تراجعت الليرة التركية أمام الدولار الأميركي اليوم الأربعاء متخلية عن بعض مكاسبها التي حققتها في تعاف من أدنى مستوى لها على الإطلاق الذي سجلته في مايو أيار، وذلك بعد أن أظهرت بيانات زيادة أعلى من المتوقع في التضخم الشهر الماضي. وخسرت الليرة حوالي 12% من قيمتها هذا العام بسبب تداعيات أزمة فيروس كورونا وسط مخاوف من استنزاف احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي وحاجات التمويل الخارجي.وهبطت الليرة بما يصل إلى 1% إلى 6.77 مقابل الدولار قبل أن تقلص خسائرها إلى 0.7% عند 6.7435 بحلول الساعة 1414 بتوقيت جرينتش.وأظهرت بيانات أن التضخم السنوي في تركيا قفز إلى 11.39% في مايو بينما جعل ضعف الليرة الواردات أكثر تكلفة. وتعتبر القراءتان أعلى من التوقعات، وتكسران سلسلة شهرين من التراجع في تضخم أسعار المستهلكين على خلفية انخفاض سعر النفط وهبوط الطلب المحلي في ظل جائحة فيروس كورونا.وقال البنك المركزي، الذي قلص تكاليف الاقتراض في آخر تسع اجتماعات له بشأن السياسات، إنه يتوقع استمرار الاتجاه النزولي، وهو ما يمهد الطريق لمزيد من الخفض في أسعار الفائدة.لكن التيسير النقدي المفرط جعل التضخم يرتفع كثيرا فوق معدلات الأساس منذ أواخر 2019. وقالت البنوك الحكومية هذا الأسبوع إنها ستقلص تكاليف قروض السيارات والرهون لأجل 15 عاماً، في حين قالت وكالة موديز إن انكماشا اقتصاديا متوقعا بنسبة 5% هذا العام سيتسبب في زيادة الديون المتعثرة.وجاءت قفزة التضخم في مايو أيار في الوقت الذي بلغت فيه الليرة أدنى مستوياتها على الإطلاق. وتنتعش العملة التركية منذ ذلك الحين، إذ لامست أمس الثلاثاء أعلى مستوياتها مقابل الدولار منذ العاشر من أبريل نيسان. لكنها هبطت 0.7% اليوم ولا تزال منخفضة بنحو 12% هذا العام.
مشاركة :