تجاهلت شركة الطيران المجرية ويز إير تحديات أزمة كورونا، وأعلنت أنها تخطط لتوسيع مشروعها المشترك مع حكومة أبوظبي، بعد أن اختارت الإمارة الخليجية العام الماضي نقطة لتوسيع نشاطاتها خارج أوروبا، الأمر الذي سيعزز من مكانة أبوظبي في سوق الطيران منخفض التكلفة. لندن - أعلنت شركة ويز إير، ثالث أكبر شركة طيران منخفض التكلفة في أوروبا، الأربعاء أنها ستوسع مشروعها المشترك مع حكومة أبوظبي رغم الظروف التي يمر بها قطاع النقل الجوي بسبب أزمة فايروس كورونا. وكشف جوزيف فارادي الرئيس التنفيذي لشركة ويز إير المجرية لوكالة رويترز أن مشروعا مشتركا مقره أبوظبي سيكون أكبر من المخطط له في الأصل ليضم ست طائرات ارتفاعا من ثلاث. ويبدأ المشروع مع شركة أبوظبي التنموية القابضة المملوكة للحكومة تسيير رحلات في أكتوبر المقبل، حيث يجري طرح تذاكر للبيع اعتبارا من هذا الشهر إلى وجهات في أوروبا وشبه القارة الهندية والشرق الأوسط وأفريقيا. وأبرمت الشركة القابضة في مارس الماضي اتفاقية نهائية مع ويز إير لإطلاق شركة للطيران منخفض التكلفة، مقرّها العاصمة الإماراتية، أطلق عليها اسم ويز إير أبوظبي. ويأتي هذا التحرك تماشيا مع برنامج المسرعات التنموية “غدا 21″، الذي يعمل على دفع مسيرة تنمية أبوظبي إلى آفاق جديدة من خلال الاستثمار في الأعمال والابتكار والمجتمع. ويؤكد محللون أن الخطوة ستوسع من طموحات قطاع النقل الجوي في الإمارات خلال السنوات المقبلة، خاصة أن الطيران منخفض التكلفة بدأ يحظى باهتمام العديد من الحكومات في منطقة الشرق الأوسط. وقال فارادي في مقابلة مع وكالة رويترز “نتطلع إلى البدء على نطاق أكبر مقارنة بما كان مخططا له في الأصل حيث سنبدأ بست طائرات في الأشهر الستة الأولى”، مشيرا إلى أن الشركة شهدت فرصا ناشئة على الرغم من تحديات الوباء. ولا تزال خطط شركة الطيران منخفض التكلفة التوسعية متوقفة بفعل القيود المفروضة لمكافحة كورونا في السنة المالية 2021/2020 لكنها واثقة من النمو في المدى الطويل. وقال فارادي إن “كوفيد – 19 موضوع خطير وله أثر كبير على القطاع لكن في الوقت نفسه يخلق بعض الفرص لنا”. وألحق كورونا ضررا بالغا بالسفر جوا وأجبرت شركات الطيران على تسريح عمالة وتقليص أساطيلها وطلب إنقاذ مالي من الحكومات للصمود، فيما يرى مسؤولو الشركات أنها ستكون سوقا أصغر على مدى أعوام. لكن ويز إير أبلت على نحو أفضل من الكثير من المنافسين. وتتمتع الشركة الغنية بالسيولة بإحدى أقوى الميزانيات في أوروبا، وتقول إن انخفاض أسعارها سيساعدها في الفوز بحصة سوقية عندما يتعافى الطلب على السفر مما يمنحها ثقة في الالتزام بخططها التوسعية طويلة المدى. جوزيف فارادي: مشروع ويز إير أبوظبي سيبدأ بست طائرات بدل ثلاث جوزيف فارادي: مشروع ويز إير أبوظبي سيبدأ بست طائرات بدل ثلاث لكن فارادي قال إنه “بالنسبة للسنة المالية الراهنة، التي تنتهي في مارس المقبل، فإن فرص النمو الكلي بعيدة ومن السابق لأوانه إعلان توقعات الأرباح”. وأوضح أن الشركة من المتوقع أن تسير 60 في المئة من طاقتها في الصيف و80 في المئة بين سبتمبر ومارس المقبلين. لكن هذه الخطط عرضة للتعديل بسبب القيود على السفر التي فرضتها الحكومات. وفي السنة المالية الماضية المنتهية في مارس الماضي، حققت ويز إير صافي أرباح أساسية بلغ 344.8 مليون يورو بزيادة 30 في المئة عن السنة السابقة بفعل زيادة عدد الركاب بنسبة 16 في المئة وقفزة في الإيرادات الثانوية. وتدفع أرقام أعمال ويز إير الإيجابية حكومة أبوظبي إلى الرهان بجدية على سوق الطيران الاقتصادي كونه مفتاح تعزيز قطاع السياحة، والذي يعد أحد أبرز الركائز في استراتيجية تنويع مصادر الدخل. وتجبر الأوضاع الاقتصادية المتغيّرة شركات الطيران الخليجية، التي دخلت العديد من الأسواق الأجنبية في آسيا وأميركا الجنوبية في الأعوام الماضية، على مراجعة نماذج أعمالها وكبح نموّ طاقة الاستيعاب الذي كان جامحا من قبل. وقال الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي القابضة محمد السويدي في وقت سابق إن “شراكتنا مع ويز إير ستمكننا من المساهمة في تعزيز القدرات التنافسية المتميزة التي تحظى بها أبوظبي كوجهة إقليمية وعالمية للسائحين الذين يقصدون الإمارة للترفيه والأعمال على حد سواء”. وشهد قطاع الطيران الاقتصادي منخفض التكلفة نموّا سريعا منذ أن تمّ طرحه لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 2003 انطلاقا من الإمارات. وتشير معظم التقديرات إلى أنّ منطقة الشرق الأوسط تتمتّع بثالث أعلى معدّل نموّ في سوق الطيران الاقتصادي إقليميّا.
مشاركة :