الصيد بالصقور.. براعة تتوارثها الأجيال

  • 6/5/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» هو الأقوى بين الطيور، يحلق عالياً ليفرض هيبته على السماء وينقض في لمح البصر ليفرض سطوته على الأرض. إنه الصقر رمز الإمارات الوطني الذي ارتبط بسمائها وأرضها وتراث أهلها وطقوس الصيد في بواديها وعند شبابها وشيبها. لا أحد يستطيع أن يحدد متى بدأ أهل الإمارات تربية الصقور واستخدامها في الصيد سواء لتدبير القوت في الصحراء، أو للاستمتاع بهواية محببة، ولكن المؤكد أن ذلك الأمر يرجع إلى مئات السنين، فالبراعة التي يتوارثها الأبناء عن الأجداد في هذه الهواية التراثية المحببة تم صقلها عبر الأجيال والقرون بحيث أصبح لأهل الإمارات وسائلهم الخاصة بهم في التدريب تعتبر من أحسن الطرق بين مثيلاتها عند أصحاب الهواية والممارسين لهذه الرياضة في العالم. وتنال رياضة الصيد بالصقور في الإمارات اهتماماً خاصاً وربما يرجع ذلك إلى موقع الدولة الجغرافي الذي جعلها في طريق هجرة الطيور من الشمال الأوروبي البارد إلى المناطق الدافئة حيث تزدهر وتتكاثر ثم تعود إلى أراضيها عند نهاية الشتاء، ولذلك يبدأ موسم الصيد في الإمارات كمثله في دول الخليج العربي في فصل الخريف، حيث تبدأ طيور الحبارى بالهجرة إلى مواطن تكاثرها من أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر وينتهي في شهر مارس عندما تبدأ حرارة فصل الصيف. ويستطيع الصقارون التعرف إلى بدء موسم الصيد مع بدء طلوع «نجم سهيل»، حيث تبدأ عملية التحول التدريجي في المناخ وتأخذ درجة الحرارة في الانخفاض وتصاحب ذلك تغيرات طبيعية، حيث يلاحظ اخضرار النباتات الصحراوية وانخفاض درجة حرارة المياه، وتبدأ طلائع الطيور المهاجرة البرية والبحرية في الوصول إلى شواطئ الخليج العربي الدافئة، وتسمى عملية نزوح الطيور إلى هذه المنطقة ب«اللفو»، كما تعرف عملية هجرة الطيور إلى مناطق الشتاء وعودتها إلى مواطن تكاثرها ب«العبور». وفي الماضي كانت هجرة الطيور تمثل فرصة مهمة لأهل البادية للحصول على كميات من لحوم هذه الطيور الشهية التي كانت تعتبر من أطايب ما يأكل الناس.كان الصقارون العرب يصطادون بالصقور التي يأسرونها خلال مرورها في شبه الجزيرة العربية في بداية فصل الشتاء، في طريق هجرتها جنوباً ويستخدمون كل المهارات وفنون الصيد لترويض الصقر البري، ليصبح صياداً ماهراً ومرافقاً جيداً، فعندما يطمئن الصقر للصقار تنشأ بينهما علاقة فريدة فيها الكثير من النبل بين الصقر المهيب والصقار الأصيل الذي يحرص على أن يمارس رياضة الأجداد. ولعل الاهتمام المتزايد بالصقور وإعادة إحياء هذه الرياضة العريقة يعكسان الجهود المبذولة من مختلف عناصر المجتمع الإماراتي للحفاظ على التراث والرياضات التراثية، وفي هذا الصدد جاءت فكرة إنشاء نادي صقاري الإمارات الذي يعتبر الأول من نوعه في العالم العربي ليكون المظلة التي تجمع كل صقاري المنطقة.

مشاركة :