كان ذلك في اليوم الـ 62 للإغلاق العام في الهند، عندما اُلتقطت صور لطفل صغير وهو يحاول إيقاظ والدته التي كانت ملقاة على أطراف السكة الحديد بلا حراك، في محطة قطارات في مدينة "مظفر بور" بولاية بهار الشرقية. كانت إعلانات وصول القطارات ومغادرتها تصدح عبر مكبرات الصوت في المحطة طوال الوقت. لم يكن الطفل الصغير يعلم أن والدته قد فارقت الحياة، كان يمشي ذهاباً وإياباً نحو جسدها المغطى ببطانية، ويحاول سحبها ووضع رأسه تحتها. بعد ذلك بيومين، انتشرت هذه الصور المؤلمة وتم تداولها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتم التعرف على المرأة المتوفاة، وتدعى أربينا خاتون، وتبلغ من العمر 23 عاماً، وكانت تعمل بأجرة يومية في مدينة أحمد آباد، حيث تسافر مع طفليها الصغيرين وبعض الأقارب في قطار خاص للعمال المهاجرين يومياً، متجه إلى ولاية بهار التي تبعد 1800 كيلو متر عن قريتها. وقال أخو زوجها، ويدعى وزير، لبي بي سي إنها "توفيت فجأة في القطار". وأضاف: "لقد تناولنا وجبة طعام واحدة فقط منذ بدء رحلتنا، وكنا نتغذى على البسكويت ورقائق البطاطس للبقاء على قيد الحياة". وأكمل: "كان الماء ساخناً جداً بحيث لا يمكن شربه، لذلك انتهى بنا الأمر إلى شراء المزيد من الماء عدة مرات". ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية، فقد توفيت أربينا جراء الجوع الشديد والجفاف، تماماً مثل العديد من العمال المهاجرين الآخرين الذين عانوا من آثار الإغلاق العام وماتوا بسببه. لكن السلطات المحلية قالت إنها ماتت بسبب مرض كانت تعاني منه من قبل. وأربينا خاتون هي واحدة من بين أكثر من 300 عامل مهاجر من الذين لقوا حتفهم منذ بدء الإغلاق العام في الهند في 25 مارس/آذار الماضي، بحسب الأرقام الصادرة حتى تاريخ 26 مايو/أيار. وكان معظمهم يتدافعون للعودة إلى منازلهم بعد أن فقدوا وظائفهم بين ليلة وضحاها. تمتلئ شوارع المدن الهندية بالعمال غير الرسميين الذين يعتمدون في معيشتهم على الأجور اليومية.
مشاركة :