مع فوز النائبة البلدية السابقة فاطمة سلمان في انتخابات 2010 كانت بذلك الخليجية الأولى التي تحوز بالاقتراع على مقعد في المجلس البلدي. حسناً هذه ليست معلومة جديدة في شيء، لكن الجديد ان سلمان ستفتح أبواب قلبها وتروي لنا ذكرياتها، تماما كما مكتبها الذي لا يفارقه المراجعون وبشاشة محيى فاطمة. ولدت فاطمة سلمان في المحرق في فريج الجلاهمة وبالتحديد في 20 ديمسبر 960. والدها النجار سلمان محمد سلمان المليلي، ووالدتها نورة خليل حسن الإبراهيم. عاشت فاطمة في أسرة مكونة من محمد والمرحوم طارق ولبنى، بالإضافة إلى صالحة. تقول فاطمة عشت في السنوات الاولى من عمري بمدينة المنامة في بيت مصنوع من سعف النخيل بالقرب من شارع القصر، دخلت المدرسة وأنا في السنة الخامسة، في العام 1965 ودرست في الصف الأول والثاني بمدرسة سكينة بنت الحسين. وكنت بعد انتهاء الدوام المدرسي أدرس أيضاً القرآن الكريم على يد المطوعة المرحومة عمتي هيا، قبل أن ننتقل إلى العيش في مدينة عيسى وحينها واصلت الدراسة في مدرسة مدينة عيسى الابتدائية، وكانت مديرة المدرسة آنذاك الأستاذة نسيمة الجشي، الأستاذة مراتب الخياط، الأستاذة مراتب المحروس، وآخريات. ومن الطالبات اللاتي كن معي في المدرسة نادرة عتيق، شيخة سالم حمود، موزة حسن شويطر، زكية الداريني، مريم عبدان، جميلة الذواذي، نرجس رضا. واشتركت خلال هذه المرحلة في فريق كرة الطائرة مباريات بين المدارس. وحين نعود للمنزل وبعد تناول وجبة الغداء أساعد أمي في الاعمال المنزلية، الأمر الذي ساعدني في الاعتماد على النفس في الكثير من الأمور، وبعد الانتهاء من ذلك نتوجه للعب مع أترابنا في الحي نمارس الألعاب الشعبية المتعارف عليها مثل السكينة ونلعب ب ال مدود والتي كانت عبارة عن اللعبة باربي بالنسبة لنا في ذلك الوقت. تضيف فاطمة تصنع المدود من عظام الدجاج بعد غسلها ويوضع لها رأس وشعر وتخاط لها الملابس، وتوضع في منزل مصنوع من الكارتون ويحوي المساند وغيرها من أثاث المنزل بصورة مصغرة. وتذكر سلمان أنها في إحدى المرات ذهبت إلى سينما مدينة عيسى، لمشاهدة الفيلم الهندي الشهير آنذاك اصدقاء الفيلة دون علم أهلها. تتابع حين عدت للمنزل أبي طقني طق، ونهرني عن الخروج بمفردي دون علمهم. وفي المرحلة الاعدادية والثانوية درست في مدرسة مدينة عيسى الإعدادية الثانوية للبنات، وكانت مديرة المدرسة الأستاذة بهية الغانم، الأستاذة الشيخة لطيفة آل خليفة، الأستاذة شيخة سعيدة ال خليفة، وآخريات.تشير وكانت للمعلمة هيبة ووقار وبحزمهم صقلوا جيل متعلم يتحمل المسؤولية. ومن ضمن صديقاتي وزميلاتي بالمدرسة ابتسام سبت من الرفاع، هدى سلطان، الشيخة أمل آل خليفة، نعيمة، شوكت إبراهيم، أمينة نصيف، هيا النعيمي. وفي هذه المرحلة انضممت إلى الكثير من الانشطة اللاصفية ومنها المرشدات كما انضممت لفريق القادسية لكرة الطائرة ولعبت مع نادي المحرق، واشتركت في رقصة عرضت على تلفزيون البحرين بمناسبة العيد الوطني زينة زينة يا البحرين، وتعلمت عبر هذه الانشطة الصبر والاعتماد على النفس، وتحمل المسؤولية. تخرجت في العام 1977، وبعد المرحلة الثانوية قدمت في المعهد العالي بالكويت فقد كانت لدي أمنية الإتجاه للتمثيل خصوصا بعد تجربتي في المشاركة بالمسرح المدرسي، لكن لم يتم قبولي في المعهد، فتوجهت للعمل بإدارة الموانئ والجمارك بفضل المرحوم رئيس الجمارك انذاك الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة، حيث عملت كاتبة في قسم الإحصاء وكان مديري يعقوب لوري، ومعي من الزملاء المرحوم محمد دراج، حسن الضبيب، محمد الجودر، عيسى العرادي، ورفيقة دربي موزة شويطر وآخرين. العودة للمحرق وحينما توفى والدي رجعنا للسكن في المحرق، 1978 تدرجت في وظيفتي وانتقلت للعمل في فرضة المنامة بتسجيل السفن وكان معي عبدالله الصباغ، أحمد الخليفة، فيصل العرادي، حسن جمشير، إبراهيم الصباغ، نيلة الكعبي، نورة جمعان، النائب محمد بوقيس، ولايزال لهذا الميناء ذكرى خاصة في نفسي. رجعت الميناء في برج الميناء كان مديري صالح المسلم ومعي إبراهيم حسن سلمان فتحية السيد، عزيزة عثمان، زينب جناحي، رقية محمد شريق، سميرة كويتان، فاطمة الجواهري وآخرون. ودرست خلال تلك الفترة دورة في الاسعافات الأولية كلية العلوم الصحية وصرت