الزكاة.. فضلها وأحكامها وكم مرة ذكرت في القرآن

  • 6/7/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الزَّكاة هي  الرُّكن الثالث من أركان الإسلام عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ». وقد أجمع المسلمون على فرضيتها وعلى كُفر كُلِّ من جحدها قال تعالى:"وأقيموا الصَّلاة وآتوا الزكاة" وقد فُرضت الزكاة في السَّنة الثانية للهجرة النّبويّة حيث أرسل النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم- السُّعاة لقبض الزَّكاة وجمعها وتوزيعها على أهلها ومن يستحقها. الزكاة في القرآن ذِكرت الزَّكاة في القرآن الكريم اثنتين وثلاثين مرَّةً، والزَّكاة واجبةٌ في الأموال النَّامية وهي على نوعين: صنفٌ ينمو بنفسه كالماشية والحرث والزَّرع وصنفٌ ينمو بالإدارة والبيع والشِّراء كعروض التِّجارة والنَّقدين. الحكمة من مشروعية الزَّكاة تطهير المال المُزكّى من الدَّنس وتحصينٌ له من المقت والآفات والمحق والإحسان إلى العباد ومدّ يد العون والمساعدة للمحتاجين والفقراء والمساكين. تحقيق معنىً من معاني العبودية لله سبحانه وتعالى وتطهير النَّفس البشريّة من أسوأ الطِّباع والأخلاق ألا وهي الشُّح والبخل وامتحان الله سبحانه للغنيّ وصاحب المال بإخراج الزَّكاة من ماله. تقليل مظاهر العوز والفقر في المجتمع وبالتالي تقليل معدّلات الجريمة. اسباب اقتران الزكاة بالصلاة الحكمة من اقتران الزكاة بالصلاة في القرآن ارتبط ذكر ركن الزكاة بركن الصلاة في الكثير من مواضع ذكر الزكاة في القرآن الكريم، حيث ورد ذكر الزكاة في تسعةٍ وعشرين موضعًا في القرآن الكريم، ارتبطت جميعها بالصلاة إلا في موضعين فقط، وهما: قول الله تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)، وقوله تعالى أيضًا: (الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)،  وفي ذلك الارتباط دلالةٌ على أهميّة الزكاة؛ إذ إنّها ارتبطت بعماد الدين، ممّا جعل أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- يقاتل مانعي الزكاة، وقد ورد في بعض أحاديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ارتباط الزكاة بالصلاة، منها: (الإسلامُ: أنْ تَشهَدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، وأنْ تُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكاةَ، وتَحُجَّ وتَعتَمِرَ، وتَغتَسِلَ مِنَ الجَنابةِ، وأنْ تُتِمَّ الوُضوءَ، وتَصُومَ رمضانَ).   ومن الحِكم التي نصّ عليها العلماء أنّ الصلاة تتضمّن الإخلاص لله تعالى، والزكاة تتضمّن الإحسان لما خلق الله تعالى، والسعادة الحقيقيّة للعبد تتحقّق بوجود الأمرين، وكذلك فإنّ الصلاة تعدّ رأس العبادات البدنيّة، والزكاة تعدّ رأس العبادات الماليّة، وجميع العبادات الأخرى تؤول إليهما وذهب البعض إلى القول بأنّ اقتران الزكاة بالصلاة يدلّ على أنّ وجوبهما واحدٌ؛ أي أنّ الزكاة لا تجب في أموال الصبي حتى يبلغ، فالزكاة تجب حيث وجبت الصلاة، وذلك كما في قول الله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)، لكنّ القول بذلك مردودٌ؛ لأنّ كلّ جملةٍ وردت تامّةً، وليست بحاجةٍ إلى الجملة الأخرى. أحكام الزكاة من وجبت عليه الزَّكاة وتُوفي قبل إخراجها وَجب إخراجها من تركته فالزَّكاة لا تسقط بالوفاة والمال المُعدّ للاقتناء أو الاستعمال لا زكاة فيه مثل الدار للسَّكن، والأثواب للباس، وأثاث المنزل والسّيارات والمال المُعدّ للإيجار مثل البيوت والعقارات والسيارات لا زكاة في أصله، ولكن تجب الزَّكاة في أُجرته في حال بُلوغها النِّصاب وحال عليها الحول. ويُستحب دفع الزَّكاة إلى الأقارب المحتاجين؛ لما في ذلك من تقريب للصلة بينهم، وتحقيق هدف الزَّكاة وهو المساعدة. يجوز دفع الزَّكاة إلى شخصٍ واحدٍ فقط. عقوبة مانع الزكاة في الآخرة وردَتْ عقوباتٌ أخرويَّة خاصَّة في الكتابِ والسُّنةِ لمانِعِ الزَّكاة؛ ترهيبًا من هذا الفعل: قال الله تعالى: «وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ» (التوبة: 34-35).   