د. ياسر الشاعر يكتب: الفرق بين بيتر ميمى وخالد يوسف.. والهوية الوطنية

  • 6/6/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حين ميسرة و هى فوضى.. فيلمين من اخراج خالد يوسف التلميذ النجيب فى مدرسة يوسف شاهين. أغلبنا شاهدنا هذه الافلام عدة مرات.. و لكن هنا ساركز فقط على عدة مشاهد فى تلك الافلام. التى استغرق بعدها دقائق قليلة و بعضها استغرق وقت أطول على الشاشة. هذه المشاهد التى كانت تتعلق بتعامل افراد الشرطة مع المواطنين. نستطيع ان نقول أن المخرج خالد يوسف قد أبدع و استخدم كل تقنياته فى تصوير كل أفراد الشرطة فى ابشع صورة ممكنة. فبداية من شخصية أمين الشرطة حاتم الذى أظهره بأبشع صورة ممكنة حتى انه أوحى للمشاهدين فى فيلم هى فوضى بأن أمين الشرطة حاتم هو اهم شخص فى قسم البوليس مع خالص احترامنا لرتبة أمين الشرطة. فقد قام المخرج بإسقاط شخصية أمين الشرطة حاتم على رئيس الجمهورية و على مصر كلها بكل مسئوليها و مؤسساتها ليصفها بالظلم و الخضوع لكل من هو حاتم. اما فى فيلم حين ميسرة, فبطل الفيلم هو المواطن المهمش الذى يعيش خارج اهتمام الدولة. و يعانى من تسلط جهاز الشرطة و ظلم افرادها. طوال احداث الفيلم كان المخرج يتعمد تسليط الضوء بكثافة على ظلم و تجاوز افراد الشرطة لعائلة البطل. و قد كان المشهد الاهم فى الفيلم هو قيام رجال العمليات الخاصة من الشرطة للمنطقة العشوائية لتطهير تلك من التكفيرين. لقد قام المخرج بإخراج المشهد بأكمله بحرفية و إقتدار شديدين. و بالفعل حقق اهدافه الكاملة فقد قام بإظهار أداء رجال القوات الخاصة بالفشل و الخوف و العشوائية بل و الغباء. لقد تعمد المخرج و بإحترافية ان يصور مشهد الكمين الذى أعده التكفيرين لرجال الشرطة بشكل أثار إعجاب و تعاطف الجماهير لإنتصار التكفيرين. بل و أظهر بطل الفيلم العديم الاخلاق بمظهر البطل الهمام و صاحب العبقرية و الالهام. ما فعله خالد يوسف فى هذا الفيلم و قبله ما فعله فى فيلم هى فوضى يجعلنا نتسائل عن ميزانية تلك الافلام التى كان يصرف عليها ببذخ شديد و كانت بصمة المركز الثقافى الفرنسى واضحة دائمًا  فى كل مشاهد تلك الافلام. سواء بالفكر السام او بالاموال التى تضخ لصناع هذه الافلام ببذخ شديد. رغم ان الفرنسين معروف عنهم انهم  من ابخل شعوب الارض. و هنا يجب ان ندق ناقوس الخطر للدور الذى تقوم به كل مراكز الثقافة الغربية فى مصر. و يجب الانتباه لأهدافها الشيطانية فى مصر. لقد أبدع خالد يوسف فى جعل المشاهدين يتعاطفون بشدة مع العناصر التكفيرية و مع بطل الفيلم (عمرو سعد). و فى المقابل كانت سعادة المشاهدين بقتل شهداء الشرطة فى الاقتحام. اى انه قد قام بقلب الاوراق. فقد حول المجرم القاتل الى بطل شعبى. و حول الأبطال الشهداء من رجال الشرطة لمادة سخرية و الى مجرمين.على الجانب الاخر نجد أن مخرجين وطنيون قاموا بإخراج اعمال لإظهار بطولات أبطال الشرطة جعلت المشاهدين يعرفون ما هو الدور الحقيقى و الشخصية الحقيقية لرجال العمليات الخاصة من رجال الشرطة.  على سبيل المثال المخرج العبقرى بيتر ميمى قدم مسلسلات و افلام مثل (حرب كرموز- الخلية- كلبش باجزائه الثلاثة). هذا المخرج مع الكاتب المبدع باهر دويدار جعلنا نقف على اقدامنا عدة مرات فى الحلقة الواحدة لنصفق لبطولة هؤلاء الابطال.  لقد ابدع بيتر ميمى فى إظهار الوجه الحقيقى لرجال يضعون طول الوقت ارواحهم على اكفهم لننعم نحن بالراحة و الامان.و فى فيلم الخلية للمخرج ( طارق العريان – رغم ان لدى بعض الملاحظات على اسلوبه فى الاخراج). الا أنه قام بإظهار فى فيلم الخلية الوجه الحقيقى لرجال مباحث امن الدولة. و أظهر دورهم الحقيقى فى حماية امن هذا الوطن. بعيدًا عن الصورة الذهنية التى حاول مخرجين و ممثلين لهم اهداف خبيثة طبعها فى اذهان الشعب. من تعامل مع رجال مباحث امن الدولة سيعرف انهم يملكون الشخصية الوطنية. التى تتسم بالذكاء الحاد. و سيعرف بالتأكيدالدور الحقيقى الذى يؤديه هؤلاء الابطال فى حماية الوطن.  لقد  كتبت على سبيل المثال  و ليس الحصر عن اعمال فنية اظهرت الجوانب الحقيقية لرجال مصر. و الان نأتى للإجابة على سؤال جوهرى.  ما هو الفارق بين مخرج مثل خالد يوسف و من على شاكلته و مخرج تخر مثل بيتر ميمى و من على شاكلته؟الفارق  الظاهر ان امثال بيتر ميمى هم ابناء مصر بشوارعها و حواريها و (بالبلدى كده. تمر فيهم العيش و الملح). و اهدافهم هى اهداف من يريدون صنع مجد للوطن. اما امثال خالد يوسف ولائه لمن يدفع اكثر. و اهدافه هى نفس اهداف من يريدون تدمير الوطن.فى النهاية:تحية لكل بيتر ميمى و باهر دويدار و لكل من  احمد عز و كل أمير كرارة  و سلام على روح كل منسى من شهداء الوطن و لكل مصاب من الجيش والشرطة .

مشاركة :