كشف الدكتور عيد اليحيى، معد ومقدم برنامج على خطى العرب الذي تبثه قناة العربية، عن تفاصيل المكالمة التي تلقاها من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - رحمه الله - حول برنامجه على خطى العرب. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها مؤخرا في النادي الأدبي الثقافي بالطائف، مشيراً إلى أنه تلقى مكالمة من الديوان الملكي أثناء تواجده خارج المملكة لعمل مونتاج لحلقات برنامجه على خطى العرب، قائلا: تشرفت باتصال من خادم الحرمين - وكانت مفاجأة لي - حيث أبدى «رحمه الله» إعجابه بالبرنامج وأنه يحتفظ بأسطوانات تسجيلية لحلقات البرنامج لكي يشاهدها أثناء مكوثه في روضة خريم، وطلب مني أن أشرك مجموعة من الشباب السعودي ضمن فريق العمل، كل في منطقته، حتى يكتسبوا معرفة تراث بلادهم وحضارتها العريقة.وكانت المحاضرة قد شهدت حضورا كثيفا من مثقفي محافظة الطائف والمراكز التابعة لها وعدد من مناطق ومدن المملكة، وقد بدأها مدير المحاضرة الشاعر أحمد بن ابراهيم البوق بالتعريف بالدكتور عيد اليحيى وبشهاداته التي حصل عليها وبكتبه التي ألفها، ثم تحدث الدكتور عيد عن الهم والسؤال الثقيل الذي أشغله عندما ذهب للدراسة لدى الغرب وهو (لماذا تخلف العرب وتقدم غيرهم؟).وقرر أن السبب هو عدم اعتزاز العرب بأوطانهم وتراثهم واستدل على ذلك بأن أول مظاهر عدم حب الوطن ما نراه من عبث في الممتلكات العامة ورمي النفايات والعبث بالبيئة، وآخر المظاهر ما نشهده من تفجير وإرهاب بعكس الغرب الذي أقام المتاحف الكبيرة وأعاد تمثيل بعض المعارك الهامة واقعيا، كما فعل الانجليز في إعادة ذكرى معركتهم مع الفرنسيين بقيادة القائد الفرنسي نابليون بونابارت، أو سينمائيا كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية من إنتاج آلاف الأفلام عن الكاوبوي ورعاة البقر لتعزيز الهوية لدى مواطنيها، وكما تفعل اليابان من إعادة تراث مقاتلي الساموراي وعاداتهم وتقاليدهم في الكثير من انتاجها السينمائي لتعريفهم بانثربولوجيا أوطانهم وتوجيه الناس للاعتزاز بها.ثم تطرق اليحيى للحديث عن صخور المملكة العربية السعودية ذاكرا أنه منقوش عليها سبع لغات قديمة، في حين لم تكن هناك لغات في العالم، وأن المواطنة الحقيقية لا تتأتى إلى بعد معرفة دقيقة بتاريخ وجغرافيا وآداب أوطاننا، مطالبا الدولة بأن تتبنى مشروع على خطى العرب ومشروع استثمار المواقع التاريخية وتشجيع المستثمرين في هذا المجال لتوفير (الطعام والمنام والحمام) لزوار ومرتادي هذه المواقع من المواطنين.وتحدث في رد على سؤال أحد الحاضرين حول العصى التي كان يحملها في برنامجه فقال: إنني أحمل هذه العصا الثمينة المطعمة بالأحجار الكريمة احتراما للمشاهد، حتى لا أشير بإصبعي أو بعصى عادية عديمة القيمة.وتحدث عن الجزء الثاني من برنامج على خطى العرب، وأنه سيركز فيه على منطقة الحجاز وتهامة، كما سيتبنى مشروعاً جديدا في المستقبل عن ليلى العربية يتركز حول المرأة العربية والاعتزاز بها، ثم أجاب على المداخلات والأسئلة التي طرحها الحضور. وفي نهاية المحاضرة كرم عضو شرف النادي العضو المنتدب لشركة الطائف للاستثمار والسياحة بندر بن عبد الرحمن بن معمر ورئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي عطا الله بن مسفر الجعيد الدكتور عيد اليحيى ومدير المحاضرة بدروع تقديرية. جانب من الحضور
مشاركة :