فارس المالكي لـ”رواد الأعمال”: الأزمة قدّمت فرصة لنجاح المشاريع الريادية

  • 6/4/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فرضت الأزمة التي عاشها العالم بسبب فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” تفكيرًا جديدًا على جميع القطاعات، وهو الفكر الإبداعي ذاته الذي يعتمده رائد الأعمال الناجح. وفي ظل الأزمات، تُعتبر التقنيات الحديثة بمثابة المنقذ الحقيقي للمشاريع؛ فالتحول الرقمي بات ضرورة لا شك فيها، كما شهد نمط الحياة تغييرًا حقيقيًا، وذلك وفقًا لحديث موقع “رواد الأعمال“، مع الدكتور فارس المالكي؛ أستاذ مساعد في الاتصالات اللاسلكية والدرونز، ورئيس مركز المتطلبات العامة بعمادة الدراسات المساندة بجامعة الطائف.التقنيات الحديثة وإنقاذ المشاريع وعن رأيه في إمكانية إنقاذ مستقبل المشاريع عن طريق التقنيات الحديثة، قال الأكاديمي المهتم بالريادة والتطوع: “اليوم نعيش الثورة الصناعية الرابعة بما تحويها من تقنيات رقمية متقدمة؛ غيّرت الكثير من الأمور حولنا؛ ومن ضمنها نمط حياة الناس واقتصاديات الشركات والدول بشكل عام. وإذا ما تحدثنا عن الاقتصاد المبني على المعرفة، تأتي التقنية وتوظيفها بشكل صحيح في المقدمة؛ كونها تمثل رقمًا اقتصاديًا صعبًا على الخارطة الدولية، والأمثلة كثيرة؛ ومنها شركات رائدة مثل Google  ،Apple وغيرهما”. وأضاف: “التطور التقني ساهم في بلورة كثير من المؤسسات الريادية في قطاعات مختلفة مستفيدة من الثورة الصناعية الرابعة المتعددة الأبعاد”. وأوضح أن تكنولوجيا المعلومات بكل أبعادها وقدراتها من الأمور الاستراتيجية المهمة في نقل المعرفة وتوليدها والمشاركة فيها؛ لذلك تميزت الريادة الرقمية في صنع فرص ريادية متجددة. على سبيل المثال، تقنية إنترنت كل شيء؛ والتي يمكن تعريفها بأنها أسلوبٌ تقني يهدف إلى استقطاب الأشياء متمثلةً بالأجهزة، الناس، وأجهزة الاستشعار وإيصالها بشبكة الإنترنت؛ لتتراسل البيانات فيما بينها دون تدخل البشر في ذلك، ويكون ذلك تلقائيًا في حال تواجد الشيء في المنطقة التي تغطيها شبكة الإنترنت. اقرأ أيضًا: منى الظفيري لـ”رواد الأعمال”: تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في 4 طرقالريادة الرقمية وما بعد جائحة كورونا واستطرد الدكتور فارس المالكي قائلًا: “بدأ العالم فعليًا في تطبيق هذه التقنية في عدةِ مجالاتٍ رئيسيةٍ، مثل تطبيقات الرعاية الصحية، المنزل الذكي، المصانع والمزارع الذكية، وغيرها الكثير. ففي ضوء التوقعات وكباحث في الاتصالات اللاسلكية؛ اعتقد أن يصل عدد الأجهزة والأشخاص المتصلين بالإنترنت إلى 50 مليارًا بنهاية العام الجاري، ومتوقع أن يتضاعف الرقم 6 أضعاف بحلول 2030. ونفس الأمر ينطبق على تقنيات الاتصالات، والذكاء الاصطناعي، والحسوبة السحابية، وتحليل البيانات الضخمة وغيرها من تقنيات باتت واقعًا في عمل الحكومات ودوران عجلة الاقتصاد وحياة الأفراد”. وبعد تغيُر نمط الحياة بفضل التحول الرقمي والتقنيات، قال المالكي: “من هنا الفرصة واعدة أمام رواد الأعمال لاستخدام هذه التقنية وتوظيفها بشكل صحيح، ولنا أن نتخيل كيف ستكون حياتنا في زمن كورونا إذا كانت بدون شبكة إنترنت وتقنيات وتطبيقات متقدمة؛ حيث خففت كثيرًا من الأضرار الناتجة عن جائحة كورونا العالمية”. اقرأ أيضًا: عمر العمر لـ”رواد الأعمال”: أمن المعلومات يركز على تأمين البياناتالإبداع والقيود وأضاف: “تحولت التقنية إلى قوة مسيطرة جعلت حياة الإنسان أكثر وعيًا، ومعرفة أثبتت جدارتها