التكنولوجيا الحديثة تفقدك القدرة على الاتصال: تصيبك بالإدمان والعزلة

  • 6/8/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ينشغل الأشخاص بالعديد من الأشياء في حياتهم اليومية، لكنهم في الغالب لا يوجهون كافة انتباهم لما يقومون به، لأن مصادر الإلهاء اليوم ومع كل شيء يصبح رقمًا تزدادًا أضعافًا مضاعفة، فنحن البشر لدينا العديد من الشبكات الاجتماعية المنسوجة بشكل كبير في نسيج حياتنا اليومية بحيث أصبح استخدامها كغسيل الأسنان يوميًا، وهناك الملايين من مواقع الويب التي تتراوح ما بين الترفيه والتفكير، ولكن تعاملنا الدائم مع المنبهات الرقمية قد تجاوز إلى حد بعيد ما هو المقصود بالتطور. لذا توصل علماء النفس والاجتماع، إلى أن الإلهاء هو أصل العديد من المشاكل الشخصية والمهنية، وإليك أبرز ما قد يسببه عدم الانتباه على حياتك: الإلهاء يقتل قدرتك على أن تكون حاضرًا العقل المشتت ليس عقلًا حاضرًا، نحن نتجول في الماضي ونقلق بشأن المستقبل، نتيجة لذلك أصبحنا أكثر قلقًا واكتئابًا، لا تؤدي مصادر الإلهاء إلى إلحاق ضرر طويل المدى بقدراتنا الإدراكية فحسب، بل إنها تسبب أيضًا مشكلات في الصحة العقلية. الإلهاء يكثر من إفراز الدوبامين الحقيقة أنه تم تصميم معظم التطبيقات التي نستخدمها على أساس يومي لتكون عادة إدمان، ولقد عمل أفضل علماء السلوك في العالم مع مطوري البرامج للتأكد من ارتباطك بهذه التطبيقات، لذا يحدث طفرة في إنتاج هرمون الدوبامين، المسئول عن الشعور بالمتعة والسعادة والإدمان، ومع كل إشعار أو فحص للبريد الإلكتروني أو الرسائل تحصل على جرعة من الدوبامين. ونظرًا لأن حالة الرضا لا تدم طويلًا، يتعين عليك الاستمرار في العودة لمزيد من المعلومات، مما يزيد من حالة الإدمان لديك، فإذا كنت تريد أن تكون أكثر سعادة ونجاحًا، قم بإيقاف تشغيل تلك الأشياء، لتبدأ في تطوير علاقة أكثر تفكيرًا وتعمدًا مع التكنولوجيا، يمكنك التحكم فيها بدلًا من سيطرتها عليك. الإلهاء يسبب المقارنة المفرطة على وسائل التواصل الاجتماعي نقدم نسخًا منسقة للغاية من حياتنا، ونبدأ بمقارنة حياتنا بالآخرين، ونتيجة لذلك يتراجع شعورها بالرضا عن حياتنا، فعند تصفحك غالبًا تجد شخصًا أنجز شيئًا أكثر إثارة للإعجاب أو حقق أرباحًا أكثر منك أو لديه جمهور أكبر، لذا تشعر بالغيرة منهم وتقارن نفسك وإنجازاتك بهم، ولكننا نميل إلى وضع افتراضات بناءً على ما نراه، دون النظر إلى كل ما هو مخفي عنا، فنقارن أنفسنا بالآخرين ثم ننغمس في معاناتنا، والأمر عكس ذلك إطلاقًا، فهم يميلون إلى نشر أحداثهم السعيدة والفارقة متجاهلين تلك التي قد تصيبهم بالإحباط، وكلا الأحداث توجد في حياتك أيضًا، لكن لأنك دائمًا ما تقارن نفسك بهم فلا تشعر سوى بتلك اللحظات الحزينة. الإلهاء يفقدنا الاتصال عندما نقع تحت تأثير التشتت ونتفحص هواتفنا باستمرار، بينما نحن مع شخص آخر، فيشعر بأننا لم نوجد من الأساس، لذا فالعلاقات الاجتماعية واحدة من أعظم مسببات السعادة، والتشتيت والإلهاء يفقدنا قدرتنا على الاتصال بالآخرين، لذا حاول إيقاف تشغيل هاتفك عندما تكون في موعد وستندهش من مدى اهتمامك وجاذبيتك، أو عندما تكون بحضور أصدقائك المقربين، ستجد أن عمق محادثتك أكبر بكثير.

مشاركة :