كشفت دراسة حديثة أجراها فريق بحثي بالهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، برئاسة الدكتور إسلام أبو المجد أستاذ الاستشعار من البعد والبيئة بالهيئة ومستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عن مدى تأثير الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها مصر في تقليل الانبعاثات الغازية من الأنشطة البشرية، والتي تؤثر على انتشار فيروس كورونا المستجد إلى جانب تحسين جودة الهواء. وقال الدكتور أبو المجد - لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الجمعة/ - "إن تلك الدراسة جاءت تنفيذا لتكليفات الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي لدراسة وتحليل بيانات الأقمار الصناعية والقياسات الحقلية لمراقبة الغلاف الجوي ومدى تأثير الإجراءات الاحترازية منذ بدء تطبيقها في الفترة من شهر مارس وحتى مايو الماضيين". وأضاف أن نتائج تلك الدراسة أكدت أيضا مدى التزام المجتمع بتطبيق الإجراءات الاحترازية، والتى ظهرت من نقص في الانبعاثات وتحسين حالة جودة الهواء، موضحا أنه تم مقارنة انتشار وتركيز العناصر في الهواء بمصر للجسيمات الصلبة وغازات ثاني أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون والأوزون. ونوه بأن بيانات الأقمار الصناعية كشفت عن انخفاض ملحوظ في نسبة تركيز وانتشار الجسيمات الصلبة أو الايروسولات والمواد العالقة، عما كان عليه في شهر يناير الماضي، مما يؤكد التزام المجتمع بتنفيذ إجراءات الدولة الاحترازية، مبينا أن تلك الجسيمات يتراوح قطرها من 0.1 - 10 ميكروميتر، وتعد من أكثر أنواع الملوثات الجوية خطورة علي الصحة العامة، ويمكن أن تساعد في انتشار فيروس كورونا نتيجة للالتصاق على سطحها مع الانتقال بتأثير الرياح.وبالنسبة لغاز ثاني أكسيد النيتروجين، أكد الدكتور إسلام أبو المجد أن ثاني أكسيد النيتروجين يعد من الغازات المهمة في الهواء الجوي، والتي تؤثر علي كيمياء الغلاف الجوي في طبقة التروبوسفير وتكوين غاز الأوزون، وكذلك امتصاص أشعة الشمس. ولفت إلى أن الدراسة بينت أن الإجراءات الاحترازية التي قامت بها الدولة لمجابهة انتشار فيروس كورونا في شهر مارس الماضي ساهمت وبشكل فعال في تقليل الأنشطة البشرية، والتي كان لها دور كبير في انخفاض تركيز الغاز في الغلاف الجوي لمصر. وتابع قائلا "إن الدراسة كشفت عن انخفاض ملحوظ لتركيز وانتشار غاز ثانى أكسيد النيتروجين من يناير وحتى مارس الماضي، حيث شهد شهر مارس انخفاضا ملحوظا بمعدل (1.6 * 1015 1/cm2)، وكذلك في نمط توزيع الغاز، كما استمر الانخفاض في تركيز الغاز في أبريل الماضي، مشيرا إلى أن تنفيذ الإجراءات الاحترازية من غلق للأنشطة البشرية وتقليل حركة السيارات والعادم الخارج منها قد ساهم فى انخفاض هذه المعدلات.وعن نسبة انتشار غاز أول أكسيد الكربون في الجو، قال الدكتور إسلام أبو المجد "إن غاز أول أكسيد الكربون هو غاز ينتج من عملية الأكسدة الجزئية في حالة وجود كمية غير كافية من الأكسجين (الاحتراق غير الكامل) للكربون والمركبات العضوية، مثل الفحم الحجري والزيت والنفط، مؤكدا أنه غاز شديد الخطورة على الانسان ويؤدي الى الوفاة في حالة استنشاقه". وكشف عن نتائج الدراسة التي بينت حدوث انخفاض ملحوظ لتركيز وانتشار غاز أول أكسيد الكربون من يناير وحتى مارس الماضي، حيث شهد شهر مارس انخفاضا ملحوظا في نمط توزيع الغاز وتركيزاته على الجمهورية، مما يؤكد أن تنفيذ الإجراءات الاحترازية من غلق للأنشطة البشرية وتقليل حركة السيارات والعادم الخارج منها قد ساهم فى انخفاض هذه المعدلات، ولكن قد بدأت تركيزات الغاز في الارتفاع قليلا عن شهر أبريل الماضي.وحول نتائج الدراسة عن قياس غاز الأوزون، قال الدكتور أبو المجد "إن الأوزون يوجد طبيعيًا في طبقات الجو العليا نتيجة لسلسلة من التفاعلات بين الأكسجين الجزيئي والذري، ويبقى الأوزون في الطبقات العليا للغلاف الجوى بشكل متوازن يعتمد على سرعة تكوينه وسرعة تفككه، وهو يحمي الكرة الأرضية من الأشعة فوق البنفسجية". وأضاف أن وجود الأوزون في طبقات الجو السفلى يسبب أضرارا كبيرة على صحة الإنسان على العكس من طبقات الجو العليا، ويعد المصدر الرئيسي لتكون غاز الأوزون في الطبقات السفلى، وهو عوادم السيارات وأدخنة المصانع.. موضحا أن استنشاق جزء يسير من الأوزون مع الهواء يسبب صداعا وآثارا صحية غير محمودة، الى جانب تأثيره على الرئتين حيث يضعف مقاومتها للبكتريا، وقد يسبب تحطما للخلايا بها. وأشار الى أن نتائج الدراسة بينت وجود انخفاض ملحوظ لتركيز ونمط انتشار الأوزون من شهر يناير وحتى مارس الماضيين، حيث شهد مارس انخفاضا ملحوظا فى نمط توزيع الأوزون وتركيزاته على الجمهورية، الأمر الذي يؤكد مساهمة تنفيذ الإجراءات الاحترازية من غلق للأنشطة البشرية وتقليل حركة السيارات والعادم الخارج منها في انخفاض هذه المعدلات، لافتا إلى أن الدراسة كشفت عن ارتفاع تركيزات غاز الأوزون في أبريل الماضي.
مشاركة :