قرر نجم الفنون القتالية المختلطة الإيرلندي كونور ماكغريغور الاعتزال مجددا، وذلك بحسب ما أعلن الأحد في حسابه على موقع تويتر. وقال ابن الـ31 عاما، المتوج بطلا للعالم في الوزنين الخفيف (2016 و2018) والريشة (2015 و2016) في بطولة "يو أف سي" ("بطولة القتال القصوى")، إنه "قررت الاعتزال من القتال. شكرا على كل الذكريات الرائعة. يا لها من رحلة"، مرفقا ذلك بصورة تجمعه بوالدته مارغاريت خلال الاحتفال بأحد انتصاراته في لاس فيغاس. وسبق للايرلندي المثير للجدل أن اعتزل القتال مرتين في نيسان/أبريل 2016 قبل أن يعود عن قراره بعد التفاوض على عقد جديد بشروط أفضل مع "يو أف سي" التي علقت الأحد على خبر الاعتزال على لسان رئيسها داينا وايت بالقول "إذا شعر كونور ماكغريغور أنه يريد الاعتزال، فأنتم تعرفون مشاعري حيال الاعتزال، عليكم القيام بذلك من دون شك". وأضاف "أنا أحب كونور. هناك عدد قليل من الأشخاص الذين جعلوا هذا الأمر (نزالات يو أف سي) ممتعا حقا بالنسبة لي ، وهو واحد منهم". واعتزل الإيرلندي للمرة الثانية في آذار/مارس 2019 عقب خسارة أمام غريمه الروسي حبيب نورماغوميدوف في تشرين الأول/أكتوبر 2018، لكنه عاد في كانون الثاني/يناير الماضي الى الحلبة مجددا ونجح في اسقاط منافسه الأميركي دونالد سيروني بالضربة الفنية القاضية بعد 40 ثانية فقط من البداية، وذلك في آخر نزال له. ويُعد ماكغريغور من أكثر الأسماء شهرة في رياضات القتال، وعرف العديد من الأحداث المثيرة للجدل داخل حلبة الفنون القتالية المختلطة وخارجها، ومن أشهرها النزال الذي جمعه بالملاكم الأميركي المخضرم فلويد مايويذر في آب/أغسطس 2017، والذي انتهى لصالح الأخير في الجولة العاشرة. كما أقر الايرلندي الذي حقق خلال مسيرته 22 انتصارا مقابل اربع هزائم فقط، بذنبه بضرب رجل في حانة في إيرلندا، ووجهت اليه تهمة تحطيم الهاتف النقال لأحد المشجعين في ولاية فلوريدا الأميركية، كما كان عرضة للتحقيق في بلاده باتهام بالاعتداء الجنسي.من سباك الى مليونير وقبل اكتشاف موهبته ودخوله ميدان المنافسة في الولايات المتحدة عام 2013، تنقل ماكغريغور بين نقيضين: محاولة اكتساب مهارات مهنة السباكة، وفرض اسمه على ساحة الفنون القتالية المختلطة في بلاده. وتحدث الإيرلندي عن هذه المسألة قائلا "الأمر لا يصدق. الا انني لا أنسى أبدا الصعوبات. لا أنسى أبدا من أين أتيت. لا أنسى أبدا الأوقات الصعبة"، مضيفا "عندما كانت الأمور سيئة فعلا، لم يكن لدي شيء. فعلا، لا شيء. لست شخصا غبيا، وكان صعبا علي ان أقف في صفوف العاطلين عن العمل" أملا في الحصول على وظيفة ما. خلال أعوام قليلة، انقلبت حياة ماكغريغور رأسا على عقب: من العوز والفقر، انتقل الى ركوب الطائرات الخاصة، وارتداء البزات المخيطة خصيصا له، والتنقل مع حقائب مليئة بملايين الدولارات. واحتاج ماكغريغور دائما الى تذكير نفسه بأن ما يعيشه هو واقع وليس حلما "لأنني محاط بالفخامة (...) لكن لا تخطئوا، هذه الفخامة هي وليدة التضحية". خلال سنوات الشباب، حاولت عائلة ماكغريغور إبعاده عن مبارزات القتال، وشجعته على تعلم السباكة. وعلق على ذلك بالقول "كرهت كل ثانية (...) كنت أعمل لنحو 14 أو 15 ساعة يوميا. أتلقى الأوامر، أحضر للناس غداءهم... كل هذا الهراء". وأضاف "فكرت بعدها بأن هذه الحياة ليست لي"، واختار في المقابل "ان أتبع أحلامي".نزال الملايين بدأ ماكغريغور مسيرته القتالية في إيرلندا بشكل متذبذب، قبل ان يبرز بين العامين 2011 و2012، محققا ثمانية انتصارات متتالية. في 2013، اكتشفته "يو اف سي" التي تتخذ من لاس فيغاس مقرا لها، ووقعت معه عقدا لخوض عدد من المبارزات، في خطوة مهدت له الطريق ليصبح النجم الأبرز عالميا على ساحة الفنون القتالية. جذب ماكغريغور المشجعين من خلال لكماته القوية ومهاراته القتالية التي أرفقها بمؤتمرات صحافية صاخبة وشخصية تفرض نفسها على منافسيها في حلبة القتال. توج ماكغريغور مسيرته في البطولة الأميركية بإحراز لقبين على التوالي، أولهما في تموز/يوليو 2015 عندما تفوق على الأميركي تشاد منديس بالضربة القاضية، وبعدها بخمسة أشهر عندما أنهى البرازيلي جوزيه ألدو في مبارزة استغرقت 13 ثانية فقط. بعد خسارة مفاجئة أمام الأميركي نايت دياز مطلع 2016، اتخذ ماكغريغور قرارا شكل صدمة في عالم الفنون القتالية: الاعتزال. الا ان كثيرين رأوا في الخطوة مناورة تفاوضية مع مسؤولي البطولة، لاسيما وان ماكغريغور بات مع الوقت مترددا في الالتزام بموجباته التعاقدية مع "يو أف سي" لاسيما لجهة الترويج للنزالات.
مشاركة :