تعطي توقعات المسؤولين عن الخطوط القطرية حول عودتها إلى النشاط سريعا صورة قاتمة عن مدى تأثير أزمة الوباء والمقاطعة على الشركة الحكومية خاصة مع تحذيرها عملاقي صناعة الطيران بوينغ الأميركية وأيرباص الأوروبية من مغبة عدم تأجيل الطلبيات، في الوقت الذي تريد فيه تخفيف الأعباء التشغيلية عبر بيع طائرات من أسطولها. الدوحة - انعكست الأزمة المالية التي تمر بها الخطوط القطرية حالة من التخبط لدى المسؤولين ومحاولاتهم اليائسة للسيطرة على الأوضاع مهما كلفهم الثمن. وفي أحدث حلقة من المشاكل المزمنة التي تعاني منها الشركة الحكومية، والمتزامنة مع العام الثالث من المقاطعة الخليجية، التي فرضتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر على الدوحة، بدأ هامش تحرك الخطوط القطرية يتضاءل أكثر مما هو متوقع. وحذر أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية الثلاثاء شركتي بوينغ الأميركية وأيرباص الأوروبية من رفض طلبات شركة الطيران بتأجيل تسلم طائرات في معركة على من سيتحمل وطأة أزمة فايروس كورونا. ويرى محللون أن تحركات الخطوط الجوية القطرية ستعقد من مهمة إنقاذ الشركة التي تكافح بحثا عن منافذ جديدة تساعدها في تعويض خسائرها الكبيرة. وتجري شركة الطيران التابعة للدولة، التي عُرف عن رئيسها التنفيذي انتقاد التأجيلات من جانب شركات صناعة الطيران، محادثات مثل العديد من المنافسين لتأجيل التسليمات بسبب تداعيات الأزمة. أكبر الباكر: سنلغي الطلبيات إذا لم تقبل بوينغ وأيرباص تأجيل التسليم أكبر الباكر: سنلغي الطلبيات إذا لم تقبل بوينغ وأيرباص تأجيل التسليم ونسبت وكالة رويترز للباكر قوله “نتفاوض مع بوينغ وأيرباص لتلبية طلبنا للتأجيل ونأمل في أن يلتزم كلا المنتجين”، مشيرا إلى أن الشركتين “لا تملكان بديلا عن القبول وإذا جعلتا الالتزام صعبا فلن نقوم بالعمل معهما مجددا”. وطلبت الخطوط القطرية خلال سنوات الطفرة في مجال النقل الجوي، والتي جاءت ضمن سياساتها التوسعية، العديد من الطائرات بعشرات المليارات من الدولارات من أكبر شركتين لصناعة الطائرات في العالم. ولكن بعد تهاوي الطلب على السفر جوا خلال السنوات الثلاث الأخيرة بفعل المقاطعة الخليجية وتباطؤ النمو العالمي، تقول الشركة إنه يوجد مجال لإضافة طائرات جديدة وإنها ستقلص أسطولها المكون من نحو 200 طائرة. وقال الباكر إنه يأمل في التوصل إلى اتفاقات مع الشركتين وإن شركة الطيران ستلغي الطلبيات إذا لم يكن التأجيل ممكنا. كما ألقى بظلال من الشك على طلبية كبيرة من الطائرة بوينغ 737 ماكس، وهو الطراز، الذي يحظر طيرانه منذ حادثي تحطم العام الماضي. وامتنعت بوينغ عن التعقيب. وقالت إن المناقشات مع زبائنها في كنف السرية، فيما لم تذكر رويترز ما إذا كانت تواصلت مع أيرباص في هذا الشأن. وقال ممولو قطاع الطيران إن المصنعين لهم اليد الطولي في مثل هذه المحادثات لأن العقود ملزمة، ولكنهم يخشون الإضرار بصفقات مستقبلية. وإلى جانب الخطوط القطرية تقدمت شركات الطيران الخليجية المنافسة الأخرى، وهي طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي والاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي تقدمت بطلبيات كبيرة ولا يُتوقع أن تشتري عددا كبيرا من الطائرات قريبا. ويشكك متابعون في قدرة الشركة على الصمود طويلا بوجه الأزمات، خاصة وأنها أكدت أنها تستعد للتخلص من إحدى أبرز طائراتها. وكانت الخطوط القطرية قد وقعت خطاب نوايا لشراء 60 طائرة من طراز 737 ماكس. وقال الباكر إنها ستبيع الطائرات الخمس التي تم تسليمها وتأمل التوصل “لاتفاق” بشأن الطائرات التي طلبتها. والآن تنوي الشركة أن تُبقي 20 في المئة من أسطولها خارج الخدمة في المستقبل القريب، ولا تتوقع تسيير رحلات لجميع الوجهات، التي كانت تحلق إليها قبل الجائحة وعددها 165 حتى عام 2023. وكانت الخطوط القطرية تسيّر رحلات إلى مختلف أنحاء العالم، غير أنه مع انعكاسات الوباء دفعها إلى تقليص وجهاتها، وهذا يعني أنها ستنقاد إلى خسائر وذلك للعام الثالث على التوالي. واضطرت الشركة إلى التحليق على مسارات أطول لتفادي المجال الجوي لبعض جيرانها والمغلق في وجه طائراتها بعد المقاطعة الخليجية. ويشكل المسافرون إلى الدول الخليجية المجاورة من رجال الأعمال والسياح والعمال العرب والآسيويين والأفارقة نسبة كبيرة من زبائن الخطوط القطرية حيث يسافرون بين الدول المجاورة عبر الدوحة إلى الوجهات الكثيرة التي أطلقتها الشركة في السنوات الأخيرة. انعكاسات الوباء دفع الشركة إلى تقليص وجهاتها، ما يعني أنها ستنقاد إلى خسائر للعام الثالث على التوالي انعكاسات الوباء دفع الشركة إلى تقليص وجهاتها، ما يعني أنها ستنقاد إلى خسائر للعام الثالث على التوالي وتقول الشركة إن أسطول طائراتها من طراز أيرباص أي 380، الذي يبلغ عدده عشر طائرات لن يحلق حتى منتصف إلى أواخر 2021 على الأقل. وأكد الباكر الشهر الماضي أن تعافي الطلب العالمي على السفر من تداعيات جائحة فايروس كورونا سيستغرق سنوات وأن العديد من مرتادي رحلات الأعمال ربما لن يعودوا أبدا. وتوقع أن يشغل المسافرون ما يصل إلى 60 في المئة من المقاعد على بعض رحلاتها حتى منتصف الشهر المقبل، مع إعادة بناء شبكتها تدريجيا. لكنّ تعافيا كاملا قد يستغرق ما يصل إلى أربع سنوات، وقال الرئيس التنفيذي للشركة حينها “سأندهش للغاية إذا حدث شيء قبل 2024/2023”. وتعتبر الخطوط القطرية من بين عدد قليل فحسب من شركات الطيران التي واصلت تسيير بعض رحلات نقل الركاب أثناء الجائحة. وفي علامة أخرى عن مدى الأزمة التي تمر بها الخطوط القطرية على وقع تفشي فايروس كورونا، حيث لم يكن لا خيار لها سوى تصريف عدد كبير من الموظفين لاحتواء تداعيات إجراءات الغلق الشامل في أغلب دول العالم وتفادي الانهيار. وحذّرت الشركة في مذكرة داخلية الشهر الماضي، من أنّها ستضطر لصرف “عدد كبير” من موظفيها بسبب انهيار حركة النقل الجوي من جرّاء الوباء. وتكبّدت الخطوط القطرية خسائر بلغت حوالي 639 مليون دولار في السنة المالية، التي انتهت في مارس العام الماضي، وهو ما يعني أن الخسائر تضاعفت أكثر من تسع مرات قياسيا بالعام المالي السابق.
مشاركة :