عمّان تفكر بسيناريو «المنطقة العازلة» جنوب سوريا

  • 7/3/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يشهد مقر السفارة الأمريكية في عمان قريبا اجتماعات أمنية وفنية لبحث تفاصيل المشروع الذي ألمح إليه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والمتمثل بتسليح العشائر السورية. تلميح العاهل الأردني هذا أعاد التفكير من جديد لدى الأردن إلى ضرورة إنشاء منطقة آمنة رغم نفي واشنطن النية لإقامة مثل هذه المنطقة فقد تجاوزت عمان بعد اقتراب «داعش» من الحدود الأردنية فكرة صعوبة إقامة المنطقة الآمنة شمالي البلاد جراء عدم وجود مساحة فاصلة جغرافيا بالقدر الكافي الذي يسمح بمنطقة عازلة وفقا للمواصفات الدولية المتعارف عليها خلال النزاعات. واشنطن التي نفت قبل أيام رسميا أنها تفكر مع عمان ثنائيا لاقامة منطقة آمنة لم يصمد نفيها طويلا بعد أن سربت أنباء عن أن مقر السفارة الأمريكية في العاصمة الأردنية سيشهد خلال ايام اجتماعات مكثفة أمنية وفنية لبحث تطورات الأوضاع على الحدود الأردنية السورية وتوسع المساحة الجغرافية التي باتت «داعش» تسيطر عليها وهو ما يفتح الطريق واسعا أمام إقامة المنطقة الآمنة. وتزامنا مع التحركات الامريكية السرية والعلنية والاجتماع المرتقب في السفارة الامريكية بعمان الذي لم يكشف النقاب بعد عن الدول التي ستشارك فيه فتح رئيس الوزراء الاردني عبدالله النسور الباب مجددا امام سيناريو المنطقة العازلة جنوب سورية وهو يتحدث عن احتمالية اعلان شمال المملكة منطقة منكوبة. عمليا ثمة قراءة سياسية لهذا الاعلان فعمان مازالت على تلامس حيوي مع سيناريو المنطقة العازلة وأي قرار لمجلس الأمن الدولي يوافق على اعتبار شمال الأردن منطقة منكوبة يوفر بموجب القانون الدولي الأرضية «لشرعنة» أي توغل أمني أو عسكري أردني في الأرض السورية تحت لافتة إنسانية. الأهم أن موافقة مؤسسات الشرعية الدولية على تصنيف شمال الأردن منطقة منكوبة بتجمع وتحشد اللاجئين يعزز القناعة أكثر بأن الأردن يملك حقوقا في المساحة الجغرافية المعنية بحوض محافظة درعا لحماية حدوده ومواطنيه وحماية اللاجئين. عنصر الجذب الرئيسي الذي سيدعمه المجتمع الدولي وفقا لتقديرات الوزير جودة سيتمثل أو قد يتمثل في النصوص الدولية القانوينة التي تتيح للدول الأعضاء في المجتمع الدولي اتخاذ تدابير أمنية مناسبة لحماية أمنها الوطني في مناطق النزاع الحدودي التي لا تسيطر عليها دولة جارة. هذا الوضع المعقد قد يدفع الحكومة الأردنية لاستراتيجية جديدة في التعامل مع جنوب سورية قوامها لعبة مزدوجة توفر الغطاء الدولي تحت عنوان مساعدة أمواج اللاجئين وتمكين عمان من استضافتهم وبنفس الوقت إنتاج بنية دولية وإقليمية وعربية تساند خطة أمنية لمواجهة جبهة النصرة وتنظيم داعش في منطقة جنوب سورية. إنجاز ذلك يتطلب حسم الخلاف وفقا لمعايير القانون الدولي بين مفهومي المنطقة العازلة أو التوغل الأمني الذي يحظى بشرعية دولية. البوصلة الأردنية بدأت تتجه نحو هذه المساحة المعقدة الأمر الذي يفسر عمليا الاجتماعات السرية المجهولة التي ستبدا في مقر سفارة واشنطن بعمان لكن يبدو أن الهدف الرئيس من هذه الاجتماعات هو إقامة منطقة آمنة على الحدود الأردنية مع سوريا التي تمتد إلى الحدود الجنوبية لمحافظتي درعا والسويداء في الجنوب السوري بما في ذلك مدينة درعا فالأردن مضطر لفعل ذلك بسبب الوضع العسكري المتغير داخل سوريا فالأمر يتعلق أيضا بتنظيم الدولة الذي قد يسيطر على مناطق على الحدود الأردنية، ويهدد المملكة الهاشمية بعد أن بات يطرق بوابة حدودها.

مشاركة :