صدر حديثا عن المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، برئاسة الفنان ياسر صادق، كتاب بعنوان "روايات السيرة الهلالية بين النصوص المدونة والشفاهية"، إعداد وتقديم الدكتور محمد محمد سليمان ريحان، ضمن سلسلة دراسات في الفنون الشعبية.جدير بالذكر أن دراسات الفنون الشعبية تعد بابًا مهمًا لقراءة العقلية الجمعية، والتعرف على المخزون الحضاري والقيمي للمجتمع، وتراكم الفنون الشعبية واستمراريتها دليل على نضج الثقافة ووصول أهلها إلى درجة من التحضر وصناعة خصوصيتها، وتعكس أيضًا إدراك تلك المجتمعات لقيمة منجزها العلمي والثقافي، مستحضرة روحها الوطنية.كما أن جمع المأثور الشعبي المصري ودراسة تجلياته الفنية أهمية كبرى فبجانب حفظ الذاكرة الثقافية لمصر هناك أهمية لقراءة جماليات الإبداع الشعبي وفنيات أدائه، ومدى تعبيرها عن الذائقة الفنية للمصري ومجتمعه، وجمع النصوص ودراستها ثقافيًا يعرف بالسياق الاجتماعي والثقافي الذي أنتج تلك الفنون،وأطوار هذا السياق ومدى تعبير المنتج الفني عنه،والقيم التي يتبناها ويعكسها.تعد السيرة الهلالية - بما تمثله من قيمة فنية وأدبية واجتماعية في مجتمعاتنا العربية العربية ومجتمعنا المصري خاصة – ميدانًا متسعًا للدراسات المتنوعة، والجمع المتتالي لتنويعاتها في أماكن عدة،وبأشكال أداء متعددة،وهو ما يشجع على نشر تلك الدراسات لجدتها الدائمة وجديتها،وهو ما يقدمه لنا الدكتور محمد ريحان في دراسته "روايات السيرة الهلالية بين النصوص المدونة والشفاهية" وهي دراسة متميزة من باحث متميز جاد، نقدمها من خلال سلسلة "دراسات في الفنون الشعبية" عاقدين العزم على نشر عدة دراسات تتناول الدراسات الميدانية لفنوننا الشعبية متكاملة مع مشروع المركز القائم على جمع المأثور الشعبي من سياقاته وتنويعاته الثقافية.
مشاركة :