الممتنع عن إخراج الزكاة يأتي يوم القيامة ويتحول ماله وكنزه الذي كان يملكه إلى شجاع أقرع -حيّة- له زبيبتان وشكله مفزع يطوقه من شدقيه ويقول له أنا مالك وعزك في الدنيا، كما رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ ءَاتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ – يَعْنِي شِدْقَيْهِ – ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ، أَنَا كَنْزُكَ، ثُمَّ تَلا «وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» الآيَةَ (سُورَةَ آلِ عِمْرَان: 180]).   ودلت الأحاديث الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- على ما دل عليه القرآن الكريم في حق من لم يزك الذهب والفضة، كما دلت على تعذيب من لم يزك ما عنده من بهيمة الأنعام الإبل والبقر والغنم وأنه يعذب بها نفسها يوم القيامة، فروي عن أَبي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أن النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: «تَأْتِي الْإِبِلُ عَلَى صَاحِبِهَا عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ إِذَا هُوَ لَمْ يُعْطِ فِيهَا حَقَّهَا تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَأْتِي الْغَنَمُ عَلَى صَاحِبِهَا عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ إِذَا لَمْ يُعْطِ فِيهَا حَقَّهَا تَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَقَالَ وَمِنْ حَقِّهَا أَنْ تُحْلَبَ عَلَى الْمَاءِ قَالَ وَلَا يَأْتِي أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِشَاةٍ يَحْمِلُهَا عَلَى رَقَبَتِهِ لَهَا يُعَارٌ فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُ وَلَا يَأْتِي بِبَعِيرٍ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ لَهُ رُغَاءٌ فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُ».   عن أبي هُرَيرة رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: «ما مِنْ صاحِبِ ذهَبٍ ولا فِضَّةٍ لا يؤدِّي منها حقَّها إلَّا إذا كان يومُ القيامةِ، صُفِّحَتْ له صفائِحُ من نارٍ، فأُحمِيَ عليها في نارِ جهنَّمَ، فيُكوى بها جنبُه وجبينُه وظهرُه، كلَّما برُدَتْ أُعيدَت له، في يومٍ كان مقدارُه خمسينَ ألفَ سَنةٍ، حتَّى يُقضَى بين العبادِ؛ فيُرَى سبيلَه؛ إمَّا إلى الجنَّة وإمَّا إلى النَّار... الحديث».   عقوبة مانع الزكاة في الدنيا المُمتنع عن إخراج الزكاة يعذبه الله في الدنيا بأمور وهي: بألا يبارك الله له في ماله، ويُسلط عليه الفقر والحاجة، والأمراض، وله في الآخرة عذاب أليم»، كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَمَا مَنَعَ قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا»، وهذا الحديث يرشدنا إلى أن الله عز وجل يُجّف الخير عن الممتنع عن إخراج الزكاة. شروط الزكاة الشروط الواجب توفرها في المال حتى يُزكّى؛ أن يكون ناميًا، سواءً أكان ناميًا بذاته أم بفعل الإنسان، والمال النامي بذاته؛ هو الذهب والفضة والنقود، ومن أمثلة المال الذي لا يعدّ ناميًا بطبيعته البيت الذي أعدّ للسكن، والسيارة المعدّة للركوب، والمتاع الموجود في المنزل،  كما أنّ أموال الزكاة تؤخذ من الأغنياء؛ لتردّ على الفقراء، فالمقصود من الزكاة محاربة الفقر ودثره؛ بإعطاء ما يُغني الفقراء ويُقلّل من عددهم؛ ممّا يؤدي بالمجتمع لأنّ يصبح مجتمع أغنياءٍ لا فقير فيه، ومن الأمثلة على ذلك: ما حصل زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، حيث لم يجد المتصدّقون فقراء لإعطائهم الأموال، فاُعطيت الأموال لمن أراد النكاح، ولمن عليه دَين .    اقرأ أيضًا| فضائل إخراج الزكاة وفوائدها .. لا تحرم نفسك من 10 عطايا

مشاركة :