مقالة : كيف يضر خروج الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية بالحرب ضد مرض "كوفيد-19"؟

  • 6/3/2020
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن 2 يونيو 2020 (شينخوا) حذر مسؤولون وخبراء من أنحاء العالم من إن خروج الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية سيقوض الجهود الدولية الهادفة الى محاربة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وضمان الصحة العامة وإنقاذ الأرواح. قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة، إن بلاده سوف "تنهي" علاقاتها مع منظمة الصحة العالمية. جاء هذا الإعلان بعد مرور أيام على تهديد البيت الأبيض في خطاب أرسل للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بجعل التجميد المؤقت لتمويل المنظمة تجميدا "دائما"، وإعادة النظر في عضوية البلاد في المنظمة. وأعرب خبراء عن قلقهم إزاء قرار الحكومة الأمريكية، قائلين إن هذه الخطوة تقوض دور منظمة الصحة العالمية الذي لا يمكن الاستغناء عنه في تنسيق الجهود العالمية لمواجهة المرض وإرسال المساعدات الضرورية للدول النامية والدول الأقل نموا بشكل خاص التى تعانى من أنظمة صحة عامة ضعيفة جدا. وأضاف الخبراء أنه بالنسبة للدول التي مازالت تعاني من ارتفاع في عدد حالات الإصابة بالمرض والتي تعتمد بشكل كبير على الإرشادات والمعدات وخدمات إنقاذ الأرواح الملموسة التي تقدمها المنظمة، فإن تجميد تمويل الولايات المتحدة للمنظمة يعد بمثابة صدمة مميتة لهم من دون شك. قال داد محمد عنابي، باحث أفغاني ورئيس تحرير صحيفة ((الإصلاح)) اليومية، إن "قطع أكثر من 400 مليون دولار أمريكي من تمويل منظمة الصحة العالمية، سيقوض بالتأكيد أداء الوكالة الصحية العالمية، بما فى ذلك الحرب ضد مرض كوفيد-19 والأبحاث المتعلقة بصناعة لقاح لعلاج هذا المرض المميت في العالم. وأضاف الباحث الأفغاني "أفغانستان جزء من المجتمع الدولي وتحارب المرض مثل الدول الأخرى، وبالتأكيد سوف يقوض قطع تمويل المنظمة دعم هذا الكيان لأفغانستان". أثارت خطة ترامب انتقادات واسعة النطاق من المجتمع الدولي، حتى من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة. خروج الولايات المتحدة من المنظمة يتعارض مع التعددية وسوف يعطل الجهود العالمية لمحاربة الفيروس، خاصة الجهود المتعلقة بتطوير اللقاح. وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية وجوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في بيان، إن "منظمة الصحة العالمية تحتاج لأن تظل قادرة على قيادة الاستجابة الدولية للمرض، الآن وفي المستقبل". وأضافا في البيان "لهذا، فإن مشاركة ودعم الجميع أمر مطلوب ونحتاجه بشدة. وفي ظل مواجهة هذا التهديد العالمي، فإن هذا هو وقت تعزيز التعاون والحلول المشتركة. ويجب تجنب الأفعال التي تضعف النتائج الدولية". "وفي هذا السياق، نحث الولايات المتحدة على إعادة التفكير في قرارها"، وفقا للبيان. ووصف وزير الصحة الأيرلندي سيمون هاريس، خطة ترامب لقطع العلاقات مع منظمة الصحة العالمية على حسابه على ((تويتر)) بأنها "قرار سيئ". كتب هاريس على ((تويتر))، "قرار سيئ. العالم يحتاج الآن إلى التعددية أكثر من أي وقت مضى. المرض العالمي يحتاج لأن يعمل العالم معا". وإلى جانب انتقاد المجتمع الدولي لإعلان ترامب، فقد أثار أيضا خلافات في أنحاء الولايات المتحدة. فقد سجلت الولايات المتحدة فقط أكثر من 1.7 مليون حالة إصابة بالمرض وأكثر من 104 آلاف حالة وفاة، وفقا لجامعة جونز هوبكنز. والعددان أعلى بكثير من الأعداد التي تم تسجيلها في دول ومناطق أخرى. ووصف لورانس جوستين أستاذ في قانون الصحة العامة ومدير معهد أونيل لقانون الصحة الوطنية والعالمية بجامعة جورج تاون، خطوة ترامب على حسابه على ((تويتر)) بأنها "غبية ومتعجرفة". قال جوستين وهو أيضا مدير مركز التعاون لقانون الصحة الوطنية والعالمية بمنظمة الصحة العالمية، إن "خطوة ترامب تمثل تعطيلا وتشتيتا هائلا خلال أزمة صحية غير مسبوقة. لقد جعلنا الرئيس أقل أمانا". وقال جو مانشين سيناتور ديمقراطي بولاية فيرجينيا الغربية، إن "الولايات المتحدة لا تستطيع أن تقضي على هذا الفيروس بمفردها والانسحاب من منظمة الصحة العالمية، الوكالة الرائدة للصحة العامة في العالم، قرار طائش".

مشاركة :