تـراجـع حـاد فـي طلـب القـروض الشخصيـة

  • 6/8/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: عبير أبو شمالة قال سوبروتو سوم رئيس مجموعة الخدمات المصرفية للأفراد لدى بنك «المشرق» إن حجم الأعمال الجديدة على مستوى الخدمات المصرفية للأفراد شهد تراجعاً حاداً في شهر مايو/ أيار بعد مستويات نمو كانت لا تزال مقبولة نسبياً في شهر إبريل / نيسان، وأرجع السبب في ذلك إلى هدوء النشاط الاقتصادي أثناء فترة التعقيم الوطني والإغلاق وإلى المخاوف التي أفرزتها الجائحة وتبعاتها والتي جعلت الأفراد أكثر ميلاً للتحفظ في الإنفاق، وفي الطلب على القروض متوقعاً أن يبقى إيقاع النمو في الطلب مكبوحاً على المدى القصير. كذلك أكد سوم في حوار مع «الخليج» أن طلب الأفراد على القروض بأنواعها المختلفة كان محدوداً إجمالاً في إبريل ومايو مقارنة بالربع الأول من العام الجاري، مع تراجع الحركة في أفرع البنك بحوالي 60%، وتراجع خدمات بطاقات الائتمان بحوالي الثلث خلال الفترة نفسها، وكذلك تراجع القروض الجديدة بين 50 إلى 60% عن المعدل الشهري. لفت سوم، إلى أنه هناك طلب ملحوظ على الخدمات المصرفية الرقمية للأفراد والشركات المتوسطة والصغيرة. وأوضح أن هناك طلب على خدمات المعاملات المصرفية والتحويلات بشكل عام، ليقتصر تراجع الطلب على خدمات الاقتراض. وبحسب أحدث بيانـات المصرف المركزي، تراجع بالفعل الطلب على القروض الشخصية في إبريل بحوالي 1.2% إلى 326.5 مليار درهم مقابل 330.2 مليار درهم في مارس. وتراجعت القروض الشخصية من بنوك دبي بحوالي 1.7% في إبريل على أساس شهري، وبحوالي 2.6% منذ بداية العام وحتى نهاية إبريل، لتصل إلى 135.7 مليار درهم. دعم العملاء وحول تنفيذ خطط دعم العملاء قال رئيس مجموعة الخدمات المصرفية للأفراد إن بنك «المشرق» قام بالفعل بتقديم الدعم المالي لنسبة تزيد على ربع عدد عملاء الأفراد والشركات المتوسطة والصغيرة. ولفت إلى أن عدداً جد ضئيل من طلبات الدعم هو ما تم رفضه نتيجة عدم استيفاء الوثائق اللازمة لطلب الدعم، لافتاً إلى أن غالبية الطلبات الصغيرة تم قبولها والتعامل معها بسرعة. وقال إنه مـــــن الصعوبة بمكـــــان الجــــزم اليوم إذا ما كانــــت قيمة الدعـــم المقــــدم من قبل المصرف المركزي ستكون كافية لمواجهة واحتواء تبعـــات الجائحة على المدى الطويل، لافتاً إلى أن الصورة ستكون أكثر وضوحاً خلال الأشهر القادمة، وأكد أن وضع القطاع المصرفي قوي وكذلك «المركزي» ما يعزز الثقة بقدرة البنوك على دعم العملاء وتجاوز الجائحة وتبعاتها. وبحســـب بيانـــات «الـمركــزي» استخــــدم «المشرق» أكثر من 77% من سيولة الدعم صفري الفائدة من حصته من إجمالي أموال الدعم البالغ 50 مليار درهم، وتوقع سوم أن يستخدم البنك كامل حصته قريباً مع استمرار طلب العملاء على الدعم. حاجة كبيرة لتقديم الدعم وأشار إلى أن غالبية عملاء البنك من الشركات المتوسطة والصغيرة هم من غير المقترضين، إذ يعتمدون خدمات البنك