يترقّب الشارع الرياضي، اجتماع مجلس الوزراء المقرر عقده اليوم، على أمل الخروج بقرار يحسم موعد استئناف النشاط في البلاد، والذي توقف منذ أواخر فبراير الماضي، بسبب فيروس «كورونا».وينتظر أن يعرض وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب، محمد الجبري، التصور النهائي لـ «اللجنة الثلاثية» المكونة من ممثلين عن الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية ووزارة الصحة، على المجلس في اجتماع اليوم، فيما سيرتبط اتخاذ الأخير قراراً حاسماً بـ«عودة الرياضة» باعتبارات تتعلق بقناعة المجلس بالمسوغات التي أرفقتها اللجنة وتبنت، عبر «الهيئة» و«الأولمبية»، مقترحاً يقضي بنقل بند «فتح الأندية والمرافق الرياضية» من المرحلة الخامسة التي تبدأ في 24 أغسطس إلى المرحلة الثانية التي تنطلق في 21 يونيو، ما يتيح للأندية والاتحادات وضع خططها وبدء الاستعدادات قبل فترة كافية من استئناف النشاط. وشهدت الأيام الماضية تفاوتاً في آراء الرياضيين حول مسألة «العودة»، فقد أبدت اللجنة الأولمبية تأييدها لخطوة تقديم موعد استئناف النشاط، أسوة بـ»الهيئة» التي أكد مديرها العام، الدكتور حمود فليطح، أن خطوات العودة تسير في الاتجاه الصحيح طبقاً لاشتراطات السلطات الصحية ضمن جهود مواجهة «كورونا»، مطمئناً الرياضيين في الأندية والاتحادات كافة «بأن استئناف النشاط محلياً وأداء اللاعبين للتدريبات سيدخلان حيز التنفيذ خلال الأيام القليلة المقبلة».وتابع: «ننتظر جميعاً عودة التدريبات والمشاركات، لكننا نعمل، في الوقت نفسه، على توفير البيئة الصحية للاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والجماهير في ظل التعاون المثمر بين الجهات كافة لاستئناف النشاط بعدما تم إيقافه لما يقارب ثلاثة أشهر تنفيذاً لتعليمات مجلس الوزراء».وكانت المذكرة التي رفعتها «اللجنة الثلاثية» إلى الوزير الجبري تتضمن تفاصيل العودة التدريجية القريبة للرياضة من خلال استئناف مشروط للألعاب الجماعية والفردية، واضعة «خارطة طريق» تتضمن أسساً وآليات، أبرزها تطبيق إجراءات تضمن قواعد السلامة والصحة الواجب اتخاذها من مكونات الحركة الأولمبية (لاعبين، مدربين، طاقم طبي، طاقم إداري، طاقم فني، حكام، وجمهور) للوقاية من فيروس «كورونا».وحددت اللجنة مواعيد وجداول زمنية للعودة التدريجية، انطلاقاً من التدريبات، وصولاً إلى استئناف البطولات المحلية، مقرونة بإجراءات صحية ووقائية من اللاعبين والمدربين والطواقم الطبية والإدارية والفنية والحكام والجماهير وغيرهم، وذلك بشكل احترافي منظم ومدروس علمياً من مدربين معتمدين لدى الاتحادات والأندية لتفادي الإصابات ورفع اللياقة البدنية لدى استئناف المنافسات.في المقابل، علت أصوات، في اليومين الماضيين، تطالب بضرورة التريث في قرار العودة، وقد تبنى هذا التوجه أندية الفحيحيل واليرموك والتضامن والنصر.ورفع الفحيحيل كتاباً إلى الوزير الجبري طالب فيه بعدم الاستعجال في اتخاذ قرار العودة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.وبيّن النادي في خطابه إلى الوزير بأن عودة النشاط تحتاج إلى «بروتوكول طبي خاص»، لافتاً إلى أن أغلب اللاعبين هواة ويرتبطون بجهات عملهم في أغلب الوزارات التي تعمل في الخطوط الأمامية وهم بحاجة إلى تفرغات رياضية في حال عودة النشاط. واستعرض في كتابه أهمية توفير الوضع الآمن للجمهور في ظل الوباء وإرشادات منع التجمعات، إلى جانب التذكير بصعوبة عودة المدربين واللاعبين المحترفين في ظل إغلاق الأجواء والمطارات في كثير من دول العالم. وأشار الفحيحيل إلى صعوبة عودة النشاط في ظل استخدام عدد من منشآت الأندية كمحاجر ومستشفيات ميدانية، مشدداً على أن عودة الرياضة ليست من الضروريات، في الوقت الراهن، لا سيما في ظل استمرار التخوف على سلامة وصحة المجتمع عموماً، والرياضيين خصوصاً. العدواني يراها «صعبة» اعتبر مدير فريق النصر لكرة القدم، فيصل العدواني، بأن عودة التدريبات في الوقت الراهن ستكون «صعبة للغاية» خاصة وأن أغلب لاعبي «العنابي» مرتبطون بعملهم في الصفوف الأمامية لمكافحة فيروس «كورونا».وأضاف: «نحن حالياً لا نفكر إلّا في سلامة لاعبينا وذويهم لأنها أهم بكثير من عودة النشاط. سنسعى إلى توفير الكمامات والمعقمات في أسرع وقت ممكن، لأن الأندية لا تمتلكها، في الوقت الحالي، ومن الصعب أن نسمح للاعبين والجهاز الفني بالتدرب دون تأمين الاحترازات الصحية التي دائماً ما توصينا الدولة بالالتزام بها».وذكّر العدواني بأن عدداً كبيراً من لاعبي الفريق وأعضاء الجهازين الفني والطبي، يتواجدون حالياً خارج البلاد وهم غير قادرين على العودة بسبب إغلاق المطارات.
مشاركة :