مدربة للاسعافات الأولية لاحقاً، ودرست قرابة 4 الالاف مواطن للاسعافات الأولية من مختلف الفئات نساء رجالا وأطفالا، وشاركت في الاحتفلات واحياء المناسبات، وعملت بمشروع السكن والمساكن مع المهندس عصام خلف وزير الأشغال حالياً. وعلى صعيد الجمعيات فقد كنت من مؤسسي جمعية مدينة حمد النسائية، وعضو جمعية المتقاعدين، وعضو جمعية البركة الخيرية، وجمعية المحرق الخيرية، وعضو مجلس ادارة جمعية التعايش بين الأديان، وعضو شرف في جمعية الفلاح الخيرية بشمال غزة. أم سلمان غالبا ما تحلم الفتاة بالزواج المبني على علاقة حب، لكن ذلك قد لا يحصل وتزوج بالطريقة التقليدية في الزواج، كما حصل لفاطمة التي تزوجت بداية التسعينات حين كانت تبلغ 33 عاما من سعودي، وعاشت في السعودية وبالتحديد في الخبر. تشير كان رجال طيب وأهله كذلك. وحبي للمشاركة في العمل التطوعي حتى خلال فترة حياتي القصيرة بالسعودية انضممت لجمعية فتاة الخليج المعنية بأمور المرأة والمجتمع، غير انني لم اتمكن من العيش في السعودية، فعدت للبحرين بعد عام ونصف، ولم يكتب لنا النصيب إن نكمل مع بعضنا البعض. وانجبت ابني الوحيد سلمان في البحرين بالعام 1994، وهنا يسرني شكر أمي لوقفوها معي إلى اليوم، وتربيتها معي ابني، فهي صديقتي وكل اسراري لديها، وهي من غرس فيّ العمل التطوعي وتقديم الخير للناس فهي تحب فعل الخير، وأنا اقتبست ما أنا عليه اليوم منها. وإضافة إلى ابني نور عيني، أعتبر نورة ابنة أخي التي تعيش معنا أنا وأمي بعد وفاة والداها ابنتي، وهما حياتي. وبالعودة للحديث عن الحياة المهنية عادت فاطمة للعمل في الميناء بعد عودتها من السعودية، وواصلت العمل ليكون بذلك مجموع عملها هناك 29 عاماً. وفي 2006 قررت فاطمة الترشح للانتخابات البلدية، تقول حبي للعمل الطوعي، والرغبة في مساعدة الناس، هو ما دفعني للترشح، غير أن وجود المنافسين من الجمعيات السياسية والإسلامية وعدم وثوق البعض في قدرات المرأة في الوصول إلى المجلس البلدي، لم يؤهلني للوصول، الأمر الذي زادني إصرارا وعزما أكثر وقربني للناس أكثر والأخير هو ما جعلني افوز خلال انتخابات 2010 ضد 9 مرشحين، بفضل وقوف والدتي وزملائي وعائلتي وصلت للمجلس وكنت بذلك أول امرأة تفوز في المجلس البلدي بالبحرين والخليج، وكان أول اتصال تلقيته بعد إعلان فوزي من من صاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد ورئيسة المجلس الأعلى للمرأة، وكانت مبهورة بما حققت وتمنت لي كل التوفيق، كما تلقيت برقية تهنئة من جلالة الملك وتهنئة من سمو رئيس الوزراء، وسمو ولي العهد. الأمانة والصدق وبعد تجربتها اليوم في العمل في المجلس تقول فاطمة أن العمل في هذا المجال يحتاج إلى الأمانة والصدق مع الناس وثقة الناس، وهذا ما شعرت به، فمكتبي مفتوح وهاتفي لا يتوقف عن الرنين، واتمنى أن أخدم الناس ويسعدني ذلك. ومن المحتمل أن تترشح سلمان للمجلس البلدي القادم. اليوم تدرك فاطمة تماما معنى أن الصحة تاج لا يراه إلا المرضى، سيما بعد الوعكة الصحية التي ألمت بها في العام 2011. تروي لنا فاطمة تفاصيل ذلك: كنت برفقة الشيخة لطيفة آل خليفة نوزع المؤن على الناس عشية الوقوف بعرفة، وحين عدت للمنزل اصابتني جلطة واتضح أن أربعة شرايين في قلبي مسدودة، ولا أنسى متابعة سمو رئيس الورزاء لعلاجي وزياراته المتعدة للأطمئنان على صحتي، كما أنه تكفل بعلاجي في لندن، إلى أن تماثلت بالشفاء ولله الحمد، ولقد تعرضت مؤخراً أيضاً لوعكة صحية وأنا أتماثل للشفاء الآن بحمد الله. تواصل لصاحب السمو أفضال كثيرة على الناس، ومن خلال عملي في المجلس البلدي فانني سأروي بعضا من مواقفه النبيلة، وكان أحدها أنه حينما تهدمت عمارة في المحرق جاء لتفقدها ومتابعة أمرها، وبينما كان يسير بالقرب من مدرسة خديجة الكبرى ومدرسة مريم بنت عمران حدثناه عن امرأة تعيش في المحرق بمنزل من الثلاثينات، توجه لهذا المنزل، حينها تأثر بوضع منزل المرأة المسنة وأمر بهدمه وإعادة البناء وتسكينها في شقة ريثما ينتهي البناء. تشير فاطمة هذا الرجل جامعة من النباهة والعطاء، اتمنى له طول العمر وكل الخير. نتوقف عند هذا الحد في سرد سيرة النائبة البلدية السابقة الرائعة فاطمة سلمان، لكن عطاءها لم يتوقف بعد، ونأمل لها مزيدا من النجاحات والتوفيق.
مشاركة :