أكد السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، ضرورة وقف الصراع الليبي وإنهاء التدخل الخارجي الذي يؤدي لمزيد من زعزعة الاستقرار، مطالباً في الوقت نفسه جميع المرتزقة الأجانب بمغادرة ليبيا. وأشار نورلاند، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف حضرته «الاتحاد»، إلى أن الوضع في ليبيا تطور بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة، معرباً عن قلق الولايات المتحدة من التصعيد المستمر لاسيما مع استمرار تدفق الأسلحة والإمدادات العسكرية والمرتزقة إلى ليبيا. وطالب الأطراف المتصارعة باستغلال الفرصة الحقيقية من خلال العودة إلى مناقشات «5+5» التي ترعاها الولايات المتحدة، معتبراً أنها «تشكل فرصة حقيقية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار»، مطالباً جميع الأطراف بالمشاركة في المفاوضات بنيات طيبة. وشدد على ضرورة توقف التدخل الخارجي ومنع المرتزقة من تصعيد الصراع في ليبيا، وأن يجلس الليبيون إلى مائدة المفاوضات، مشيراً إلى أنه في 23 فبراير الماضي تم وضع هدف إنهاء وجود المرتزقة الأجانب في ليبيا في غضون 3 أشهر، ولا بد من أخذ هذا الأمر بجدية. واعتبر أن التحدي في عملية برلين هو عدم وجود اتفاق بين الكلمات والأفعال، مشيراً إلى أن بعض المشاركين في مؤتمر برلين انتهكوا التزامات حظر السلاح. وأكد أن مؤتمر برلين خلق نطاقاً للتوصل إلى تسوية سلمية، وهو نطاق مناسب ومتسق، لاسيما أن التصعيد وصل إلى مرحلة خطرة، موضحاً أن ليبيا لا ينبغي احتلالها من قبل أي قوى خارجية أو من حركات فكرية. وقال: «لا نريد دخول طائرات إف 16 من تركيا إلى ليبيا»، مضيفاً: «هناك رغبة في عدم تدخل الأطراف الخارجية، على أن يتدخل المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسوية سلمية». واعتبر أن التحركات الراهنة والزيارات المتبادلة تعكس فرصة للمجتمع الدولي من أجل إحراز تقدم نحو تحقيق تسوية للصراع في ليبيا، ونأمل أن تسفر التحركات الدبلوماسية عن حل سياسي. وقال إن مصر في وضعية مهمة بشكل خاص، نظراً لوجود حدود طويلة مع ليبيا، مؤكداً أن مصر مستعدة للعب دور بناء في الأزمة الليبية. وأوضح أن مصر مشتركة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مجموعة العمل المنبثقة عن مؤتمر برلين. وأوضح أن روسيا لديها مصالح شرعية في ليبيا مثل الدول الأخرى، كما أن الناتو لديه مصلحة في وجود استقرار في البحر المتوسط، ونود أن ترى روسيا مصلحتها أيضاً في وجود هذا الاستقرار. وعلى الجانب الاقتصادي، قال نورلاند: «نتطلع إلى العمل مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتشجيع إصلاحات اقتصادية حقيقية ووقف الفساد لتشجيع وزيادة الشفافية والمحاسبة»، معرباً عن قلقه من الهجمات المتواصلة على البنية الحيوية للدولة. وشدد على ضرورة السماح للتحركات الإنسانية العاجلة للتعامل مع أزمة «كوفيد-19» من أجل الحد من معاناة المجتمعات الليبية المحلية. ونوّه إلى أن إغلاق القطاع النفطي بسبب الصراع أدى إلى حرمان الليبيين من عوائد كبيرة بقيمة تصل إلى 5 مليارات دولار. واختتم السفير الأميركي بالتأكيد على أن بلاده تتابع عن كثب وتنخرط بطرق ربما لا يراها الجميع، مضيفاً: «لكننا نعتقد أنها ستكون مساعدة».
مشاركة :