يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب المزيد من الاحتجاجات بالرغم من تلويحه باستخدام القوة وإنزال الجيش إلى الشارع لتهدئته بعد موجة المظاهرات التي اجتاحت الولايات المتحدة على خلفية مقتل رجل أسود اختناقا تحت ركبة شرطي أبيض الأسبوع الماضي. واشنطن – تتواصل الاحتجاجات والمظاهرات ضد العنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة رغم المواجهات مع الشرطة وتهديدات الرئيس دونالد ترامب المصمم على إعادة فرض النظام ملوحا باستخدام الجيش. وبعد تسعة أيام على مقتل جورج فلويد اختناقا تحت ركبة شرطي أبيض، تتواصل موجة الاحتجاجات التاريخية دون أن تتراجع خاصة بعد أن كسبت دعما خارجيا أفرزته تحركات في لندن وباريس وغيرهما من العواصم الأوروبية. وتظاهر ما لا يقل عن ستين ألف شخص مساء الثلاثاء تكريما لذكرى جورج فلويد في تجمع سلمي في هيوستن، المدينة التي نشأ فيها في ولاية تكساس وحيث سيوارى الثرى الأسبوع المقبل. وقال رئيس بلدية المدينة سيلفستر تيرنر “نريد أن يعرفوا أن جورج لم يمت سدى”. وفي لوس أنجلس، ركع رئيس بلدية المدينة إريك غارسيتي مع شرطيين على ركبة واحدة، في إشارة إلى الوضعية التي ترمز منذ 2016 إلى التنديد بعنف الشرطة ضد الأميركيين الأفارقة، وتذكر بالشرطي الذي قتل فلويد ضاغطا بركبته على عنقه لحوالي تسع دقائق. جو بايدن: ترامب حول البلد إلى ساحة معركة تملؤها أحقاد قديمة جو بايدن: ترامب حول البلد إلى ساحة معركة تملؤها أحقاد قديمة وفي واشنطن، تظاهر الآلاف وبينهم السيناتورة الديمقراطية إليزابيث وارن حتى وقت متأخر من المساء متحدين حظر التجول، فيما أقيمت سواتر معدنية حول البيت الأبيض لمنع أي مواجهة مباشرة مع قوات الأمن في محيطه. ولم تقدم تقارير أمنية أي حجة تُذكر تدين متطرفين يتهمهم الرئيس دونالد ترامب بقيادة هذه الاحتجاجات. وقال التقييم الذي أعدته وحدة الاستخبارات والتحليل إن هناك أدلة تستند إلى مصدر مفتوح وإلى تقارير وزارة الأمن الداخلي تشير إلى أن حركة أنتيفا الفوضوية ربما تكون مشاركة في العنف، وهي وجهة نظر عبرت عنها أيضا بعض مراكز الشرطة المحلية في تصريحات علنية. ولم يقدم التقرير دليلا محددا على عنف يقوده المتطرفون، لكنه أشار إلى أن أنصار فكرة تميّز البيض يعملون على الإنترنت لتأجيج التوتر بين المحتجين وأجهزة إنفاذ القانون عن طريق الدعوة إلى ارتكاب أعمال عنف ضد كل من الطرفين. ومع ذلك، قالت الوثيقة إنه لا توجد أدلة على أن أنصار فكرة تميز البيض كانوا يثيرون العنف في أي من الاحتجاجات. وفي مينيابوليس، مركز حركة الغضب حيث قتل فلويد، كان الهدوء مخيما. وقالت صديقته روكسي واشنطن باكية خلال مؤتمر صحافي “أريد العدالة من أجله لأنه كان طيبا، مهما ظن الناس، كان شخصا طيبا”. وانتشرت الاضطرابات منذ أسبوع حتى عمت أكثر من مئة مدينة أميركية، مترافقة مع الآلاف من التوقيفات وعدد من القتلى. وكرم ترامب مساء الثلاثاء شرطيا سابقا قُتل في موقع كانت تجري فيه