تلقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون تناول العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي وتطورات مرض فيروس كورونا الجديد بحسب بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية اليوم (الأربعاء). وقال بيان الرئاسة إن الجانبين تبادلا المعلومات حول الجهود المبذولة لمنع تفشي مرض كوفيد-19 واستعرضا العلاقات الثنائية. واتفق الجانبان على إعطاء دفع طموح للعلاقات بين البلدين على أسس دائمة تضمن المصلحة المشتركة المتبادلة. وأكدا على "الاحترام الكامل لخصوصية وسيادة كلا البلدين". وأشار البيان إلى أن الجانبين بحثا أيضا الوضع في ليبيا ودول الساحل "في ضوء معاناة شعوبها من الحروب والنزاعات". واتفقا على "التنسيق من أجل وضع حد لذلك بالمساعدة على بسط الأمن والاستقرار في المنطقة". وتأتي هذه المكالمة بعد أسبوع فقط من استدعاء الجزائر لسفيرها في فرنسا للتشاور على خلفية فيلم وثائقي بثته قنوات حكومية فرنسية اعتبرته السلطات الرسمية يستهدف الشعب والدولة معا. وتناول الفيلم الذي حمل عنوان "الجزائر حبي" وبثته قناة "فرانس 5" و "القناة البرلمانية" أمس (الثلاثاء) مسار الحراك الشعبي الذي اندلع العام الماضي عبر مسيرات أدت إلى استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في الثاني من إبريل 2019، ولكن بقراءة رأت فيها الحكومة الجزائرية تشويها لأهداف التغيير والإصلاح الحاصل في البلاد. واعتبر بيان للخارجية الجزائرية الفيلم بأنه يندرج ضمن "التحامل والعدائية" لبعض الأوساط التي "لا يروق لها أن تسود السكينة العلاقات بين الجزائر وفرنسا". وكان الرئيس الجزائري صرح في يناير الماضي أن بلاده وفرنسا اتفقتا على طي صفحة الخلافات بينهما. واعترف في مؤتمر صحفي مع وسائل الإعلام المحلية بأن العلاقات مع فرنسا "عرفت في المرحلة السابقة فتورا" بسبب "تدخل فرنسي في الشؤون الداخلية للجزائر خلال المرحلة التي شهدت فيها الجزائر حراكا شعبيا" أدى في الأخير إلى استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الثاني من شهر أبريل 2019. وأعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي زار الجزائر في يناير الماضي والتقى تبون وكبار المسؤولين، عن رغبة بلاده في فتح مرحلة جديدة من العلاقات مع الجزائر.
مشاركة :