تعيش المملكة العربية السعودية طفرة تنموية في كافة المجالات، إلا أن هناك قصورًا بَيّنًا في بعض المشروعات، مما أدى إلى تأخر وتعثر بعض الخدمات، وإن اكتملت تلك المشروعات، فالعشوائية في تنفيذها تعد معاناة أزلية اعتدنا عليها. على رأس المشروعات التنموية الكبرى تنظيم المخططات السكنية وتخطيط الأحياء، واستغرب لِمَ تُصر بلديات وأمانات المدن على أن يمضي كل منهم على نهج التخطيطات السابقة!؟ ما أدى إلى تكرر الأخطاء نفسها، إلى أن تَحوَّل التعثُّر إلى خلل أصبح مع الوقت عاملًا من عوامل تبديد البنية الرئيسة للتنمية «الوقت والجهد والمادة». يفتقر تصميم بعض المخططات والأحياء السكنية إلى المرونة والرفاهية، ويظهر ذلك جليًا في المدن المركزية الكبرى والتي تشهد أحياؤها اكتظاظًا سكانيًا، وعشوائية في التخطيط والتصميم والتنظيم والهيكلة. والحقيقة التي لاشك فيها أنه لا وجود للتخطيط المُنظَّم على أرض الواقع كما ينبغي، والذي من المفترض أن يُوفِّر تكاملًا تامًا بين كافة الخدمات والمشروعات، بالإضافة إلى ترابطها وتوافقها على أكمل وجه. أمام متاهة تشابك بعض الأحياء عَمَد قاطنوها إلى تحديد المواقع على طريقتهم الخاصة، كلٌّ حسب المعالم المشهورة في محيطه وفشر «google maps»، أمام هذا الحل الذي لم يكن وليد الصدفة، بل ظهر منذ أن اخترعت بلديات المدن وأماناتها تخطيط بعض المخططات السكنية بهذه الصورة الناقصة وكما تراه هي، والتي ما أن يتم الانتهاء من تسمية أحيائها وشوارعها وترقيم المنازل بالبنط العريض حتى تجد أننا نمارس اللف والدوران حول أنفسنا، ومعاناة يصعب حلها في التو واللحظة. التنظيم شبه المفقود وعشوائية التخطيط التي تنتهج إلى يومنا هذا نفس هيكلة التخطيطات السابقة أدى إلى: * اتساع متاهات بعض الأحياء الجديدة. * خلق عقبة الخدمات المتناثرة التي يبعد كل واحدة منها عن الحي الواحد مسيرة ساعات. * توفر الخدمات كاملة في بعضها الآخر. ولتعريف تكامل التنظيم عند تخطيط أي حي سكني بمعناه الواسع والشامل هو اكتفاء الحي وقاطنيه وبقية الأحياء الأخرى على حدٍ سواء من الخدمات ومرافقها كاملة دون نقصان، وتحقيقها لا يتم إلا من خلال تغيير أيدلوجية النسخ واللصق وتمشية الحال. مرصد.. بلديات المدن وأماناتها.. يقول المثل الشعبي: «ادوا العيش لخبّازه ولو أكل نصه».. نعم ادوا العيش لخبّازه إن شاء الله يأكله كله.. سلّموا المشروعات التنموية لأهلها.. ولنا في أرامكو ومشروعاتها المُنفَّذة أسوة حسنة. Ksa.watan@yahoo.com
مشاركة :