير المشروع وغيرها من جرائم الغابات تتدفق من كل أنحاء العالم».فقد شهدت بوليفيا المجاورة خسارة غير مسبوقة في الغطاء الحرجي في عام 2019 بسبب الحرائق، سواء داخل الغابات الأصلية أو في الغابات المحيطة.وكان إنتاج الصويا وتربية الماشية هما المحركان الرئيسيان وراء جزء كبير من تلك الحرائق.وفي العام نفسه، أظهرت إندونيسيا تراجعاً بنسبة 5 % في مساحة الغابات أو ما يعادل 3240 كيلومتراً مربعاً، وهو أقل بثلاث مرات تقريباً من الذروة التي شهدتها البلاد في عام 2016.وأظهرت دراسة نشرت في مارس/آذار الماضي أن غابات الأمازون المطيرة تقترب من عتبة إذا تم اجتيازها، ستحولها إلى سهول قاحلة في غضون نصف قرن.وكانت البلدان الأخرى التي شهدت أشد الخسائر في الغابات الأصلية في عام 2019، البيرو «1620 كيلومتراً مربعاً» وماليزيا «1200 كيلومتر مربع» وكولومبيا «1150 كيلومتراً مربعاً» تليها لاوس والمكسيك وكمبوديا، وكلها مع أقل من 800 كيلومتر مربع.

مشاركة :