في المدينة المنورة ذكر فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، أن الله حكيم يضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها اللائقة بها في خلقه وأمره، له كامل الحكمة المقترنة بالعزة والعلم والخبرة والسعة والتوب والحمد حكمته بالغة تعجز العقول عن الإحاطة بكنهها وتكل الألسن عن التعبير عنها وبحكمته قال تعالى (سبح لله ما في السموات والأرض). وأوضح فضيلته أنه بحكمة المولى سبحانه خلق المخلوقات كلها بأحسن نظام ورتبها أكمل ترتيب، أتقن التدبير وأحسن التقدير وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به قال تعالى (أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)، وتحدى الله الخلق أن يجدوا في خلقه خللًا قال تعالى : (فأرجع البصر هل ترى من فطور) ولو اجتمعت عقول الخلق ليقترحوا مثل خلق الرحمن أو ما يقارب ما أودعه في الكائنات من الحسن والانتظام والاتقان لم يقدروا لذا أمر الله الخلق بالاكتفاء بالتأمل فيما خلق من الحكم في مخلوقاته والاطلاع على بعض ما فيها من الحسن والاتقان قال تعالى (قل انظروا ماذا في السموات والأرض). واختتم إمام وخطيب المسجد النبوي الخطبة بالإشارة إلى أن الله سبحانه بنى أمور عباده أن عرفهم معاني دلائل خلقه وأمره دون دقائقها وتفاصيلها وهذا مطرد في الأشياء أصولها وفروعها وما يخفى على العباد معاني حكمته في صنعه وإبداعه وأمره وشرعه وكونه القدري يكفيهم فيه معرفته بالوجه العام أن تضمنته حكمة بالغة وإن لم يعرفوا تفاصيلها وأن ذلك من علم الغيب الذي استأثر الله به.
مشاركة :