ترامب يهدد بنشر الجيش لوقف الاضطرابات في المدن الأمريكية

  • 6/3/2020
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن – الوكالات: هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الاثنين بنشر الجيش إذا رفضت المدن أو الولايات اتباع توصيته بنشر الحرس الوطني لوقف الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها البلاد على مدار ستة أيام بعد وفاة جورج فلويد. وقال ترامب في أول تصريحات له من البيت الأبيض على ضوء تلك الاضطرابات، إنه يتعين على حكام الولايات تحقيق «وجود ساحق لـتنفيذ القانون» ونشر الحرس الوطني «بأعداد كافية لنتمكن من السيطرة على الشوارع».  وأضاف: «إذا رفضت المدينة أو الولاية اتخاذ تلك الإجراءات، فسأقوم بنشر الجيش وحل المشكلة بسرعة لهم». واجتاحت مظاهرات سلمية وأعمال شغب ونهب عدة مدن في جميع أنحاء البلاد احتجاجا على قتل فلويد الأسبوع الماضي. وقال ترامب، الذي أعلن نفسه «رئيسا للقانون والنظام»، إنه بصدد اتخاذ إجراءات رئاسية فورية «لوقف العنف واستعادة الأمن والسلامة في أمريكا». بالمقابل قالت عمدة واشنطن، موريل بوزر امس إنه من غير المناسب أن يجري استخدام الجيش في القيام بعمل الشرطة في شوارع الولايات المتحدة.وأضافت بوزر في تصريح صحفي: «لا نعتقد أنه يجب استخدام الخدمة العسكرية الفعلية في الشوارع الأمريكية ضد الأمريكيين... إنه استخدام غير مناسب لجيشنا.. لدينا شرطة في واشنطن العاصمة، لدينا شرطة اتحادية في واشنطن العاصمة، للتركيز على الممتلكات الاتحادية».ويواجه ترامب عصيانا مدنيا هو الأخطر في ولايته مع احتجاج آلاف الأمريكيين على العنف الذي تمارسه الشرطة والعنصرية والتفاوت الاجتماعي، تضاف إليها أزمة انتشار وباء كوفيد-19. وقالت المتظاهرة الأمريكية الإفريقية جيسيكا هوبير لوكالة فرانس برس «من كل أعماقنا، ضقنا ذرعا». وبعد أسبوع على مقتل جورج فلويد المواطن الأسود البالغ من العمر 46 عاما اختناقا على أيدي شرطي أبيض في مينيابوليس، عززت نيويورك ولوس أنجلوس وعشرات المدن الأمريكية الأخرى إجراءاتها الأمنية ومددت حظر التجول الليلي لإفراغ الشوارع. في واشنطن، أوقف عشرات المتظاهرين بدون عنف مساء الاثنين لانتهاكهم حظر التجول الذي يبدأ عند الساعة السابعة مساء. واستخدمت الشرطة الأمريكية مساء الاثنين الغاز المسيل للدموع خارج البيت الأبيض لتفريق متظاهرين في حديقة لافاييت بارك. في نيويورك، تم نهب العديد من المتاجر الكبرى في الجادة الخامسة الشهيرة مساء الإثنين، وأعلنت الشرطة توقيف «مئات» الأشخاص. واعلن رئيس بلدية المدينة أن حظر التجول الذي اعلن في المدينة بعد تظاهرات عنيفة وعمليات سرقة سيبقى ساريا حتى الأحد في السابع من يونيو. واوضح بيل دي بلاسيو أن حظر التجول سيسري اعتبارا من الثلاثاء من الساعة 20.00 حتى الساعة الخامسة صباحا، بعدما كان تنفيذه يبدأ في الساعة 23.00. وقال قائد شرطة سانت لويس بولاية ميزوري، إن أربعة شرطيين أصيبوا بالرصاص، أحدهم حالته خطيرة. وبعد تظاهرة سلمية نظمت بعد ظهر الاثنين، بدأ حوالي 200 شخص بإلقاء الحجارة والمفرقعات على الشرطة، قبل البدء في نهب المتاجر. وأقر قائد الشرطة بأن رجاله ردوا بإطلاق «الذخيرة». من بوسطن إلى لوس أنجلوس ومن فيلادلفيا إلى سياتل، كانت حركة الاحتجاج تعبر عن مواقفها بشكل سلمي حتى الآن، لكنها شهدت أعمال عنف ليلية وعمليات تخريب. ومن أبرز الشعارات التي أطلقها المتظاهرون «لا يمكنني التنفس» وهي آخر كلمات قالها جورج فلويد وهو يلفظ أنفاسه فيما كان شرطي يضغط بركبته على عنقه لتثبيته أرضا، إضافة إلى شعارات منددة بالعنصرية. وانتشرت فيديوهات صورها أحد المارة لآخر لحظات فلويد، يظهر فيها الشرطي ديريك شوفين راكعا على عنقه حوالي تسع دقائق، فيما الرجل البالغ من العمر 46 عاما يردد «لا يمكنني التنفس». ووصف تقرير طبيب شرعي محلي وفاة فلويد بأنه «جريمة قتل». وأفاد التقرير الجديد الصادر عن الطبيب الشرعي لمقاطعة هنيبين، بأن سبب الوفاة يعود إلى «سكتة قلبية رئوية»، وخلص التقرير إلى أن الوفاة «جريمة قتل».  يأتي ذلك بعد أن أظهر تشريح خاص مستقل للجثة، أمرت به أسرة فلويد، أنه توفي نتيجة الاختناق. وتتناقض نتيجة التشريح الخاص وتقرير الطبيب الشرعي مع نتائج أولية الأسبوع الماضي تفيد بأن فلويد توفي نتيجة معاناته من مشكلات صحية وآثار لمواد مخدرة محتملة، وأنه لا دليل على الاختناق.

مشاركة :