تحدث أحيانا مواقف كثيرة قد تجعلنا نخسر علاقات وأشخاص نُحبهم جداً، قد نتعرض لمواقف ينتج عنها سوء تفاهم أو مشكلة عادية بين الطرفين وقد يحصل ذلك بين الزوجين أو الأصدقاء أو حتى أفراد من العائلة أو الأصدقاء أو الاخوان ويبقى السر والحل الأمثل لعودة المياه لمجاريها والعلاقات مرة أخرى “فن الاعتذار”، فمن لديهم ثقافة الإعتذار يستطيعون كسب القلوب دائماً، بالتواضع واللين وهذا من صفات المسلم لأنه يهتم أولاً بالوّدً والحب بينه وبين الآخرين ويُحاول تخطي أي موقف سلبي في علاقاته لذلك فإذا بادر الشخص بالإعتذار فعلينا المسامحة والقبول أيضاً وتقدير فكرة للإعتذار. وتتحدد طريقة الإعتذار وفقاً للموقف الذي حدث ومدى قوة العلاقة بين الطرفين، فبعض المواقف أو العلاقات قد تحتاج فقط لكلمة آسف، ولكن في مواقف أخرى قد يتطلب الأمر أكثر من ذلك، مثل فكرة جديدة ومبتكرة للإعتذار أو وعدّ بعدم تكرار هذا الموقف مرة أخرى ويعتقد الكثيرون أن الإعتذار هو سمة من سمات الإنسان ذو الشخصية الضعيفة أو الساذجه ولكن هذا المفهوم خاطئ تماماً وليس له أساس من الصحة فالاعتذار هو” ثقافة عالمية ” تدل على شخصية قوية متزنه حكيمة مثقفه تقدر الاخرين وتعترف باخطائها وتتجنب الإضرار بمشاعر الآخرين فعندنا يتربى الشخص في أسرة لايقدم فيه أحد إعتذار على أخطائه حتماً سينعكس هذا على شخصيته سلباً فالآباء الذين يعتقدون أن من الخطأ تقديم الإعتذار للصغار سينشأ من تحت ايديهم جيلًا أخرق لايعرف للإعتذار ثقافه ولا أصلًا فعلى الشخص أن يتحمل مسئولية جميع الأفعال التى يقوم بها بما تحمله من حسنات وسيئات وأن يحاسب نفسه قبل ان يحاسبه الله بدايةً على ما ارتكبه من خطأ ويعترف باخطائه حتى لو كانت بسيطه وليست ذات قيمة وذلك من أجل أن يكون الإعتذار نابعاً من مبدأ التسامح والمبادره فيكون هو الأقوى والأفضل فالتسامح من شيم الكرام وذوي النفوس الطيبة ولاينتظر الطرف الآخر أن يقدم هو اعتذاره ولابد من إختيار الوقت المناسب فلا يؤجل اعتذاره لمدة طويله فالإعتذار يفقد قيمته إذا طالت المدة بينه وبين الخلاف فيكون حينها كالقبلة على جبين ميت !! وأن لايقترن بمبررات جمّه فقيمة الإعتذار تكمن في الإعتراف بالخطأ دون تبريره فالإعتذار عن الخطأ فن لايتقنه إلا العقلاء والمثقفون والرومنسيون فكن أنت أحدهم وكما قال الشاعر : فاذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير في ودِ يجئُ تكلفاً !!.
مشاركة :