قال القيادي في حزب «البناء والتنمية»، الذراع السياسي لـ «الجماعة الاسلامية» هشام النجار، إن «النظام السياسي المصري بدأت تترسخ ملامحه وأركانه وتتسابق القوى والتيارات والأحزاب لتحظى بامتيازات المرحلة الجماهيرية والسياسية». واكد في حوار مع «الراي» أن «القوى الإسلامية بقيادة جماعة الإخوان اختارت أن تعادي الدولة والشعب، وأنها بالعمليات الإرهابية الأخيرة ضد النائب العام وفي سيناء، لن تؤثر على المؤسسة الحاكمة». وأضاف أن «قيادات الجماعة مسؤولون عما وصل إليه الحال مع الرئيس السابق محمد مرسي»، مشيرا إلى أنهم «تسرعوا في الاستيلاء على مقاليد الحكم والحكومة والأغلبية في البرلمان، وعادوا الشباب بعقد صفقات في الوقت الذي كان يقتل فيه الشباب دفاعا عن حقوقهم». وفي ما يلي نص الحوار: • كيف ترى عملية اغتيال النائب العام هشام بركات وتصعيد العمليات في سيناء؟ - هي محاولات إخوانية، حتى وإن نجحت في تصفية قيادات وإحداث قلق وتوتر، لن تؤثر على مسيرة الدولة أو المؤسسة الحاكمة. • ما تقويمك للمشهد السياسي العام الداخلي في مصر؟ - المشهد الحالي يشهد تفاعلات ومتغيرات كبيرة، فعلى المستوى المحلي تتشكل ملامح النظام السياسي الجديد وتترسخ أركانه، وهناك دولة وسلطة تسابق الزمن لتمتلك شرعية الإنجاز وتحافظ على تماسك المجتمع خلفها، وتتسابق القوى والتيارات والأحزاب للحاق بالمشهد وتثبيت مراكزها لتحظى بامتيازات المرحلة الجماهيرية والسياسية، في حين اختارت القوى الإسلامية الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين إعلان المقاطعة مع النظام القائم ومحاولة تقويضه وعرقلته وإفشاله، سواء بمواصلة التصعيد في الفعاليات الجماهيرية، أو بمواصلة الضغوط من الخارج، لتصل مع الدولة إلى طريق مسدود، ما أتاح مساحة واسعة من الفراغ الإسلامي الحركي تعبث فيه التيارات والتنظيمات وتشكيلات مسلحة سواء تكفيرية أو مجموعات عنف محسوبة على الإخوان مثل اللجان النوعية وغيرها. • ما نتائج الصراع داخل جماعة «الإخوان» بين السلمية ورغبة الشباب في التصعيد؟ - انفلتت الأوضاع من يد قيادات الإخوان بسبب ضخامة الأحداث والخسائر وانعدام الرؤية، وبدلا من تدارك الأوضاع والاعتراف والاعتذار والتنحي كحل متأخر، فضلت القيادة تسليم الجماعة للشباب المتهور المتحمس تحت إشرافها، في انطلاقة مختلفة للإخوان بمنهج واستراتيجية مختلفة اتضحت معالمها مع انطلاق الذكرى الرابعة لثورة يناير حيث ظهر الناطق الجديد باسم التنظيم يتبنى أعمالا عنيفة. • هل هناك صراع على قيادة «الإخوان» في هذه الفترة؟ - هناك صراع تنظيمي على القيادة، فبعد أن قرر بديع والقيادات بالسجن إعادة الهيكلة وتشكيل لجنة لإدارة الأزمة من قيادات شابة في الداخل والخارج تحت إشرافه، رفض محمود عزت ومن معه هذا الإقصاء، وحاول فرض نفسه كقيادة بديلة عن القيادات المحبوسة. • كيف ترى وضع الجماعة الإسلامية خلال الفترة الحالية وعلاقتها بالدولة المصرية؟ - الدولة الآن تجمع بين الجماعة الإسلامية والإخوان في إجراءاتها الحازمة الشاملة بعد أن كانت تحرص طوال شهور على تحييد الجماعة الإسلامية وتوجيه هذه الإجراءات الصارمة التي تستهدف بنية التنظيم وحضوره الشعبي وتماسكه الاقتصادي للإخوان فقط، وهذا نتيجة استمرار الجماعة الإسلامية مع الإخوان في التحالف، وكان الأولى للجماعة الإسلامية وحزبها الحرص على الاستقلالية بإرادة وقرار حر نابع من داخلها ولا يملى عليها من خارجها.
مشاركة :