تحل اليوم -السادس عشر من رمضان المبارك- الذكرى الرابعة لوفاة رائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى ومؤرخها الاول.. مؤسس ناديي الشباب والهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله. وحين نأتي على ذكر هذا الاسم الكبير في تاريخنا الرياضي فإننا نتحدث عن شخصية رياضية فذة خدمت الحركة الرياضية السعودية بكل اخلاص وجهد ومال على مدى 67 عاماً في اكثر من موقع اذ ترأس ثلاثة من اكبر الاندية السعودية في فترات مختلفة خلال مسيرة 27 عاما من العمل القيادي الناجح في اندية: الشباب، الهلال، الاهلي. نتذكر تضحيات هذه القامة العملاقة واياديه البيضاء على شباب ورياضة وطنه منذ ارتباطه الاول لاعبا مع فريق الموظفين.. اول جيل مارس كرة القدم في تاريخ العاصمة السعودية عام 1365ه كان يقود ذلك الجيل الرائد حمزة جعلي –رحمه الله- ويزاولون تدريباتهم عصر كل جمعة في ملعب ترابي يقع بالقرب من ملعب الصايغ بحي الملز ومن هذا الفريق انطلق عبدالرحمن بن سعيد بروح رياضية وثابة وطموحات عريضة بعد عامين من ذلك التاريخ ليضع اللبنات الاولى لتجربة تأسيس اندية رياضية في مدينة الرياض بقيامه مع بعض اللاعبين المنشقين عن فريق الموظفين بإنشاء اول ناد رياضي في العاصمة سُمي بنادي شباب الرياض –البلدي- (الشباب حاليا). ورغم صغر سن ابن سعيد رشحته المجموعة لرئاسة هذا النادي لفكره النير وذكائه الحاد وسماته القيادية فضلا عن عشقه الكبير للرياضة واستمر رئيسا للشباب 10 سنوات متتالية منحته شرفا تاريخيا مميزا كأول رئيس منتخب لنادي العاصمة الرياض وفي عامه الاخير حدث خلاف اداري شبابي دفعه الى الاستقالة وتأسيس ناد جديد في 21/3/1377ه اختار له اسم الاولمبي (الهلال حاليا). وسعى رائد التطوير الرياضي الاول في المنطقة الوسطى لبلوغ ناديه قمة المجد وحرص على تميزه في كافة جوانبه من حيث بطولاته القياسية ونجومه المميزين وأفنى المرحوم عبدالرحمن بن سعيد زهرة شبابه وسخر ماله لتحقيق ذلك الهدف باستقطابه ابرز اللاعبين والمدربين و الاداريين فبلغ اعلى درجات النجاح المبكر بوصوله الى منصات البطولات بعد اربع سنوات فقط من تأسيسه واحرازه أول بطولة لكأس الملك على مستوى المملكة بعد ان كانت المنافسة محصورة في مواسمها الاربعة الاولى بين اندية المنطقة الغربية الى ان بزغ نجم (هلال بن سعيد) الذي هزم الوحدة في عز مجدها 3-2 بنهائي كأس الملك 1381ه . ثم استمر الهلال في حصد البطولات حتى وصلت اليوم الى 55 بطولة برقم قياسي غير مسبوق تخللها تفوقه خارج الحدود على اندية القارة الصفراء بستة القاب اسيوية منحته لقب نادي القرن الاسيوي. ومن الذكريات التاريخية ما رواه لي شخصيا (شيخ الرياضيين) عبدالرحمن بن سعيد – رحمه الله- ونشرته في (دنيا الرياضة) قبل 15 عاما تقريباً قوله:»إن الهلال قبل تحقيقه بطولته الاولى 1381ه لم يكن جمهوره يتجاوز ما نسبته 10% من عدد جمهور العاصمة الذين كانوا يميلون لتشجيع الشباب واهلي الرياض. وبعد فوز الهلال بكأس الملك انعكست النسبة وتحول 90% من جماهير الوسطى لتشجيعه. وأكد لي –رحمه الله- ان هذه البطولة التي تحققت بعد تأسيس النادي بأربع سنوات فقط كانت تحضيرا لما سوف يكون عليه مستقبل هذا النادي وطموحات محبيه». رحم الله شيخنا الرياضي عبدالرحمن بن سعيد الذي قل الزمان ان يجود بمثله وجزاه خير الجزاء بما قدم لشباب ورياضيي وطنه.
مشاركة :