رحبت واشنطن اليوم (السبت) بجهود مصر الداعمة للمفاوضات السياسية ووقف إطلاق النار في ليبيا، بعد إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن مبادرة سياسة شاملة لإنهاء الصراع في البلاد. وقالت السفارة الأمريكية لدى ليبيا في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إنها "ترحب بجهود مصر لدعم العودة إلى المفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة وإعلان وقف إطلاق النار". وتابعت "ندعو جميع الأطراف للمشاركة بحسن نية لوقف القتال والعودة إلى المفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة". وأضافت السفارة أن "الولايات المتحدة تراقب باهتمام صوت الأصوات السياسية في شرق ليبيا"، معربة عن تطلعها إلى "رؤية هذه الأصوات مدمجة في حوار سياسي حقيقي على الصعيد الوطني فور استئناف محادثات (5+5)"، في إشارة إلى اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة الهادفة إلى وقف إطلاق النار. وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في وقت سابق اليوم، توافق رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، والقائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، على مبادرة سياسة شاملة لإنهاء الصراع في ليبيا. وتدعو المبادرة كافة الأطراف إلى وقف إطلاق النار اعتبارا من يوم الإثنين المقبل، مع إلزام كافة الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية، حسب السيسي. وتنص المبادرة أيضا على تفكيك الميليشيات، وتسليم الأسلحة حتى يتمكن الجيش الليبي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية من الاضطلاع بالمهام العسكرية والأمنية فى البلاد. كما تنص على "استكمال أعمال مهام اللجنة العسكرية (5+5) بجنيف برعاية الأمم المتحدة.. وضمان تمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاثة في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب تحت إشراف الأمم المتحدة لإدارة الحكم في ليبيا". لكن قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية أكدت استمرار عملياتها العسكرية. وقال المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق العقيد محمد قنونو، في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، "ليس لدينا وقت فراغ لمشاهدة هرطقات مجرم الحرب على الفضائيات"، في إشارة إلى حفتر. وأضاف قنونو "نتابع تقدم قواتنا بقوة وحزم لمطاردة ميليشياته الإرهابية الهاربة (...) نحن لم نبدأ هذه الحرب، لكننا من يحدد زمان ومكان نهايتها". وأعلنت حكومة الوفاق الوطني اليوم إطلاق عملية عسكرية لاستعادة مدينة سرت من قوات "الجيش الوطني" الذي يقوده المشير خليفة حفتر. وكانت قوات حفتر قد سيطرت على سرت في يناير الماضي، بعدما كانت تحت سيطرة حكومة الوفاق منذ نهاية العام 2016، بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من معقله الرئيسي في ليبيا. ويأتي الهجوم على سرت بعد يوم من استعادة حكومة الوفاق السيطرة على مدينة ترهونة الواقعة على بعد (90 كم) جنوب شرق طرابلس. ومنذ أبريل الماضي، تشن قوات حكومة الوفاق هجوما متواصلا تحت غطاء جوي على قوات حفتر المتواجدة في مدن غرب ليبيا. وتمكنت قوات حكومة الوفاق من السيطرة على مدن الساحل الغربي حتى الحدود التونسية مرورا بقاعدة "الوطية" الجوية الاستراتيجية. وأعلنت قوات الجيش الوطني نهاية أبريل الماضي وقف جميع العمليات العسكرية بشكل أحادي، تلبية لدعوات دولية إلى "هدنة إنسانية"، وهو ما رفضته حكومة الوفاق الوطني، مؤكدة استمرارها في عملياتها العسكرية. وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين الحكومة في طرابلس المعترف بها من المجتمع الدولي، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها مجلس النواب وقوات "الجيش الوطني" بقيادة حفتر منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011.
مشاركة :