نظّمت العلاقة بين العمل والتفكير، بكل مستوياته ونتائجه وطورت آلية مصالح المجتمع ومشاريعة الكبيرة والمتوسطة والصغيرة؛ فالإبداع يحب القيود، وجائحة كورونا قدمت لنا عدة عوامل نجاح مهمة في قطاع الأعمال، وقد يصل المبدعون إلى مشاريع ريادية عالمية”. وسلّط المالكلي الضوء على أبرز هذه العوامل، وهي: • رؤية الواقع بشكل مختلف. • توحد الجهود نحو غرض محدد. • تطور الصناعات والقطاعات والمنتجات. • تقبل معظم شرائح المجتمع لاستخدام التقنية بشكل كبير. • تولد عملاء واحتياجات وسلوكيات جديدة؛ ما يعني فرصًا ريادية جديدة. وكان الدكتور فارس المالكي أطلق منصة “سفراء رياديون”، وعنها قال: “تعتبر سفراء رياديون منصة غير ربحية مسجلة في بريطانيا تهدف إلى توظيف تخصصات سفراء الوطن المبتعثين بالخارج والأكاديميين؛ من خلال تصميم وتنفيذ ودعم مبادرات ريادية متنوعة وتعزيزها في مقر البعثة ومواصلة العمل على تطويرها عند العودة لأرض الوطن؛ بما يحقق أهداف التنمية المستدامة ويتماشى مع رؤية الوطن الطموح. بدأ المشروع كمجموعة تطوعية بسيطة، ثم تطورت لتصبح من أبرز الجهات التطوعية والريادية في بريطانيا”. وشدد على أن رسالة سفراء رياديون تتمحور حول الريادة في صناعة المبادرات الريادية التنموية المجتمعية في مجالات مختلفة بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 بمرتكزاتها الثلاثة: اقتصاد مزدهر، مجتمع حيوي، ووطن طموح. وبيّن أن “سفراء رياديون” تهتم بتصميم وإطلاق المبادرات الريادية والمعرفية وبرامج المسؤولية المجتمعية وفق معايير احترافية؛ إذ نظمت العديد من الفعاليات والبرامج التدريبية وملتقيات ثقافية وعلمية في بريطانيا والسعودية؛ وذلك في مجالات متعددة علمية ومعرفية بالتعاون مع أرقى شركاء النجاح المعتمدين في مجال التدريب والتطوير في بريطانيا وأمريكا. وتعتبر سفراء رياديون منصة إعلامية رقمية منفتحة على العالم لإبراز الحرك الثقافي والأكاديمي السعودي في المجتمع السعودي والبريطاني على حدِّ سواء، كما تسعى لعقد شراكات داخل المملكة مع جهات؛ لتحريك ملف بناء القدرات ونقل المعرفة وتوظيفها في موضوعات ريادية، وتقنية وتطوعية؛ لتكون رافدًا مهمًا لبناء الإنسان والمكان في أرجاء المملكة العربية السعودية.نصيحة لكل رائد أعمال ومع وجود الأزمة الحالية، وجّه الدكتور فارس المالكي عددًا من النصائح لرواد الأعمال؛ من أجل تجنب تداعياتها، مؤكدًا أن الأهم من الاستجابة للأزمة وقراءة التقارير والإحصائيات هو التفكير فيما بعدها، وفي آثارها وما يمكن فعله؛ حيث سدد بعض النصائح العامة لرواد الأعمال وخطة ما بعد كورونا، وهي: 1. لا تتهاون في التعامل مع الأزمة من ناحية المدة أو الآثار. 2. أعد تقييم أهدافك وخططك بشكل مستمر. 3. ابدأ في تقليل التكاليف (إيجار، رواتب، نفقات عامة أو خاصة) وضع استراتيجية للتدفقات والتكاليف. 4. استخدم وقتك بحكمة. 5. لا تتوقف عن التسويق أبدًا. 6. اعمل على خطط بديلة واستفد من الأزمة واصنع منها فرصة؛ فالأزمات تصنع الثروات. 7. حلل السوق وفكر في خدمات ومنتجات جديدة تتناسب مع الوضع الحالي. 8. حاول تفعيل التواصل عن بُعد والاستفادة من التقنيات الحديثة. 9. استغل فرص الدعم المتاحة للمشاريع الناشئة. 10. تحدث مع الشركاء والموظفين بصدق وأنصت إليهم. 11. التعاون والتكامل مع المنافسين إن أمكن ذلك. 12. احرص على سمعة عملك. 13. كن إيجابيًا ومتفائلًا. 14. احرص على تنويع مصادر الدخل ما أمكن. اقرأ أيضًا: علي المهناء يوجه نصيحة لرواد الأعمال للتغلب على الأزمة الحاليةريادة الأعمال في المملكة وللإجابة عن سؤال: ما الذي يفتقده عالم ريادة الاعمال في المملكة؟ قال الدكتور فارس المالكي: “مملكتنا الغالية (المملكة العربية السعودية) تملك كل عناصر النجاح في الثورة الصناعية الرابعة، وأثبت الشباب السعودي تميزهم في مشاريع ريادية وتقنية متعددة؛ ومنها ما شاهدناه في هاكاثون الحج على سبيل المثال لا الحصر. إذًا ما الذي تحتاجه المشاريع الريادية بالسعودية؟ يمكن القول بشكل مختصر إنها تحتاج الى التسويق للوصول للعالمية، واعتقد أننا قطعنا شوطًا رائعًا في هذا المضمار، وما زلنا نحتاج للتكامل بين القطاعات لتحقيق هذا الهدف. وتابع: إضافة إلى أهمية مراجعة الأنظمة واللوائح التي تدعم المنشآت الريادية والتشجيع على الابتكار والإبداع؛ للمساهمة بشكل فاعل في زيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير مزيد من فرص العمل عبر المشروعات الصغيرة والمتوسطة. أيضًا تأكيد إدراج مقررات في صفوف التعليم العام لنشر ثقافة ريادة الأعمال بين الأجيال. وهنا أستذكر تجربة رائعة للغرفة التجارية بالطائف؛ حين أتاحت معرض “رواد المستقبل” للأشبال أقل من 15 سنة لعرض بعض المنتجات والخدمات من منطلق التشجيع على الابتكار وإطلاق المشاريع الريادية”. اقرأ أيضًا: موسى العامري لـ”رواد الأعمال”: يمكن لقطاع المطاعم تجاوز أزمة كورونا بشروطدعم المملكة لقطاع ريادة الأعمال واختتم الدكتور فارس المالكي تصريحاته مؤكدًا دعم المملكة لقطاع ريادة الأعمال؛ حيث أعرب عن ذلك قائلًا: “اعتقد أن أبناء وبنات الوطن يحظون باهتمام كبير من القيادة الحكيمة في دعم المشاريع الريادية في مختلف المناطق؛ إذ كانت المملكة واضحة جدًا في خطتها الخمسية في الاستثمار في رأس المال البشري وأنهم الثروة الحقيقية لهذا الوطن العظيم؛ حيث بادرت لإنشاء حاضنات ومسرعات الأعمال في أرجاء الوطن؛ ومنها برنامج (بادر) لحاضنات ومسرعات التقنية عام 2007م من قِبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية؛ والذي يعتبر من أهم البيئات الوطنية والإبداعية في مجال دعم تأسيس ونمو المشروعات الريادية والناشئة، كما يهدف إلى دعم فرص مشاريع الأعمال المبنية على التقنية، وتطوير ريادة الأعمال في المجال التقني”. وأضاف: “هناك أيضًا “منشآت” وهي هيئة سعودية تركز في عملها على دعم وتنمية ورعاية قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة وفقًا لأفضل الممارسات العالمية؛ عن طريق دعم مشاريع لنشر العمل الحر وريادة الأعمال”. وأوضح: “من جانب آخر لم تغفل الجامعات السعودية أهمية إنشاء مراكز للإبداع وريادة الأعمال؛ لإنشاء شباب واعٍ، وكوادر مُطلعة على أهم أسس الفكر الإبداعي، في إطار الرؤية الطموح 2030؛ حيث اهتمت الجامعات أيضًا بدمج ريادة الأعمال ضمن تجربتها وبرامجها الأكاديمية، ويشمل ذلك تقديم مناهج مبنية على الابتكار وريادة الأعمال والتواصل مع القادة والصناعة وتأمين رأس المال، وتعمل برامج ريادة الأعمال في التعليم على ترسيخ ثقافة الريادة والاستثمار، إضافة إلى تحفيز روح المبادرة لدى الطلبة؛ لزيادة كفاءتهم وتمكينهم من تحقيق أهدافهم؛ حيث يأتي الابداع والابتكار من ضمن مهارات القرن الواحد والعشرين”. اقرأ أيضًا: أحمد المحيسني مؤسس “إزهلها”: خدمنا 8 ملايين عميل في 4 سنوات.. ولدينا 182 ألف فزاع هاني رجب يكشف لـ “رواد الأعمال” أهمية التوجه للتجارة الإلكترونية عبدالله السعدي مؤسس “تيكر”: 3 إجراءات تساعد المطاعم على مواجهة جائحة كورونا

مشاركة :