أعمال نهب في سانت لويس بولاية ميزوري. السود في أميركا يعتبرون مقتل فلويد صورة لما يتعرضون له من تمييز عنصري السود في أميركا يعتبرون مقتل فلويد صورة لما يتعرضون له من تمييز عنصري وفي نيويورك، تعرضت العديد من المتاجر الفاخرة على الجادة الخامسة الشهيرة للنهب مساء الاثنين، وتم تقديم ساعة بداية حظر التجول الليلي إلى الساعة الثامنة وتمديده حتى الأحد. ولكن ذلك لم يمنع المئات من المتظاهرين من السود والبيض على السواء من الاحتجاج سلميا هاتفين “جورج فلويد، جورج فلويد” و”حياة السود تهم” (بلاك لايفز ماتر)، وهي العبارة التي باتت شعارا للاحتجاج على عنف الشرطة تجاه الأميركيين الأفارقة. وقالت الممرضة السوداء تازيانا غوردن البالغة من العمر 29 عاما إن حظر التجول “أداة لمنع الناس من التظاهر وليس لاعتقال الذين يرتكبون جرائم”.وأدلى ترامب بكلمة شديدة اللهجة مساء الاثنين أعلن فيها أنه أمر بنشر “الآلاف من الجنود المدججين بالسلاح” والشرطيين في واشنطن لوقف “أعمال الشغب والنهب”. ودعا حكام الولايات إلى “السيطرة على الشارع”، مهددا في حال لم يأخذوا بتعليماته بنشر الجيش “لتسوية المشكلة بسرعة بدلا عنهم”. ولكن وزير الدفاع الأميركي أعلن الأربعاء أنه يعارض نشر قوات عسكرية لإعادة الاستقرار. وكانت قوات الأمن استخدمت قبيل كلمة ترامب الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين عند مشارف البيت الأبيض، حتى يتمكن الرئيس من التوجه مشيا إلى كنيسة عريقة قريبة من البيت الأبيض تعرضت لأعمال تخريب الأحد والتقاط صورة أمامها رافعا كتابا مقدسا، في خطوة ندد بها قادة روحيون من البروتستانت والكاثوليك باعتبارها عملية إعلانية “بغيضة أخلاقيا”. واحتجت رئيسة بلدية واشنطن موريال باوزر على إرسال عسكريين “إلى الشوارع الأميركية ضد الأميركيين”، وهو موقف عبر عنه العديد من الحكام الديمقراطيين. وفي ظل الانقسام الذي يعم الولايات المتحدة، تتخذ الأزمة منحى سياسيا. الاحتجاجات تتصاعد في عدة ولايات أميركية الاحتجاجات تتصاعد في عدة ولايات أميركية واتهم المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من نوفمبر جو بايدن مساء الثلاثاء ترامب بأنه “حول هذا البلد إلى ساحة معركة تملؤها أحقاد قديمة ومخاوف جديدة”. وصرح الرئيس الأسبق جورج بوش الابن “حان الوقت لأن تنظر أميركا مليّا في إخفاقاتنا المأساوية”. وفي مواجهة الاحتجاجات الجارية في ظل تفشي وباء كورونا الذي زاد من حدة التباين الاجتماعي والعرقي، بقي ترامب حتى الآن صامتا حيال المشكلات التي يشكو منها المتظاهرون. ولم يذكر سوى بشكل عابر “ثورة” الأميركيين على ظروف مقتل فلويد. وقتل الرجل البالغ من العمر 46 عاما اختناقا في 25 مايو وهو يردد “لا يمكنني التنفس” وينادي والدته، مطروحا أرضا مكبّل اليدين، وشرطي يركع على عنقه لتثبيته بركبته، فيما زملاؤه الثلاثة الآخرون يراقبون المشهد دون أن يتدخلوا. وأكدت عمليتا تشريح أن الوفاة نتجت عن الضغط على العنق.
مشاركة :