ونحن نتكلم عن مركز الطب الإسلامي كمثال للعمارة الإسلامية المعاصرة نقول إن العالم يتطور والفكر المعماري لا يستقر على حال وفي كل يوم تظهر نظريات جديدة وفكر جديد في العمارة فهذه نظرية الوظيفية ( الشكل يتبع الوظيفة) وهذه نظرية العضوية ( اندماج العمل المعماري مع الطبيعة ) وهذه نظرية الموضوعية الشكل يتبع الإنشاء الخ... وهذه نظريات حديثة آخرها نظرية الهدم أو التفكيك ( الخروج عن المعروف والمألوف ). ويواكب ذلك ويتفوق عليه التطور التكنولوجي الهائل في مواد وطرق الإنشاء والتركيبات الفنية داخل المباني من كهرباء وأجهزة صحية وتكييف هواء وإضاءة وصوتيات ونظم اتصال الخ.. فما هو موقف العمارة الإسلامية من هذا كله هل تقف موقف المتفرج وتستمر على طرق البناء القديمة الحوائط من الحجر والأسقف من الخشب وتعتمد على القناديل في الإضاءة تماماً كما كان يفعل الأجداد. أم تنقل من الغرب كل شيء وتنمحي هويتها بحيث تصبح صورة طبق الأصل من عمارة الغرب ؟ العمارة الإسلامية تقف في موقف الوسطية وهو موقف الاعتدال بمعنى الاستفادة من العمارة المعاصرة ومن التقدم التكنولوجي في طرق الإنشاء ومواد البناء. العمارة في الكويت والتي أصبحت تواكب حالة المعمار في أرقى الدول الكبرى كأميركا وفرنسا وانجلترا وغيرها من الدول الكبرى وككل عواصم العالم فإن المباني خليط من كافة الطرز المعمارية والعمارات أبراج من الخرسانة المسلحة والحديد والزجاج. ويقع مركز يوسف المرزوق وزوجته لولوة النصار، رحمهما الله، في منطقة الصباح الصحية بالكويت، ويهدف لإحياء التراث الطبي الاسلامي وتخليد ما حققه السلف الصالح من علماء الطب المسلمين ومواصلة جهودهم الجليلة في ارساء أسس النهضة الطبية في العالم وتقديم جميع الخدمات الطبية لرعايا الكويت بالإضافة الى ان يكون مقرا دائما للمنظمة الاسلاميــة للعلــوم الطبيــة. وقد قام العم الراحل خالد المرزوق وإخوانه بالتبرع للقيام بهذا العمل تصميما وتنفيذا، وخرج المركز بعد عمل دائم لمدة أربع سنوات بالصورة المشرّفة حتى انجز ليكون صرحا اسلاميا معماريا وعلميا، ويتكون من ثلاثة أدوار بمساحة بناء تقارب ستة آلاف ومئة متر مربع، ومسجد، يتكون من ثلاثة أدوار يتسع لألف وخمسمئة مصل بمساحة ألفين وستمئة متر مربع، وتصل بين الاثنين ممرات ذات طابع اسلامي مغطاة، واستخدم الرخام للأرضيات المنقوشة بنقشات اسلامية بمساحة ثلاثة آلاف وستمئة وخمسين مترا مربعا. وقد قام ببناء هذا الصرح الإسلامي الكبير السيد خالد المرزوق مع إخوانه وأخواته باسم مركز يوسف المرزوق ولولوة النصار (والده ووالدته) للطب الإسلامي، الذي افتتح تحت رعاية سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح في يوم 21 /‏‏2 /‏‏1987م. وهذا المركز بلغت تكلفته أكثر من سبعة ملايين ونصف المليون دينار كويتي، ويتكون من ثلاثة أدوار بمساحة بناء تقارب ستة آلاف ومئة متر مربع، بالإضافة إلى مسجد يتكون من ثلاثة أدوار ويتسع لألف وخمسمئة مُصَّلٍ. • يتكوّن المركز من: مسجد تم بناؤه على الطراز الإسلامي ومركز طبي مكون من دور أرضي ودور أول ينقسم إلى جانبين أحدهما للرجال والآخر للنساء. • موقع المشروع: يقع ضمن منطقة الصباح الطبية التخصصية. • تم افتتاح المركز ويقدم الخدمات العلاجية منذ 21 /‏‏2 /‏‏1987. * وزارة الأوقاف