المختلفة باستثناء القروض، وبالتالي فلم يكن هناك حاجة كبيرة لتقديم الدعم لهذه الشركات من الأساس. وقال إن غالبية المقترضين ضمن قطاع الأفراد والشركات المتوسطة والصغيرة من البنك هم عملاء الرهونات العقارية وبطاقات الائتمان والقروض الشخصية. وفي رد على سؤال حول الوقت اللازم لحصول العملاء على الدعم قال سوم إن غالبية عمليات الدعم، وبخاصة الطلبات صغيرة الحجم، يتم منحها بشكل تلقائي وفوري، أما المعاملات كبيرة الحجم كمعاملات الشركات المتوسطة والصغيرة والرهونات العقارية الكبيرة فتحتاج إلى بعض الوقــت لاستيفــاء الوثائــق والأوراق المطلوبـــة للحصول على الدعم. ولدى سؤاله عن توقعاته لنمو القروض المتعثرة على مستوى الأفراد في البنك والقطاع المصرفي بصفة عامة هذا العام، قال سوم إنه وبفضل خطة الدعم لن يكون هناك ارتفاع ملموس في القروض المتعثرة على المدى القصير، إلا أنه توقع أن ترتفع مستويات التعثر في النصف الثاني من العام الجاري خاصة مع ارتفاع أعداد الأشخاص الذي خسروا عملهم ورواتبهم، ومع خسارة شركات متوسطة وصغيرة لأعمالها نتيجة للجائحة. مخصصات كبيرة ولفت إلى أن البنوك إلى الآن لم تستقطع مخصصات كبيرة على العملاء الأفراد مع خطة الدعم وتأجل الالتزامات، وتوقع أن تزيد حاجة البنوك إلى استقطاع هذه المخصصات في الربع الأخير من العام الجاري، وبداية العام المقبل. وحول إن كان عملاء البنك ممن خفضت رواتبهم أو فقـدوا عملهـم نتيجـة الجائحــة تواصلوا مع البنك لإعادة جدولة أو هيكلـــة التزاماتهم المالية على ضوء أوضاعهم الجديدة، قال سوم إن الوقت مازال مبكراً على هذه الخطوة؛ فالعملاء يسعون في الوقت الحاضر للاستفادة من فرص الدعم المتاحة بتأجيل الالتزامات المالية، وقال إنه من المتوقع أن تنمو هذه المطالبات بعد انتهاء فترة الدعم التي تصل إلى 6 أشهر بحسب ما حدده المصرف المركزي، خاصة مع توقعات بارتفاع حالات الاستغناء عن موظفين في الربعين الثالث والأخير من العام الجاري. إلزام قانوني ولفت إلى أن البنك قدم للعملاء مهل تأجيل سداد تصل إلى 3 أشهر وهو على استعداد لتمديدها إلى 6 أشهر بحسب خطة الدعم من قبل المركزي، لافتاً إلى أن البنك قام بالفعل بتقديم دعم يتجاوز في تفاصيله ما طلبه المركزي وأوصى به ضمن خطة الدعم. وقال إن إعادة الجدولة في هذه الحالة ليست إلزاماً قانونياً على البنك فيما يخص القروض القديمة، التزام أخلاقي من قبل البنك لا شك مع تراجع قدرة العميل على سداد الأقساط المتفق عليها سابقاً وتأمين معيشته في الوقت نفسه بعد تراجع قيمة راتبه بنسب تصل إلى 30% و50% في بعض الحالات. وقال إن البنك كان حريصاً من البداية على دعم العملاء الأفراد من خلال العديد من المبادرات مثل منحهم مهل سداد لفترات تصل إلى 3 أشهر إضافة إلى خفض الفائدة على جميع بطاقات الائتمان إلى النصف تقريباً ومنح العملاء خصماً على الرسوم المرتبطة بالقروض الجديدة، وقال إن هذا هو الوقت الذي يحتاج فيه العملاء الدعم، وهو بالتالي