وردة في يدي تذبل، ولم تجد الوقت المناسب لأُهدِيها. كلمات حُبٌ في حنايا روحي، وبين خيوط تجويفي وعلى طرف لساني، لم تجد الوقت المناسب لأقولها. لمسه بأطراف أناملي مِلْؤّها الدفء، لم تجد الوقت المناسب لأَسكُبَها. هل حقًا تشيخ المشاعر؟ كم ترددت آلاف المرات في صياغة هذه الخاطرة.. خوفًا من أن تكون حقيقة. أنا ذلك الحاني. أنا ذلك الصادق في عباراتي. انا ذلك المبادر بنظراتي. أكْسِيها ثوب الشباب كل يوم لترجع عمرًا إلى الوراء، لتبقى على مراهقتها وطيشها. أهرب بها خوفًا من عمرٍ يطاردها. ُخَبِئُها بين أضلعي لتتغذى على أوردةِ قلبي لتظل حمراء متقدة، وتخالجني بين الفينة والأخرى وتسألني.. لماذا لا يكون هذا الوقت المناسب للبوح بي؟ فأستوقفها وأخفف من أندفاعها وأقول لها: صبرًا لم يحن ذلك الموقف للبوح بكِ لهُ بعد. أريد موقفًا يبقى في ذاكرتينا لا يمحى. وتمر المواقف ولا أجدها مناسبة. فتمضي الأشهر، بل السنون، وتظل هي قابعة في سجني، تقف على قضبان أضلُعي . وتصرخ قائلة: أتوسل إليك إما أن تطلقي سراحي.. وإما أن تعدميني هنا والآن فورًا.. فلا الوقت أصبح يسعفني ولا المكان ظل يتسع لي. هنا أستيقظتُ من غفوتي، لا بل غفلتي. آه ثم آه كبر بي العمر وفارقت شبابي.. وغدرتُ أنا بطيش وزخم مشاعري، في انتظار ذلك الموقف الموعود، بل المشؤوم الذي أعيشه أنا فقط.. بينما ذبلت وردتي.. وضاعت أحرف كلمتي.. وهرمت أنامل يدي وظهرت تجاعيدها.. ولم يأت موعدي. مختصرًا… تمضي الأيام وتتسارع، وذلك الشعور ما انفك يراودك. لذا لا بد أن تنطق بكلمة تعبر بها عما خالج القلب من مشاعر له/ لها.. هنا قد يرحل بلا عودة! نصيحة.. عبر. أُحبب. برر. بادر. أقدِم. لا تنتظر الفرصة بل اصنعها.
مشاركة :