طالب مسؤولون دوليون وخبراء في قطاع السياحة والسفر بضرورة الإسراع في صياغة بروتوكول عالمي موحد يحدد القواعد والممارسات والمعايير الأساسية التي ينبغي على جميع العاملين في هذه الصناعة التقييد بتطبيقها خلال جائحة «كوفيد - 19»، لاستعادة الثقة في القطاع وتسريع جهود التعافي. وأشاد هؤلاء خلال جلسة «التواصل وبناء الثقة الآن»، ضمن فعاليات النسخة الافتراضية لسوق السفر العربي، بتجربة دولة الإمارات في التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد، والتدابير والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها سواء على الجانب الصحي أو جانب الاقتصاد، معتبرين أنه يمكن الاستفادة من هذه التجربة للبناء عليها لتعزيز فرص التعافي في القطاع خلال الفترة الحالية وعلى المدى المتوسط لحين ظهور علاج أو لقاح للفيروس. وشدد هؤلاء على أهمية أن يتضمن البروتوكول العالمي للسلامة والوقاية الصحية للسفر والسياحة خلال جائحة «كوفيد - 19»، معايير صارمة تضمن صحة وسلامة المنظومة على غرار المعايير التي تم اعتمادها في أعقاب أزمة أحداث 11 سبتمبر 2001، مع اختلافها من الجانب الأمني إلى الجانب الصحي، مع توحيد الجهود العالمية وبناء نظام دولي فاعل في إدارة الأزمة في قطاع السياحة والسفر. وقال جيرالد لوليس رئيس المجلس العالمي للسفر والسياحة، إن إدارة دولة الإمارات لأزمة فيروس كورونا المستجد تعتبر من النماذج الفاعلة التي يمكن الاستفادة منها، مشيراً إلى أن الإجراءات والتدابير التي اتخذتها سواء على الجانب الصحي من خلال تسجيل أعلى نسبة فحص على مستوى العالم مقارنة بعدد السكان وأقل نسبة وفيات مقارنة بعدد الإصابات، أو على صعيد التدابير الخاصة بالجانب الاقتصادي وخاصة فيما يتعلق بالسياحة والسفر، سوف تسهم في عودة الثقة للقطاع. وأوضح أن السياحة الداخلية سوف تلعب دوراً مهماً في هذه المرحلة، متوقعاً أن تبدأ حركة السفر والسياحة الدولية بنموذج يعتمد على الاتفاقيات الثنائية بين الدول كمرحلة أولى، ومن خلال فتح مسارات ثنائية للسفر بين الدول المتجاورة أو القريبة، على غرار الإمارات والسعودية أو الإمارات وسلطنة عمان. من جهته أكد طالب الرفاعي، الأمين العام السابق لمنظمة السياحة العالمية، أن الأزمة الحالية تحتاج توحيد جميع الجهود لإعادة بناء صناعة السفر والسياحة وعودة الثقة للقطاع، والتي يجب أن تشمل ثقة الموظفين والعاملين في هذه الصناعة بالتوازي من استعادة ثقة المسافرين والسياح. وأوضح أن صياغة بروتوكول عالمي موحد أو اتفاقية دولية تتعلق بالسلامة والوقاية الصحية في مجال السياحة والسفر خلال جائحة كوفيد-19، يمكن أن يسهم في إعادة بناء النظام العالمي بشكل أفضل واستعادة الثقة به خاصة في ظل هذه الجائحة التي دفعت الحكومات لاتخاذ إجراءات خاصة بها في التعامل مع الأزمة، مشيراً إلى أنه ليس هناك أثمن من الصحة والحياة لدى الناس لهذا يجب العمل على تأكيد ذلك من كافة الجهات التي يتعامل معها المسافر والسائح بأنهم يوفرون كل ما يلزم من الإجراءات والتدابير لتعزيز الثقة في القطاع. واعتبر أن تعدد العلامات والشهادات التي تصدرها الفنادق والجهات المختلفة الخاصة بالأمان الصحي والنظافة والتعقيم، من شأنها أن تربك العميل، لهذا يجب أن تكون هناك جهة عالمية خاصة باعتماد هذه الشهادات والعلامات والشعارات لتعزيز الثقة لدى العملاء. «بوينج» تتعاون مع شركات الطيران لتفعيل مبادرة السفر الآمن أشار برنارد دان، نائب رئيس بوينج العالمية ورئيس بوينج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، إلى إطلاق بوينج مبادرة السفر الآمن للحد من مخاطر السفر في ظل تفشي وباء «كوفيد - 19». وأوضح أن المبادرة تهدف إلى عمل بوينج جنباً إلى جنب مع شركات الطيران والهيئات التنظيمية وأصحاب المصلحة في قطاع الصناعة وخبراء الأمراض السارية والمعدية والمتخصصين في السلوكيات لوضع توصيات خاصة بمعايير السلامة لاتباعها على مستوى القطاع، وتقديم المشورة لشركات الطيران حول مواد التعقيم الصالحة للاستخدام في المقصورة وقمرة القيادة، واختبار وتجربة مواد تعقيم أخرى. وأشار إلى أن بوينج تستند على منهجيات السلامة المحسّنة في القطاع، التي تشمل تعزيز إجراءات التنظيف والتعقيم وقياس درجات الحرارة واستخدام أقنعة الوجه، ودعم استخدام الأنظمة التي ثبتت كفاءتها للمساعدة في الحفاظ على نظافة المقصورة، مشيراً إلى أن من بين هذه الأنظمة، نظام تنقية الهواء المتوفر في جميع طائرات بوينج.
مشاركة :