الوقت الذي يجب فيه أن يساند البنك العملاء ويساعدهم على تجاوز المرحلة شديدة الصعوبة التي يمر بها الاقتصاد اليوم. وأكد أن تعليمات «المركزي» كانت واضحة من حيث تصنيف الأشخاص والجهات المؤهلة للحصول على الدعم والمتمثلة في الجهات والأفراد المتأثرين جراء تبعات الجائحة سواء من خلال فقد رواتبهم أو أعمالهم أو تأثر مداخيلهم جراء الفيروس أو تدابير مواجهته. تراجع الفائدة إيجابي لا يخلو من التحديات قال سوبروتو سوم رئيس مجموعة الخدمات المصرفية للأفراد لدى بنك «المشرق» أن انخفاض الفائدة يمثل تحدياً بالنسبة لخدمات الأفراد المصرفية، لكنه في المقابل عنصر إيجابي باعتبار أن انخفاض الفائدة يمكن أن يشجع على استقطاب طلب جديد على القروض، سواء من الأفراد أو الشركات المتوسطة والصغيرة. وقال إن تأثير خفض الفائدة يكون أوضح على المدى الطويل، وبالتالي فلا تعد عنصراً مؤثراً في أعمال القطاع بصورة كبيرة هذا العام، متوقعاً أن يكون تأثير انخفاض الفائدة على القطاع، وتحديداً على خدمات الأفراد المصرفية، متوازناً على المدى الطويل. ولدى سؤاله عن توقعاته المتعلقة بأداء البنك على مستوى خدمات الأفراد والشركات المتوسطة والصغيرة للعام الجاري، قال سوم إن الأولوية للبنك في الوقت الراهن تتمثل في الحفاظ على صحة العملاء والموظفين وضمان قدرته على دعم العملاء. ولفت إلى أن تأثيرات الجائحة على الأداء سوف تتوضح أكثر في الربعين الثالث والأخير من العام الجاري. العميل لم يعد يريد الفرع التقليدي قال سوبروتو سوم رئيس مجموعة الخدمات المصرفية للأفراد لدى بنك المشرق، إن البنك يواصل خططه لإعادة هيكلة أفرعه التي بدأت قبل أكثر من عامين، وتنفذ عملية إعادة الهيكلة على مراحل وقد تم الانتهاء بالفعل من المرحلة الأولى ويجري العمل على تنفيذ المرحلة الثانية التي ستركز على تحويل كامل للأفرع إلى ذكية مع عدد أقل من الموظفين. وقال إن أساس الخطة هو التحول إلى أفرع عملية وذكية مع تراجع أعداد الأشخاص الذين يقصدون الأفرع لإتمام معاملاتهم المصرفية مع تنامي اعتماد الخدمات الرقمية بصورة أكبر في السنوات الماضية، ولفت إلى أن نحو 65% من المعاملات المصرفية تتم اليوم باستخدام الأجهزة. وقال إن نحو 92% لديهم القدرة على اعتماد الخدمات المصرفية الرقمية، وأكثر من 60% منهم يستخدمون هذه الخدمات بالفعل. وأوضح سوم أن عدد أفرع البنك التقليدية تراجع من 54 في العام الماضي إلى 33 فرعاً في الوقت الحاضر، ويتجه البنك لخفض يزيد على 50% من الأفرع التقليدية في غضون الفترة من 12 إلى 18 شهراً المقبلة. وقال إن البنك يعتزم افتتاح 40 فرعاً ذكياً جديداً، وقد افتتح بالفعل 15 فرعاً منها في مختلف أنحاء الدولة. وقال إن عميل خدمات الأفراد المصرفية لم يعد يحتاج للتوجه إلى فرع البنك لإتمام معاملاته، فالبنوك تطرح 95% إلى 97% من خدماتها عبر منصاتها الرقمية، وبعد اعتماد التوقيع الإلكتروني والهوية الرقمية ربما تصل النسبة إلى 100% في المستقبل القريب.

مشاركة :