توقع راجى الإتربى المدير التنفيذي المناوب لمصر والدول العربية بالبنك الدولى أن يسود العالم بيئة سياسية واقتصادية متوترة جدا، جراء الآثار الاقتصادية والاجتماعية لوباء كورونا التي ستمتد لفترة، بالإضافة إلى تزايد الصدامات التجارية والانغلاق. اقرأ ايضًا .. في حدتها وتداعياتها.. البنك الدولي: الأزمة الحالية لم تشهدها البشرية منذ 100 عام وأضاف خلال ندوة عقدها المركز المصري للدراسات الاقتصادية ، إلى أن الدول النامية ستتعرض لضغط هائل تحت وطأة ديون تراكمية ستقيد حركتها المالية والنقدية، ولأول مرة من المتوقع زيادة معدلات الفقر العالمية وهبوط 2 مليون شخص تحت خط الفقر المدقع، وزيادة اللامساواة، وسيدفع الاقتصاد الدولى الكثير وسيستخدم الكثير من مناعته في التصدي للوباء، وهو ما سيجعله بيئة هشة أمام أي أزمات إذا ما تجددت أزمة الطاقة أو حدثت أزمة غذاء. وأعرب الإتربى عن دهشته من وجود اختلالات عجيبة في العديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ينفصل أداء أسواق المال تماما عن الواقع وهو ما سيخضع لإعادة نظر. وأكد الإتربى أن السيناريو المتوقع بعد انتهاء أزمة كوفيد 19، هو تزايد تطوير التوجه الاستراتيجى والفكر ومنهجية عمل البنك الدولى، ولكن ترجع مسألة كيفية وآليات التطوير إلى إرادة الدول ذات المساهمة الأكبر في رأسمال البنك، بجانب مساهمة الدول النامية في فرض إرادة التطوير، داعيا إلى تركيز توجه العمل مع الدول النامية على تعزيز الاستثمار في رأس المال البشرى وضخ تمويل في أجندة التحول الرقمى، ودعم البنية التحتية الرقمية، ودعم الكفاءة المؤسسية للدول وإفساح المجال للقطاع الخاص ليكون اللاعب الرئيسى، مؤكدا أن البنك الدولى ليس فقط مجرد بنك تمويل ولكنه أيضا بنك معرفة بما يملكه من إمكانات. ودعا الإتربى لإعادة صياغة أهداف التنمية المستدامة 2030، لتكون أهداف قابلة للتحقيق، وتعزيز استخدام تمويل التنمية لتحقيق الاستقرار وتجنب النزاعات وتشغيل طاقات الإنتاج وزيادة الثقة بين المواطنين والحكومات، وهو ما يتطلب شهية أكبر للمخاطرة خلال الفترة المقبلة. وأشار إلى أن الديون ستمثل أزمة كبيرة تؤثر على الدول النامية والمتقدمة على حد سواء، وهو ما يتطلب وجود إطار دولى لإدارة الديون الدولية، وهو ما يمكن أن يلعب فيه البنك والصندوق دورا كبيرا.
مشاركة :