تراجعت حدة الاحتجاجات مساء الثلاثاء بالقرب من البيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن بعد اشتدادها خلال الأيام الماضية على خلفية مقتل جورج فلويد، الأميركي الأسود الذي توفي خلال اعتقاله في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا. وقالت وكالة أسوشييتد برس إن أجواء من الهدوء سادت ساحة لافاييت القريبة من البيت الرئاسي، حيث قام المتجمعون بترديد الأغاني والشعارات. وخفت أعداد المتجمعين تدريجيا بعد الساعة الثامنة مساء، أي بعد ساعة من سريان موعد حظر التجول في المدينة، لكن بعض مئات المحتجين تجمعوا عند سور حديقة البيت الأبيض في مواجهة عناصر الشرطة. وتأتي هذه التطورات بعد تصاعد التوتر والاضطرابات التي رافقت الاحتجاجات المنددة بمقتل فلويد، الذي أصبح مصدر إلهام لتلك التظاهرات التي تطالب بإنزال أقسى العقوبات بحق مرتكب الجريمة المعتقل ديريك شوفين، وثلاثة شرطيين آخرين لا يزالون طلقاء. وقد أمر وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الثلاثاء بتحريك كتيبتين من الشرطة العسكرية والفرقة المجوقلة الـ82 إلى العاصمة، وكشف البنتاغون أنه استدعى 1500 عنصر من الحرس الوطني من خمس ولايات بهدف نشرهم في واشنطن. وجاء هذا التحرك بعد أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستخدام الجيش في مكافحة العنف، الذي يندلع غالبا في الليل بعد نهار من الاحتجاجات السلمية، التي ينضم إليها مختلف الأميركيين. ورد رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب في الكونغرس آدم سميث على هذا التحرك، بطلب إيضاح من وزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة مايك ميلي، حول كيفية استخدام الجيش في الداخل. وقال سميث إنه من الخطأ أن يتعامل القادة العسكريون مع ما يجري على أنه حرب، مشددا على أن مهمة الجيش ليست فرض الأمن والقانون في الداخل. واتّهم المرشّح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن، ترامب، الثلاثاء، بتحويل الولايات المتّحدة إلى "ساحة معركة" بقصد الفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل.
مشاركة :