معدلات الحمل في الكويت زادت... بسبب «كورونا»

  • 6/7/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من عدم صدور إحصاءات رسمية، في شأن زيادة معدلات الحمل خلال فترة الحظر التي عاشتها الكويت خلال الشهرين الماضيين، في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، فثمة تأكيدات، من عدد من الأطباء تحدثوا لـ«الراي»، بأن هناك ارتفاعاً في معدلات حمل النساء خلال أزمة هذا الفيروس.وعزا الأطباء هذه الزيادة إلى «رغبة بعض السيدات في استغلال فترة الحظر والاستفادة من وقت الفراغ الذي نجم عن البقاء في المنزل». وفيما أكدوا أنه «لا توجد دراسات تثبت انتقال فيروس كورونا المستجد من الأم للجنين عبر المشيمة»، أشاروا إلى أن «الحامل تكون أكثر عرضة للإصابة بالفيروس بسبب ضعف مناعتها». فقد أكد استشاري أمراض النساء والولادة رئيس وحدة الخصوبة في مستشفى الجهراء الدكتور حازم الرميح لـ«الراي»، أن «جائحة كورونا فرضت على الجميع في أنحاء العالم البقاء في المنازل أوقاتاً طويلة، على غير ما اعتاده الناس»، معتبراً أن «إحدى النتائج الاجتماعية المتوقعة ازدياد ممارسة الحياة الزوجية، وكذلك رغبة الكثير من السيدات للحمل في وقت هن متفرغات فيه أكثر من أي وقت آخر». وشدد على أنه «مهنياً لا توجد أرقام وإحصاءات بهذا الصدد، لكن ظاهرياً ثمة زيادة محلية في نسبة الحمل خلال الجائحة».وأضاف الرميح «حالياً لا يتوفر لنا كمهنيين أي معلومات وافية حول فيروس كورونا المستجد وظروف الحمل، و لكن مبدئياً يمكن القول بأن مرض كوفيد 19 لا يؤثر على خصوبة الجنسين، و لا يسبب أي مشاكل مع الحمل»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه «لوحظ فقط زيادة في الولادات المبكرة عند المصابات بالمرض، دون أي مشاكل سلبية أو خلقية على الجنين، و لم يثبت حتى الآن انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين خلال الحمل».وتابع الرميح «مع انخفاض حدة انتشار الوباء بدأت الكثير من مراكز طفل الأنبوب في العالم تعود للعمل مع تطبيق الاحترازات المهنية، ومع عودة الحجر الجزئي للبلاد وإعلان الخطة المرحلية للعودة إلى الحياة الطبيعية، أنصح الجميع بأن الوباء ما زال موجوداً ونحن لسنا بأمان مما يحتم على المجتمع ضرورة اتباع التعليمات، وخاصة لبس الكمام والتباعد الجسدي مع لبس القفاز وغسل اليدين بشكل منتظم وعدم مخالطة المرضى أو ذوي المناعة المنخفضة مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة ومن يتلقون علاجات تخفض مناعتهم»، مشدداً على «أهمية تعاون المجتمع مع الجهات الطبية واتباع التعليمات مما سيؤدي الى انحسار الوباء قريباً بإذن الله». بدورها، أكدت أخصائية الصحة الإنجابية في مستوصف الياسمين الطبي الدكتورة مي كامل لـ«الراي»، أن «وجود زيادة في معدلات الحمل في الكويت»، عازية ذلك إلى أن «البعض حاول الاستفادة في فترة الإجازة الممنوحة بسبب ظروف فيروس كورونا»، مضيفة في الوقت ذاته «نحن بصدد فيروس جديد وتسببه في تشوه الجنين لا يمكن الجزم به الآن. وتأثير الفيروس يكون بشكل أكبر على الأم الحامل لأن مناعتها تضعف أثناء الحمل، مما يزيد من احتمالية زيادة نسبة وفيات الحوامل أو تعرضهن