كشفت دراسة حديثة تناولت استهلاك اللحوم الحمراء في الاتحاد الأوروبي أن الأوروبيين مستعدون لتغيير عاداتهم الغذائية للحفاظ على البيئة، لكنهم يختلفون حول مدى استعدادهم لخفض استهلاكهم للحوم. بروكسل - تباينت آراء الأوروبيين بشأن التوقف عن استهلاك اللحوم، إذ أكد واحد من كل ثلاثة مستهلكين أنه على استعداد للحد من استهلاكه اللحوم. وذكرت دراسة أجراها “المكتب الأوروبي لاتحادات المستهلكين” أن سكان بلدان إيطاليا والبرتغال والنمسا وإسبانيا وعدوا بالتقليل من استهلاك اللحوم، فيما أصرت بلدان كليتوانيا واليونان وسلوفاكيا وسلوفينيا على الاستمرار بتناولها. وتعد إيطاليا الدولة الوحيدة من 11 بلدا شملها الاستطلاع تجاوزت فيها نسبة الراغبين في خفض استهلاكهم للحوم 45.1 في المئة، بينما لم تتجاوز نسبة عدم الراغبين في ذلك 26 في المئة. وتتواتر الأبحاث العلمية حول التغيير المناخي وتأثيراته على الحياة البشرية فوق الكرة الأرضية، كما تتواصل الاجتماعات السنوية وتوصيات القادة للحد من هذه الظاهرة التي تسابق مجهودات الدول والقادة وعامة الناس للتخفيض من تلوث البيئة. والخطر لا يتمثل فقط في التأثير على البيئة، بل على الصحة أيضا، وجامعة أكسفورد البريطانية تؤكد في أبحاثها أن استهلاك اللحوم الحمراء سيكون مسؤولا عن نحو 2.4 مليون حالة وفاة حول العالم بحلول عام 2020، كما أن الاستهلاك سيجبر الخزائن العالمية على إنفاق نحو 285 مليار دولار لأسباب طبية. وكشفت الدراسة أن معظم الأوروبيين على استعداد لتغيير عاداتهم الغذائية من أجل الحصول على طعام أكثر استدامة لكن الكلفة والخيارات المحدودة تعرقلان هذا التطور. وقال أكثر من نصف المستطلعين إن لحماية البيئة تأثيرا على عاداتهم الغذائية، وفقا لهذه الدراسة التي أجريت في 11 دولة في الاتحاد الأوروبي مع عينة من حوالي ألف شخص في كل مرة. وينطبق هذا الأمر خصوصا على المستهلكين الإيطاليين والبرتغاليين والإسبان والنمساويين والسلوفينيين. لكن حتى لو كانت لديهم الرغبة في التغيير، مازال المستهلكون “يميلون إلى التقليل من تأثير عاداتهم الغذائية على البيئة”. ولا يوافق أكثر من 63 في المئة ممن شملهم الاستطلاع على القول إن ما يتناولونه لديه تأثير سلبي على البيئة، ويعتقد أقل من النصف أن العادات الغذائية لديها على الأقل تأثير واحد على البيئة لا تقل أهميته عن تأثير استخدام السيارة. وأفادت الدراسة أن “الاستهلاك الغذائي هو في الواقع المصدر الرئيسي للآثار البيئية السلبية الناتجة من الأسر الأوروبية، يليه السكن (خصوصا أنظمة التدفئة) والتنقل (لاسيما استخدام المركبات الخاصة)”. وتعد الكلفة بالنسبة إلى معظم المستهلكين العقبة الرئيسية للتغيير، لكن أيضا “نقص المعرفة والمعلومات غير الواضحة والخيارات المحدودة”. وتجدر الإشارة، إلى أن العلماء يتجهون في المستقبل القريب لإنتاج لحوم مصنّعة بالكامل في المختبرات، لتدخل ضمن المنظومة الغذائية، بهدف تخفيف الضغط على مزارع الأبقار والماشية، وإيجاد حلول لمشاكل الجوع وتزايد عدد سكان العالم. ويرجح العلماء أن تتوفر اللحوم المزروعة في المختبرات إلى جانب الأنواع التقليدية في الأسواق خلال المستقبل القـريب في ظل التطـور السريع لتلك التقنيـة الأكثـر استـدامـة لإنتـاج اللحـوم مـن الوسائل التقليدية للثـروة الحيوانية وتأثيراتها على البيئة. وأجريت الدراسة في خريف العام 2019، ولا تأخذ في الاعتبار تاليا أي تأثير مرتبط بأزمة فايروس كورونا. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :