حوار صحفي مع الفنانة التشكيلية أحرار العبدالله

  • 6/4/2020
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

بلادي نيوز – حاورها: جاسم العبود الفن هو رسالة محاطة بالجمال, تحمل بين طايتها حروف جميلة منمقة مرتبة, الفن رسالة تخرج من روح الفنان .. الفن عالم شاسع لكن القليل من يشعر بذلك، الفنانة التشكيلية أحرار العبدالله تسعى للتعبير عن مشاعر عجزت الحروف الـ 28 عن وصفها، فوجدت في الفن أفضل وسيلة لذلك، من هنا كان لصحيفة “بلدي نيوز” هذا اللقاء مع الأستاذة أحرار العبدالله .. من هي أحرار العبدالله؟ -أحرار إنسانة تبحث عن ذاتها بتجربة كل جديد, هي مجموعة أفكار محاطة بشيء من الجنون، فأحلق تارة وأسبح تارة أخرى. هي كل الأمل، هي طاقة مفعمة بالإيجابية، سلاحها أصابعها بين عدسات الكاميرا، وفرشها وألوانها، من مواليد الأحساء وأعيش فيها. ماهو الفن بصورة عامة من منظور أحرار؟ الفن هو رسالة، لكن رسالة محاطة بجمال, رسالة تحمل بطايتها حروف جميلة منمقة مرتبة, الفن رسالة تخرج من روح الفنان الذي يستشعر الجمال، الفن عالم شاسع، وكومة جمال لكن القليل من يستشعر هذا الجمال. ماهو الفن التشكيلي بصفة خاصة من منظور أحرار؟ الفن التشكيلي هو فن نستطيع إيصاله بالفرش والأقلام، وأعتقد بكل ما تمسك يد الفنان، فالمبدع قادر على تشكيل كل ما يملك ويظهر جماله، وإن اختلفت رسالة كل فنان وأدواته, واختلفت الأساليب، فهناك عدد هائل من المدارس الفنية ولكل فنان ميوله الذي يجرفه مع المدرسة التي ترضي شغفة. ماهي رسالة أحرار الفنية؟ تحدثت أن الفن رساله محاطة بجمال، فرسالتي تصب في هذا الجمال. رسالتي قبل أن تكون جميلة، أريدها أن تعبر عني، تعبر عن مشاعر عجزت الكتابة عنها، عن إحساس عجزت عن إيصاله, فوجدت الفن أفضل وسيلة لذلك. علينا أن نتجرع الفن أولا لنصبح قادرين عن البوح بأسراره. حبذا لو تحديثينا عن المدارس الفنية، وماهي المدرسة الفنية التي تنتمي إليها أحرار؟ المدارس الفنية هي تلك المدارس أو بالأحرى أساليب الرسم انتهجها فنانو عصر النهضة، فهناك المدرسة الواقعية والتكعيبة والوحشية والسريالية والانطباعية وغيرها, والفنان يتبع مدرسة ما حسب شغفه وميوله الفني. كيف اكتشفت أحرار موهبتها الفنية؟ أحرار كانت تلك الطفلة التي ملأت أول صفحة في دفتر الفنية بالصف الأول الابتدائي بأقلام زيتية، ورود بجميع الألوان، وأشادت بتلك الصفحة معلمة الفنية، حينها تم نشر تلك الصفحة الصغيرة بين صفوف الصف الأول. كانت تلك الموهبة من الصغر، لكن مع الأيام بدأت تندثر لشح جهات دعم المواهب، ولا حتى اهتمام في المدرسة بالموهبة. دخلت الكلية وكان تخصصي يتطلب رسم تلك الأجزاء الصغيرة التشريحية, وبعض الخطوط والتفاصيل خلف عدسة المجهر، التي تحتاج إلى رسم بشكل دقيق أيضا, من هنا أخذني الحنين، وبدأ الفن ينبض بداخلي من جديد. في عام 2016 كان إعلان لدورة رسم للمدربة الأستاذة الرائعة زهرة القريني التي أكن لها جل التقدير والاحترام، فالتحقت بها، وكانت تلك الدورة هي محطة انطلاقي من جديد، ومنها بدأت المشوار. متى كانت بداية أحرار مع الفن التشكيلي؟ كم ذكرت سابقا، الانطلاقة كانت في عام 2016 بعد أن انهيت دورة الرسم, فبدأت بعدها أتعرف بشكل جاد عن أدوات الرسم، والألوان، وأحرص على متابعة الفيديوهات التعليمية وتطبيقها، كنت حينها مشتتة, كنت بحاجة للتجربة !! تجربة أقلام وفرش وألوان والأساليب حتى يتسنى لي معرفة ميولي، وأي مسار أو أي مدرسة من مدارس الفن التشكيلي أنتهج. من دعم أحرار في مشوارها الفني؟ كانت أسرتي أكبر داعم لي في بداياتي، فهي جمهوري الأول الذي يشدو بجمال ما أرسم, كما أن أخي الأكبر موهوب بالفطرة، ودائماَ ألجأ له للإستفادة منه، واكتشاف أخطائي، أصدقائي أيضاَ كانوا مصدر دعم, وكذلك لا أنسى جمهوري خلف الشاشة، بجانب دعم الفنانين ومتذوقي الفن، الذين ألتقيت بهم في الفعاليات التي شاركت بها، فلهم مني جزيل الشكر. حدثينا عن حضورك في الفعاليات والنشاطات الفنية؟ لم أحضر الكثير من الفعاليات، وأول حضور لي كان في “الأحساء تقرأ” بأرض الحضارات، ففي عام 2018 شاركت بلوحات تعكس روح القارئ والكتاب. كما شاركت في جامعة الملك فيصل بمناسبة اليوم العالمي للطفل الخديج، الذي نظمه مستشفى النساء والولادة, وايضاَ شاركت في فعالية “لا للعنف” في مستشفى النساء والولادة, حيث أعددت قصة موجهة للأطفال، وتخدم أطفال متلازمة داون، وشاركت بها في اليوم العالمي لمتلازمة داون 2019، الذي أقيم في مدينة جواثا السياحية من قبل مركز الرعاية النهارية لذوي الاحتياجات الخاصة, كتبتها ورسمت أحداث القصة كاملة وكانت بعنوان “أبطال من الداخل” ساعدتني في المعالجة النحوية الكاتبة “أروى الأحمد” لها جزيل الشكر, لم تطبع الر وايه فقط كانت من نسخة واحدة؛ بل وضعت في مكتبة الركن بالفعالية. كذلك شاركت في مؤتمر “لا للإساءة في معاملة الأطفال” الذي نظمه مستشفى الموسى في فندق “مكان”. التحقت مؤخرا كعضو في “جماعة وحي” مع نخبة كبيرة من الفنانين بقيادة الأستاذة فاطمة العلي، كما لي مشاركات في فعاليات أخرى صغيرة. ذكرت بأنه حسب شغف الفنان وميولة يتبع مدرسة فنية معينة, وبعدها كيف ينمي موهبته الفنية, هل هناك كتب أو مراكز تدريبية أو مواقع إلكترونية للتعلم؟ عندما يحدد الفنان المدرسة والأسلوب الذي سينتهجه حسب ميوله، ويجد فيه إبداعه جلياَ وواضحاَ، هنا يبدأ بالبحث عن كل شيء يساعده في تنمية هذا الفن والتمعن فيه، والاستفادة بأدق تفاصيله, قديماَ كان الفنان يواجه صعوبة للتعليم، حيث أن المصدر الوحيد للتعلم كانت “الكتب”، والتي لم تكن متوفرة لدى الجميع, لكن الآن وفي عصر السوشيال ميديا أصبح التعلم أسهل بكثير عن السابق. هناك مراكز تدريبة لكنها قليلة ومكلفة على الفنان، وبالأخص المبتدئ, فمن وجهة نظري أفضل معلم للفنان هو التجربة والممارسة، سيتفوق ويبدع أكثر كلما مارس أكثر. ماهي نظرة الفنان تجاه لوحته حينما تعرض؟ الفنان ينظر للوحته وكأنها أبنته تماماَ, ربما البعض يعتقد أنها مبالغة بالوصف, لكن صدقاَ ليست كذلك، لأنه عندما يمسك الفنان الأقلام والفرش ويناسبها بكل حذر على هذه اللوحة، فهو يمسك بروحة على كفه، ويتعامل معها بغاية اللطف والهدوء، لكي لا يؤذيها. اللوحة ماهي إلا كمية مشاعر، وترجمة أحاسيس، فاضت فانسابت على لوحته، فكيف لا ينظر لها نظرة الأم الى أبنائها. ماهي نصيحتك للفنانات والفنانين الموهوبين؟ أنصحهم بالتسلح بأدواتهم مهما كانت بسيطة وبداية، والانطلاق بلا توقف, وأن أخفقوا أو فشلوا أو تعثروا، عليهم ألا ييأسوا بل يزدادوا إصراراً ويواصلوا المسيرة، فحتما ذلك الشغف سيقودهم لما يصبون إليه. هل يشعر الفنان التشكيلي بالتهميش الاجتماعي؟ الفنان إنسان مضطهد حقاَ، تجده حتى داخل أسرته لا يلقى التقدير والإشادة. المجتمع أيضاَ يجحف حق الفنان، فلا توجد أماكن توفر التقاء فئة الفنانين ببعضهم ليتبادلو الخبرات, لا تقام لهم معارض تخدم رسالتهم, الفنان يعاني من التهميش وعدم التقدير الشيء الكثير, ويعاني أيضاَ من الطبقية التي تنظر لاسم الفنان قبل لوحته. من منظورك ماهي السبل لإخراج الفنانين المغمورين في بيوتهم؟ الفنان الكبير والمتمرس يجد صعوبة في إظهار هذا الكم من الفنانين, وبنظره يجد أن بعض الفانين بحاجة الى الممارسة أكثر لتطوير وصقل فنهم, وبالتالي لن يقوم بإظهارهم !! أنا أتفق معهم أن البعض لا يزال في بداية طريقه, لكن علينا إتاحة الفرصة، إعطاءهم فسحة للتعبير، توجيههم للأخطاء التي يقعون فيها, أيضاَ عندما تقام معارض كبيرة يسمح لهم بالمشاركة, وعقد لقاءات فنية بشكل دائم, يشاركون الفنان المخضرم بالأعداد، او مساعدته في الورش التي يقدمها، فهناك عدة طرق لإخراج تلك الفئة المهمشة. كيف يسعى الفنان لترويج فنه؟ الحمد الله الآن وفي عصر السوشيال ميديا باستطاعة الفنان إبراز عمله بنفسه، والاعتماد على نفسه وعلى أدواته، كما يستطيع خلق جمهوره من خلف الشاشة, قد يستنكر البعض هذا الجمهور لكن وإن لم يجد حتى كلمة إعجاب وتشجيع ممن حوله، فعليه الوثوق بجمهوره من خلف الشاشات. باعتقادي حينما يشعر الفنان بالتهميش والخذلان ممن حوله، عليه أن خلق جمهورا من وسائل التواصل الاجتماعي فهناك حتماَ سيجد ضالته. هل ترين بأن الفنان المشهور يمد يده لمساعدة الفنان المبتدئ؟ قليل جداَ من تكون يده ممتدة للمساعدة، رغم أن الفن رسالة سامية وعليه التحلي بروح الفنان، لكن صدقاَ قليل من نجده يساعد لنهوض فنان صغير. في وقتنا الحاضر, هل ترين بأن هناك من يقدر الفن, ويدعم الفن مادياَ؟ في الوقت الراهن، دعم الفن يتم بشكل ضئيل ومتواضع جداَ، وليس مادياَ!! وبالرغم من وجود بعض الرعاة له، لكنه دعم متواضع خجول، لا يفي بالغرض، ولا يساعد الفنان على الاستمرارية. هل ترين بأن الفنان يقدر ويحترم من قبل الفنانين الآخرين؟ هنا أريد أن أوجه رسالة لكافة الفنانين، بأن عليهم احترام الفنان الآخر وفنه، حتى وإن كان فنه لا يعجبنا. لماذا يتم التمجيد لفن محدد، ومدرسة محددة دون غيرها، والسخرية من بقية الأساليب، لدرجة وصفها بالشخبطة !! فإذا كان هذا منطق الفنان، فلا نعتب على الشخص العادي !! ماهي العوائق أمام الفن والفنانين في وقفتنا الحالي من منظور أحرار؟ أهم العوائق عدم تقدير جهد وتعب وروح الفنان, فنجد الكثير من يطلب رسومات بالمجان، وهو لو أراد أن يشتري رغيفاً من الخبز فسيدفع ثمنه ! وبقية العوائق تطرقنا لها في نقطة تهميش المجتمع للفنان. كلمة شكر لمن تهديها أحرار؟ أتوجه بخالص الشكر لصحيفة “بلادي نيوز” على إتاحة الفرصة لي للحديث من خلال هذا الحوار الصحفي، كما أتوجه بالشكر لكل الأشخاص الذين دعموا ولا زالوا يدعمون فني ورسالتي من داخل أسرتي وخارجها، شكرا لجمهوري خلف الشاشات، لكم جميعاً مني جزيل الشكر والامتنان. كلمة أخيرة من أحرار؟ أتمنى أن أرى الفن يحظى باهتمام كبير كما هو الحال في الدول الغربية, ولا نغفل دور مملكتنا الحبيبة السعودية العظمى وهي تسعى جاهدة للرقي والمجد. أعتذر على الإطالة، لكن الحوار كان ممتعاً وشيقاً، ولم أشعر بكمية الحروف التي نثرتها أمامكم.     كتب في التصنيف: لقاءات الصحيفة   تم النشر منذ 3 ساعات

مشاركة :