لمضاعفات خطيرة». أما طبيب النساء والولادة الدكتور طارق العربي، فقال لـ«الراي»، إن «زيادة نسبة الحمل خلال الفترة الماضية شيء متوقع جداً نتيجة للحظر وتواجد الزوج والزوجة في المنزل لفترات طويلة، مما يزيد من نسبة حدوث العلاقة الزوجية ويزيد من نسبة الحمل، وهذه البوادر بدأت تظهر، لكن يمكن أن تنجلي الصورة بشكل أوضح خلال الأشهر الثلاثة المقبلة بعد حدوث تراكم إحصائي من الأجهزة المعنية». وحول مدى الخطورة على الحامل إذا هاجمها الفيروس، أجاب «فيسيولوجية الجسم وأنظمته تتغير خلال الحمل، وتتغير معها وظائف الرئة والقلب حتى يتحمل الجسم وجود جنين بداخله، كما أن طريقة المتابعة والعلاج تختلف في حال حدوث إصابة للحامل الأمر الذي يستوجب معها عزلها في المستشفى لأن نسبة الخطورة أعلى من الحمل العادي». وزاد قائلاً «حتى الآن التوصيات العالمية تقول إنه لا حاجة للولادة القيصرية إلا إذا كان هناك سبب طبي غير الفيروس يستدعي إجراء ولادة قيصرية». موانع الحمل متوافرة ماجدة اليتامى لـ «الراي»: لم أرَ زيادة غير طبيعية في الكويت كان لاستشارية أمراض النساء والولادة وأطفال الانابيب الدكتورة ماجدة اليتامى رأيٌ مخالفٌ في موضوع زيادة معدلات الحمل، إذ أكدت لـ«الراي» أنها لم ترَ زيادة غير طبيعية في نسبة الحمل خلال فترة الحظر، مشيرة إلى أن «ما ينطبق على الدول الأوروبية والآسيوية التي لوحظ فيها زيادة معدل الحمل لا ينطبق على الكويت، لأن هذه الدول بها علاقات غير زوجية بعكس الكويت التي تقتصر بها على العلاقات الزوجية الشرعية». وتابعت اليتامى «في الكويت تتوافر موانع الحمل بعكس بعض الدول الأخرى، والدولة لم تقصر في توصيل الأدوية للبيوت في الكويت»، مشيرة إلى أن «الوعي مرتفع في الكويت، وهذا جعل الكثيرات يتخوفن من الحمل، في ظل عدم وجود دراسات حول هذا الفيروس الجديد الذي لا يوجد له مصل حتى الآن». وأضافـت «المرأة الحامل تكون مناعتها أقل من غير الحامل، وبالتالي فرصة التقاط الفيروس تزيد، ولم يثبت حتى الآن انتقال الفيروس من مشيمة الأم للجنين، لكن يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق التنفس أو اللمس». تحذير أممي من الظاهرة حذرت منظمة الأمم المتحدة من «ارتفاع خطير في عدد حالات الحمل غير المقصود؛ ولا سيما في الدول الأكثر فقراً، وسط تدابير الإغلاق والعزل العالمية، جراء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)».وذكرت المنظمة، في بيان سابق لها، أن «وكالتها المسؤولة عن تعزيز الصحة والحقوق الإنجابية، يمكنها حالياً الحصول على نحو 50 إلى 60 في المئة فقط من إمدادات وسائل تنظيم النسل المعتادة»، لافتة إلى أن «هناك أيضاً تحدياً في شحن وسائل تنظيم النسل بسرعة، وربما تكون الدول الأكثر فقراً وضعفاً هي الأكثر تضرراً».بدوره، أكد ناطق باسم صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن «إغلاق الحدود وغيرها من الإجراءات التقييدية يؤثر على النقل والإنتاج في عدد من البلدان والمناطق، إضافة إلى النقص في وسائل منع الحمل، يمكن أن يؤدي إلى زيادة حالات الحمل غير المقصود، مع ما يترتب على ذلك من عواقب صحية واجتماعية مدمرة للنساء وشركائهن وعائلاتهن».

مشاركة :