‭‮بين الحلم والكابوس

  • 7/2/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

هناك مقولة شهيرة تقول: "رؤية بلا عمل ليست إلا حلم يقظة، وعمل بلا رؤية ليس إلا كابوسا". وهي مقولة تنطبق علي جميع مناحي الحياة اليوم، فهي سبيل كل فرد منا في أن يكون لديه خارطة طريق واضحة، للمضي قدما في ظل تعقيدات هذا الزمان الذي تحتدم فيه المنافسة، وتتشابك فيه الأدوار، وتتنوع فيه المصادر، وهي تحديات تجعل تحقيق النجاح أمرا أكثر صعوبة إن لم يكن لدى كل واحد منا فلسفة واضحة تتعاطى مع كل هذه الظروف بواقعية وتخطيط عملي. من أكبر التحديات التي تؤثر على الفرد في إنجاز عمله، هو عدم قدرته على تحديد مساره الشخصي ومواصفاته العملية بشكل واضح، فهل هو مفكر منظر ومخطط في الأساس، أم هو منفذ عملي متمكن من تحويل الأفكار إلى حقائق ملموسة على أرض الواقع؟ بمعنى آخر، هل هو ممن يبرعون في رسم الخريطة، أم من هؤلاء المتمكنين من إيجاد أسرع طريق للوصول إلى لقطة النهاية وفق ما حددتها تلك الخريطة، أم هو من القلة المتميزين الذين يستطيعون التخطيط ورسم رؤية مستقبلية، وفي الوقت ذاته لديه من الإمكانات ما يكفل له تميزا في الأداء وتحقيق الأهداف عمليا، وبالتالي الجمع بين الصفتين المهمتين أي التخطيط والتنفيذ؟. من الأمور التي كانت وربما لا زالت تشكل تحديا لدى كثيرين منا هي القدرة على تحديد الأولويات، وربطها بالظروف الزمانية والعملية المختلفة، والتعامل معها بمرونة، فكثير من أولياتنا التي سبق أن حددناها في ظروف معينة تكون في ظروف معينة أخرى مجرد أعمال لا تسمن ولا تغني من جوع، وبالتالي فإن الفشل في التعامل مع الأولويات بشكل يضع في الاعتبارات حقيقة أن الزمان والمكان والأشخاص مؤثرات رئيسة في طبيعة تحديد الأولويات، وترتيب أهميتها يضمن بلا شك فشل أي مشروع أو عمل مهما كبر أو صغر. نجد إذا أن مكونات أي نجاح تتطلب بشكل أساس عددا من المكونات الجوهرية، وهي رؤية محددة وواضحة حيال ما يريد تحقيقه، وخطة عمل مبنية من أجل تحقيق ذلك، وإجراءات توضع على الأرض من أجل تنفيذ الخطة مع ترتيب كل ذلك وفق أولويات تقدم أمورا وتؤخر أمورا في بيئة مرنة، قابلة للتبدل بشكل سريع ومستوعب لتبدلات الظروف والأشخاص، ومرتبة بطريقة تضمن عدم حدوث أي اختلال في مسار تحقيق الرؤية التي انطلق منها كل شيء.

مشاركة :