ليلة مفزعة من الصدامات الطائفية في بيروت

  • 6/8/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عاد الهدوء الحذر إلى العاصمة اللبنانية بيروت بعد ليلة شهدت صدامات طائفية لأول مرة منذ انتهاء الحرب الأهلية على خلفية تعرض ميليشيات «حزب الله» الإرهابية و«حركة أمل» لرموز دينية إسلامية ومسيحية، ورفع شعارات طائفية، وانتشار مقاطع لذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما حذر الجيش اللبناني من مغبة الانجرار وراء الفتنة، مؤكداً وجوب التعامل بمسؤولية ووعي وحكمة للمحافظة على السلم الأهلي، وصون الوحدة الوطنية. وعلى إثر فض التظاهرات التي خرجت في بيروت، أمس الأول، شهدت منطقة «الشياح - عين الرمانة» في الضاحية الجنوبية، اشتباكات بين مناصرين لميليشيات «حزب الله» وآخرين من أحزاب مسيحية «حزب الكتائب» و«حزب سبعة»، سرعان ما تدخل الجيش اللبناني لاحتوائها. كما شهدت منطقة كورنيش المزرعة والمصيطبة في بيروت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين مناصرين لـ«تيار المستقبل» ومناصرين لميليشيات «حزب الله» على خلفية هتافات طائفية ترددت في إحدى التجمعات، تضمنت إساءة للسيدة عائشة، زوجة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وأدت الاستفزازات الطائفية التي قامت بها ميليشيات «حزب الله» الإرهابي و«حركة أمل» إلى إقفال معظم الطرقات شمالي وجنوبي العاصمة اللبنانية، إضافة إلى توترات واحتجاجات في مدينة طرابلس، حيث أقدم متظاهرون على رمي حجارة على القوى الأمنية التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص المطاطي. واعتبر الجيش اللبناني أن البلاد اجتازت عقبة خطيرة كان يمكن أن تجرها لمنزلق خطير يطيح الوحدة الوطنية، بعد اندلاع صدامات طائفية لأول مرة منذ انتهاء الحرب الأهلية. وأعلنت قيادة الجيش في بيان صادر عن مديرية التوجيه، أنه «بتاريخ السبت، وأثناء قيام وحدات الجيش المنتشرة بتنفيذ مهامها في حفظ الأمن، وفتح الطرق التي قطعها محتجون، ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة، تعرضت العناصر إلى عمليات رشق بالحجارة والمفرقعات الكبيرة، ما أدى إلى إصابة 25 عنصراً بجروح، إصابة أحدهم بالغة في العين، كما أوقفت وحدات الجيش 4 أشخاص لقيامهم بأعمال شغب وتكسير». وأضاف البيان: «إن قيادة الجيش ترى أن البلاد قد اجتازت أمس قطوعاً كان من شأنه أن يجرنا إلى منزلق خطير، إذ إن ما حصل كاد يطيح الوحدة الوطنية، ويمزق السلم الأهلي، ويغذي الانقسام». وحذرت القيادة من مغبة الانجرار وراء الفتنة، مؤكدة «وجوب التعامل بمسؤولية ووعي وحكمة للمحافظة على السلم الأهلي، وصوناً للوحدة الوطنية، ودرءاً للوقوع في أفخاخ الفتنة». وصدر عن معظم القيادات السياسية اللبنانية دعوات للتهدئة ودحر الفتنة. ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية، أمس، عن عون قوله «إن كلمات الإدانة مهما كانت قوية في شجبها وإدانتها لما حصل لا تكفي، لا سيما أن التعرض لأي رمز ديني لأي طائفة لبنانية هو تعرض للعائلة اللبنانية بأسرها، ذلك أن مناعتنا الوطنية نستمدها من بعضنا بعضاً، وقوتنا كانت وتبقى وستظل في وحدتنا الوطنية أياً كانت اختلافاتنا السياسية». وأضاف: «إني أتوجه إلى ضمير كل مسؤول سياسي أو روحي، والى الحكماء من اللبنانيين الذين عايشوا أحداث عامي 1975 - 1976 التي ما زالت ماثلة أمامنا، القيام بما يتوجب عليهم، كل من موقعه، من أجل وأد أي شكل من أشكال الفتنة الناجمة عن المساس بمقدسات بعضنا بعضاً، الدينية والروحية والمعنوية». كما نبه رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري من مغبة الانجرار وراء تصرفات يمكن أن تهدد السلم الأهلي، وتفسح المجال أمام الجهلة لإشعال الفتنة. وأضاف الحريري: «إن أي تطاول على السيدة عائشة أمر مشين ومرفوض، أصابنا جميعاً في الصميم، ويشكل إهانة لكل المسلمين، دون استثناء، وليس لطيف واحد من أطيافهم، وهو ما كان محل استنكار وإدانة عن أولي الأمر في السياسة ورجال الدين من إخوتنا في الطائفة الشيعية بمثل ما صدر عن أهل السنة ودار الفتوى تحديداً». كما أكد رئيس الحكومة حسان دياب «أن رئاسة الحكومة تدين وتستنكر بأشد العبارات، كل هتاف أو شعار طائفي مذهبي، لاسيما التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة»، وأضاف: «نهيب بجميع اللبنانيين وقياداتهم السياسية والروحية، التحلي بالوعي والحكمة، والتعاون مع الجيش والأجهزة الأمنية المكلفة حماية الاستقرار والسلم الأهلي». إلغاء تظاهرة في «عوكر» تنديداً بمقتل جورج فلويد ألغيت تظاهرة كانت دعت إليها المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية أمام السفارة الأميركية في «عوكر»، أمس، تضامناً مع تظاهرات الاحتجاج الأميركية على مقتل جورج فلويد. وجاء إلغاء التظاهرة على خلفية الحوادث التي شهدتها مناطق لبنانية، أمس الأول، ولمنع توتير الأجواء، ولم يحدد المنظمون موعداً جديداً للتظاهرة. وكان محيط السفارة قد شهد إجراءات أمنية مشددة، تحسباً للتظاهرة.

مشاركة :