بلاشك هو الوجه القبيح، أي فعلٍ لايحترم الإنسان هو فعلٌ قبيح، وأيّ تفكيرٍ يسلب الحياة ويستأصل الفرح هو تفكير قبيح، وأيّ منهج وضعيٍ يدّعي أنه إسلاميّ وهو خارج المنهج الرّبّاني منهج قبيح. والإرهاب يمثل كل تلك الوجوه فهو الخارج على المنطق والوعي السليمين، والفطرة التي حبا الله بها البشرية، وأياً كانت الشعارات المخادعة والكاذبة التي ترفعها جماعات خارجة على الدين والملّة هي شعارات فارغة تنطوي على الكثير من الشطط بل هي شاذة في فحواها ومحتواها ولا أدلّ على ذلك مما شهده هذا الشهر الكريم من جرائم بشعة ارتكبت انتصاراً للإسلام كما يدّعون. فما حدث في الكويت، ومصر، وما شهدته السعودية قبل ذلك من اعتداء على المسلمين الآمنين في بيوت الله، ومن ترويع للطفل والشاب والكهل ما هو إلاّ اعتداء سافر على الإنسانية بكل تفاصيلها، وجاءت تفجيرات تونس وفرنسا لتكمل السلسلة التي راح ضحيتها أبرياء لاحول لهم ولا قوة، في وقت كانت فيه تونس تسير نوعاً ما نحو الانتعاش السياحي والاقتصادي. فلمَ يحدث كل ذلك؟ وكيف يمكن مواجهة هذا الفكر المتطرف الساعي فيما يبدو إلى إبادة البشرية والقضاء على الحياة السليمة في بقاع كثيرة، وما هيَ الخطط والاستراتيجيات التي وضعتها الدول لمعالجة الموقف، ولحماية عقول الشباب مما يصدّر إليهم من فكر جديد يتكئ على مفاهيم لا تعترف إلا بنفسها ومعتقدها، وتسعى إلى تدمير ما دون ذلك بشتى الطرق، فهي تؤمن بإسلامها الجديد، وولاياتها التي قسّمتها بحسب خريطة جغرافية غريبة لعالم هجين، النساء فيه مجرد سبايا ووسائل للمتعة، والرجال مشاريع مؤقتة للموت، والمدارس ذات مناهج ملثّمة لا تعرف التكنولوجيا في الوقت الذي تستخدم فيه تلك الجماعات التكنولوجيا للترويج لأفكارها المتطرفة، والتي هي خارج إطار العقل والمنطق. إن العالم اليوم أمام مفترق طرق، فلا أحد يعلم ماذا سيواجه غداً، لذا من المهم الاستعداد لهذه الحرب الهجينة باتباع أساليب جديدة وبخطاب قادر على المواجهة، وإعلام يكون شريكاً استراتيجيا ً ومؤثراً في إدارته للموقف، لا يقف موقف العاجز والمتفرج أمام جماعة متطرفة تستقطب آلاف الشباب على مستوى العالم برسالة واحدة على تويتر، في الوقت الذي تعجز فيه الترسانة الإعلامية العالمية عن تقديم رسالة موحدة ومؤثرة تنبذ التطرف، وتحارب الإرهاب. qasaed@gmail.com
مشاركة :