قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باتشيليت، يوم الأربعاء، إن المظالم العميقة الجذور المتجسدة في صلب الاحتجاجات المندلعة حاليا في المئات من المدن الأمريكية، تحتاج إلى الإصغاء والمعالجة. وأضافت في بيان صحفي أن "الأصوات التي تدعو إلى وضع حد لعمليات قتل الأمريكيين الأفارقة العُزّل، تحتاج إلى الإصغاء. والأصوات التي تدعو إلى وضع حد لعنف الشرطة ينبغي أن تُسمع. والأصوات التي تدعو إلى وضع حد للعنصرية المُستوطِنة والمُتهيكلة التي تنخر بالمجتمع الأمريكي، ينبغي أن يتم الإصغاء إليها". وترى المفوضة السامية الأممية لحقوق الإنسان أن هناك "تقارير موثوقة عن استخدام غير ضروري وغير متناسب للقوة من قبل منتسبي إنفاذ القانون"، بما فيه الاستخدام العشوائي وغير السليم للأسلحة والذخائر الأقل فتكا. وأشارت أيضا إلى أن الغاز المسيل للدموع قد اُستخدم لتفريق متظاهرين سلميين وأُطلق الرصاص المطاطي وكرات رذاذ الفلفل على المتظاهرين والصحفيين الذين لم يشكلوا تهديدا وشيكا لإحداث إصابة خطيرة. وبحسب المسؤولة الأممية، فقد تم الإبلاغ عمّا لا يقل عن 200 حادثة تعرض فيها صحفيون أثناء تغطية الاحتجاجات، للاعتداء الجسدي أو الترهيب أو الاعتقال التعسفي، على الرغم من أن بطاقات اعتمادهم الصحفية واضحة للعيان. وقالت باتشيليت "ما يحدث هو اعتداء غير مسبوق على الصحفيين. وفي بعض الحالات تعرضوا للاعتداء أو حتى الاعتقال أثناء البث". كما أعربت عن قلقها العميق بشأن التصريحات التي سعت إلى وصف المتظاهرين بالإرهابيين، أو نزع الشرعية عن التعبير الجماعي عن الحزن والاحتجاج السلمي، من خلال تركيز التصريحات على الإشارة إلى بعض حالات العنف أو تدمير الممتلكات التي وقعت في العديد من المواقع. وقالت "إن الغضب الذي رأيناه في الولايات المتحدة، والذي ينفجر في وقت يكشف فيه كوفيد-19 عن عدم مساواة صارخة في المجتمع، يوضح لنا لماذا تكون الإصلاحات بعيدة المدى والحوار الشامل هناك، ضرورية جدا لكسر دائرة الإفلات من العقاب على القتل غير القانوني من قبل الشرطة والتحيز العنصري في عمل الشرطة". وفي معرض تكرارها لدعوتها للمتظاهرين للتعبير عن مطالبهم بتحقيق العدالة، بشكل سلمي، حثت المسؤولة الأممية، الشرطة على توخي أقصى درجات الحذر لتفادي تأجيج الوضع، من خلال استخدام القوة المفرطة. يذكر أن الاحتجاجات التي بدأت ردا على موت جورج فلويد، الأمريكي من أصل أفريقي، أثناء احتجازه لدى الشرطة في 25 مايو المنصرم، تواصل انتشارها لأكثر من 300 مدينة وبلدة بالولايات المتحدة.
مشاركة :